من الهوايات الغريبة لـ "أنيس" مشاهدة التلفاز في وقت متأخر من المساء وفي الظلمة حيث يطفئ أنوار حجرة الجلوس جميعها، ويكتفي بضوء شاشة التلفاز.. والأسوأ أنه ـ أي أنيس ـ يجلس قرب التلفاز ولا يدع بينه وبين الجهاز سوى مسافة بسيطة تجعل الأشعة الضارة التي تصدر عن شاشة التلفاز تصل مباشرة إلى عيني أنيس فتدمعان.وقد حذرت أنيس من هذا الوضع وخطورته على عيناه حيث أن ضوء الشاشة يختلف عن ضوء المصابيح بإشعاعاته الضارة التي تؤذي العين عند مشاهدة التلفاز من مسافة قريبة وفي مكان ليس به من ضوء سوى ضوء الشاشة.. لكن أنيس كما تعلمون لا يهتم بالتحذيرات والنصائح لهذا فأنا لم أستغرب عندما رأيت صباح اليوم عينا أنيس متورمتان محمرتان تدمعان، ورأيت أنيس يشكو من آلام في صدغيه ويطلب مني اصطحابه إلى طبيب العيون فذهبنا وقد أكد الطبيب كل ما قلته لأنيس الذي جلس ناكساً رأسه بخجل!أخوكم بدرــــلم أستغرب أن يردد الطبيب كلام "بدر" بحذافيره فقد كنت أعلم أن السهر على ضوء الشاشة وحده مؤذٍ للعين وكنت واثقاً أن التحذيرات الصادرة من عزيزي "بدر" صادقة وهدفها سلامتي أولاً وأخيراً لكن الشيطان كان يهمس في أذني قائلاً: "إن بدر فقط يغضب لأنك تسهر أمام التلفاز حتى وقت متأخر من المساء وهذا يزيد من استهلاك الكهرباء ويجعل الفاتورة تأتي بمبالغ باهظة".. والحقيقة أن هذه النقطة صحيحة لكنها ليست كل دوافع بدر لتحذيري من ضوء الشاشة الفضية فبدر صديقي أولاً وأخيراً وسلامتي تهمه قبل أن تهمه مبالغ الفواتير وأظن حرصه على أن أترك بيني وبين الشاشة مسافة كافية كان من حرصه على سلامة عيوني التي صارت الآن حمراء متورمة وصرت مجبراً على علاجها بأدوية لا أحبها!أخوكم أنيس
أسبوعيات بدر وانيس
أخبار متعلقة