الرئيس السوري بشار الأسد يدلي بتصريحات في دمشق يوم 18 مارس 2010.
دمشق/14 أكتوبر /رويترز : يقوم الرئيس السوري بشار الأسد بجولة نادرة في أمريكا اللاتينية بهدف توسيع نطاق العلاقات الدبلوماسية لسوريا بعد خروجها من العزلة الغربية وجذب الاستثمارات لقطاع البنية التحتية المتداعية في بلاده.ويتطلع الأسد الذي يواجه تراجعا في الإنتاج المحلي من النفط وموجات من الجفاف التي أضرت بالزراعة إلى تعزيز العلاقات مع الجالية السورية المغتربة في المنطقة ومع البرازيل القوة الاقتصادية الصاعدة.وقالت وسائل اعلام سورية حكومية ان الاسد سيسافر الى البرازيل وكوبا والارجنتين وفنزويلا دون ان تحدد جدولا زمنيا. ومن المتوقع أن يصل الى فنزويلا في وقت لاحق أمس الجمعة.وقال ثابت سالم الصحفي والمعلق السوري ان البرازيل قوة صاعدة وان سوريا تعي ذلك وأضاف أن زيارة الرئيس ستسهم في اقناع الجالية السورية في ان تبدأ الاستثمار في سوريا.وكانت البرازيل قد توسطت مع تركيا في اتفاق مع ايران حليفة سوريا ترسل طهران بموجبه الى الخارج اليورانيوم منخفض التخصيب مقابل الحصول على وقود للمفاعلات النووية. ولم يمنع الاتفاق مجلس الامن التابع للامم المتحدة من فرض جولة رابعة من العقوبات على طهران الشهر الماضي والتي عارضتها البرازيل.وقال دبلوماسيون في دمشق انه بينما تتفق سوريا مع جهود البرازيل لحل الخلاف بين ايران والغرب فان زيارة الاسد ستركز أكثر على القضايا الثنائية وتطلعات سوريا الى جذب 44 مليار دولار من الاستثمارات الخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة لاصلاح البنية الاساسية.ويمثل هذا الرقم 80 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي لسوريا لكنه لا يتعدى جزءا يسيرا من الناتج البرازيلي.وقال رئيس البرلمان البرازيلي ميشيل تامر ان الجانبين سيوقعان بروتوكولات للتعاون التجاري والتكنولوجي. وتمد البرازيل سوريا بالفعل بمعظم احتياجاتها من السكر.وقال تامر للوكالة العربية السورية للانباء (سانا) «الجالية العربية لها وزنها الاقتصادي والثقافي الذي ساعد في توسيع التعاون مع سوريا على المستوى الحكومي».وأضاف جهاد يازجي محرر التقرير الاقتصادي السوري انه بينما تعتبر استثمارات الجالية السورية صغيرة فان سوريا متأهبة للاستفادة من التحول في الاتجاهات الاقتصادية العالمية لصالح أمريكا اللاتينية.وأضاف أن التعاون بين الجنوب والجنوب مثير للاهتمام في ضوء التراجع النسبي للغرب.وتابع أن فنزويلا ربما تكون دولة فقيرة لكنها تمتلك النفط وتساند المشاعر المناهضة للولايات المتحدة مشيرا الى زيارتين قام بها الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز أحد أشد المنتقدين للولايات المتحدة الى سوريا في غضون الاربع السنوات الماضية.ورحبت سوريا بمفاتحات الرئيس الامريكي باراك أوباما لتحقيق انفراج في العلاقات مع دمشق لكنها عارضت دعوات واشنطن لها بقطع روابطها مع حزب الله اللبناني الشيعي أو الجماعات الفلسطينية المسلحة.وكانت فنزويلا وايران أعلنتا خططا لبناء مصفاة في سوريا لكن المشروع لا يزال حبيس الادراج مع عجز ايران عن مواجهة ضعف قدراتها الذاتية على تكرير النفط.وتستورد سوريا التي يزيد سكانها الذين يبلغ عددهم 20 مليون نسمة بنسبة 2.5 في المئة سنويا معظم احتياجاتها من السولار.كما يتراجع انتاجها من النفط فيما يتوقع وزير النفط السوري انخفاض الانتاج الى 340 ألف برميل يوميا في المتوسط خلال الخمسة عشر عاما المقبلة مقابل 590 الفا في ذروة الانتاج عام 1996.وأضاف يازجي ان سوريا وهي من بين عدد قليل من دول الشرق الاوسط التي تمتلك قاعدة للصناعات التحويلية - بالرغم من انها تحتاج الى اصلاح - يمكن أن تتعلم خبرة البرازيل احدى دول مجموعة الاقتصادات التي تشهد نموا سريعا والتي تضم روسيا والهند والصين.وأضاف يازجي ان علاقات سوريا طيبة مع كل هذه الدول التي لا تزال تمتلك قطاعا مهما للصناعات التحويلية.ويتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد السوري بنسبة خمسة في المئة هذا العام مقابل أربعة في المئة عام 2009 و5.2 في المئة في 2008. لكن موجات الجفاف المتتالية في شرق سوريا شردت نحو مليون شخص.وسعت سوريا في عهد الاسد الذي خلف والده الراحل عام 2000 الى جذب الاستثمارات الاجنبية والتخلص من ارث من الاقتصاد المغلق وحظر الشركات الخاصة تحت حكم حزب البعث الذي يحكم البلاد منذ 1963.