الحديث عن عدن كعاصمة اقتصادية وتجارية لابد ان يتسم بالمسؤولية والتفاؤل، لاسيما وان هذه المدينة الوطنية الكبيرة كانت ومازالت تختزن تاريخا وتجربة وحياة تحفل بالانجازات والتماسك وتقديم الايجابيات عبر القرون الماضية، ومدينة تصنع المعجزات مثل معجزة الوحدة اليمنية.لا اتمنى لعدن ان تحصر في دائرة التمني، وتبقى دائما في دائرة هل تصلح ام لا؟! هل هي مؤهلة ام لا؟ يجب ان يتم اعادة ماتقادم من بنيتها التحتية، وان يتم اعادة تأهيلها لتتوافق مع المطالب والمقاييس الخدماتية المتنوعة التي يجب توافرها في مدينة ميناؤها عالمية تستجيب لكل المشاريع والخدمات الاستثمارية الحديثة.عدن ليست قرية، ولامدينة طارئة على الحداثة والتعامل مع مختلف النشاطات الاقتصادية العابرة للقارات، فقط اذا اخلصت النيات وتم حشد الامكانيات والاستعدادات للنهوض بهذا الكنز التاريخي الاقتصادي والتجاري والثقافي المهم والذي يدر على الدولة دخلا ليس هيناً من النشاط الاقتصادي الجاري من خلال مينائها المعروف عالميا ومصفاها العاج بالنشاط، وصناعة السياحة فيها وان كانت في حدها الادنى.. يجب ان ينظر لهذه المحافظة مثل مشتل متنوع من مشاتل الخير والنماء والبركة.صحيح ان هذه المحافظة اهملت - نوعا ما - ولم تتناسب المشاريع والاجراءات التي اعطيت لها مع حجم نشاطها ومكانتها ابدا لا في السابق ولا في اللاحق نحن اليوم امام تاريخ جديد يمكن ان يقيم هذه المدينة من قعودها الممل الذي اصابها بما يشبه الشلل.نحن نرحب بالمحافظ احمد محمد الكحلاني فقد ترك في صنعاء بصمات لاينكرها اي منصف، وترك فيها نشاطا بلديا جميلا، والتزاماً جيزاً بين مواطنين فيما يخص النظافة والصحة والبيئة والتصريف وتصريف سيول مياه الامطار التي تواجه العاصمة.صحيح اننا لاننكر جهود طيب الذكر الدكتور يحيى الشعيبي الذي اوقد شعلة النشاط الترميمي لهذه المدينة الرائعة، لكن لاندري لماذا اتسمت ايامه الاخيرة بـ "الغياب" الذي قد تكون اسبابه بيروقراطية كما تعودنا.نتوقع - كما تعودنا في العاصمة - من الاستاذ الكحلاني ان يخرج طاقات هذه المدينة من تحت الرماد لتضطرم وقودا وطاقة خلاقة، ونتوقع منه - كما يعرف - ان يظل شعلة نشاط جبارة في هذه المدينة الساحلية الحارة التي تتطلب دائما جهودا متواصلة.نريد منه ان يبدأ بالتجول في الشوارع الخلفية حتى لاينبهر بالكنيس المتواصل لما هو امام الانظار، ونريد منه ان يزور المدارس والمستشفيات والمطاعم، وان يذهب لشراء الادوية والمستلزمات المنزلية ليرى العجائب. نريده ان يزور المستشفيات الخاصة، والصيدليات، ونريد منه - خصوصا - ان يجول راكبا او راجلا ليرى السيارات الحكومية وهي تنطلق كالزوابع في النهار والليل. ونتمنى منه ان يذهب متخفيا ليرى "عنطزة" أبسط موظف يزدرىء خلق الله المساكين.اعرف ان هذا الرجل الذي خلف ذكريات وانجازات طيبة لدى جميع مواطني الامانة انه لايمتلك عصا النبي موسى عليه السلام ولايستطيع الاتيان بالمعجزات والخوارق، لكني على قناعة ان الارادة المخلصة والضمير الحي والهمة العالية والاصرار المستمر والطاقة المتجددة كلها تخلق الابداع وتصنع المعجزات البشرية، وربما يكون قدوم الكحلاني الى عدن متسلحا بتجربة ممتازة ودعم غير مخفي من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، وتفويض لاشك في أنَّه يخوله الاقدام على حل مشكلات عويصة جدا، مثل نقل معسكر الدفاع الجوي، واحتجاز ضابطين مخالفين للتعليمات بشأن البسط والبناء العشوائى.. وهي اشارات لها مضامينها على الطريق الطويل.
|
مقالات
عدن أيام الكحلاني
أخبار متعلقة