الحكومة اللبنانية تريدها تحت مظلة الأمم المتحدة
واشنطن / وكالات :تتداول العواصم المعنية بالنزاع في الشرق الاوسط فكرة نشر قوة سلام تابعة لحلف شمال الاطلسي في جنوب لبنان في ظل تصريحات اميركية واسرائيلية مؤيدة للفكرة.وصرح السفير الاميركي في الامم المتحدة جون بولتون "ندرس امكان تشكيل قوة متعددة الجنسية قد تحصل على موافقة مجلس الامن الدولي ولكنها لن تكون قوة سلام دولية".وقال ان قوة للحلف الاطلسي "هي فكرة جديدة سندرسها جديا".وذكرت صحيفة واشنطن بوست في نهاية الاسبوع نقلا عن مسؤولين لم يكشفوا اسماءهم ان المقترحات الاولى تتصل بقوة يراوح عدد عناصرها بين عشرة وعشرين الفا ويمكن ان تتولى قيادتها سرية فرنسية او تركية من دون مشاركة اميركية بحجة التورط الاميركي في العراق وافغانستان.واعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو- ماري ان بلادها ستشارك في قوة دولية لحفظ السلام في لبنان. وقالت خلال مؤتمر صحافي في ابو ظبي ان "الرئيس (الفرنسي جاك) شيراك سيقرر على الارجح مشاركة فرنسا في قوة دولية ستشكل لضمان وقف المعارك وحفظ الاستقرار (...) شرط ان يتم ذلك في اطار اتفاق وان تتم تلبية عدد من الشروط تضمن فاعلية هذه القوة".واكدت ان "كل الدول التي تتحلى بارادة طيبة وتتمنى حفظ الاستقرار (في لبنان) ستكون مستعدة لدراسة شروط مشاركتها".واكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان اي قوة دولية مستقبلية يجب ان تعمل ضمن اطار الامم المتحدة. وقال "اذا تم البحث في هذه المسألة فيجب ان يحصل ذلك تحت علم الامم المتحدة".ورفض بولتون الاحد امكان تعزيز قوة الطوارىء الدولية الموجودة حاليا في لبنان معتبرا ان القوة الدولية التي تضم نحو الفي عنصر لا تخولها مهمتها التدخل بفاعلية.ولاحظ ان القوة التي شكلت عام 1978 لا تزال تحمل تسمية "موقتة" مشددا على ضرورة الاستعانة بقوة توفر استقرارا دائما في المنطقة.وقال انه ينبغي استخدام هذه القوة "لتحقيق الاهداف" التي نص عليها القرار الدولي 1559 الذي يؤكد اهمية ان تبسط الحكومة اللبنانية سلطتها على كامل اراضيها.واوضح احد كبار موظفي البيت الابيض جوشوا بولتن ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ستناقش موضوع انتشار قوة مماثلة في جنوب لبنان خلال جولتها في الشرق الاوسط وروما حيث ستشارك في مؤتمر دولي في الايام المقبلة حول لبنان.وعلى غرار الولايات المتحدة ابدت اسرائيل الاحد انفتاحا على فكرة ارسال قوة للحلف الاطلسي الى المنطقة.واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت خلال لقائه وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير تأييده نشر قوة عسكرية "مؤلفة من دول الاتحاد الاوروبي" في لبنان وذلك لمراقبة الحدود بما فيها الحدود السورية اللبنانية ونزع سلاح حزب الله الشيعي.وقال اولمرت ان "اسرائيل توافق على نشر قوة تتمتع بقدرات عسكرية وخبرة ميدانية في المعارك وتتألف من دول الاتحاد الاوروبي ما ان يتم تحديد مهمتها".وخلال محادثات اجراها مع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير قال وزير الدفاع عمير بيريتس انه يؤيد انتشار قوة دولية "شرط ان تتمتع بسلطات فعلية ولا تكتفي باعداد تقارير".وذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان بيريتس تطرق الى امكان ان تتشكل القوة في اطار حلف شمال الاطلسي.وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية باسم وزير الدفاع عمير بيريتس "انطلاقا من ضعف الجيش اللبناني تؤيد اسرائيل نشر قوة متعددة الجنسيات شرط ان تحظى مهمتها بدعم".ووفق المصدر نفسه فان بيريتس اقترح ان تعمل القوة في اطار حلف شمال الاطلسي.وكانت قمة مجموعة الثماني التي التأمت اخيرا في روسيا اول من طرح فكرة نشر قوة دولية في جنوب لبنان حيث تواصل اسرائيل هجومها العسكري الواسع لكن بيان القمة ظل مبهما حيال تشكيل القوة وطبيعة مهمتها وشروط انتشارها.