الاستاذ/ معروف حداد
محمد زكريا [c1]صفاته[/c]كان قائد كتيبة صحفية اتصف بالشجاعة الهادئة،والثقة بالنفس ،كان ينتقل من نصر الى نصر صحفي دون ان يصيبه الغرور يصاب مثل اية قائد مقدام يواجه المعركة او المعارك بصدر مفتوح،وكان دائماً في الصفوف الاولى في جبهة الصحافة وقضاياها المختلفة كان يتحمل المسؤولية كاملة عما يكتبه ، ويقف بقوة وحزم الى جانب الصحفيين الناشئين يشجعهم على الكتابة المرتبطة بهموم الناس وتطلعاتهم المشروعة وينفخ روح الحماس والشجاعة ولقد تخرج على يديه الكثير من الصحفيين اللامعين كانت كتابته تتسم بالعمق،والتحليل ،والتفسير،والشرح،وكانت افضل المواضيع الى قلبه هي السياسة الدولية وخاصة القضية الفلسطينية التي كانت شغله الشاعل في كتابته كان قارئاً جيداً للأحداث العربية والدولية التي تطفو على السطح.[c1]خبرته الواسعة[/c]ولقد اكتسب خبرة واسعة وعريضة في تحليل القضايا العربية والدولية وذلك من خلال رحلاته العديدة الى عدد من الدول العربية التي كانت تقام بها الفعاليات السياسية المختلفة فضلاً عن ذلك سافر الى بعض الدول الغربية التي كانت ومازالت لها تاثير عميق وقوي على الساحة العربية عندما تراه من اول مرة تشعر انك تعرفه من زمن طويل اوقل يدخل قلبك مباشرة كانت كلماته بسيطة ومتواضعة كان قارئاً نهما ولكنه قارىء من النوع الذي يفهم ما وراء السطور منذ ان عرفته في صاحبة الجلالة صحيفة "14 اكتوبر" وهو قامة صحفية عالية وكان من أقرب الناس الى قلبه من الصحفيين هم الصحفي اللامع علي فارع،ومحمد عبدالله فارع شيخ الصحفيين ،وشكيب عوض صاحب القلم المرهف ،وعوض باحكيم عاشق الفلسفة والحقيقة ان صحيفة " 14 اكتوبر" في فترة من فترات حايتها شهدت قمماً من الصحفيين البعض منهم رحل والبعض الآخر مازال يقاوم غوائل الزمان وهجوم المرض بشموخ بصورة تدعو الى الإعجاب.[c1]قلمه الجسور[/c]ان قائد الكتيبة الصحفية الشجاع،الجريء ،المقدام هو الصحفي الكبير الراحل معروف حداد، لسنا نبالغ إذا قلنا انه جسد تاريخ الصحافة اليمنية او قل هو جزء من نسيج خيوطها بكل معنى لهذه الكلمة ،وإذا أردنا ان ندون ونسجل تاريخ الصحفيين والصحافة اليمنية علينا ترجمة سيرته والتعرف على كتابته او بعبارة اخرى فكرته، اسلوبه ،طريقة تناوله لهذا الموضوع او ذاك ،وما المواضيع التي يبرز فيها ويبز بها اقرانه ؟ "14 اكتوبر" وكما قلنا لم يكن معروف حداد صحفياً عادياً بل كان موهبة صحفية تتدفق بالابداع والحيوية وفوق ذلك كله كان يعشق الكلمة كان يرى في حروفها سحرا لايقاوم كان كتيبة صحفية استطاعت بقوتها وشجاعتها ان تخترق الكثير من الحواجز وتدك معاقل الجهل وتبدد غيوم الاكاذيب والزيف، ومن جراء ذلك تعرض معروف حداد الى الكثير من المنغصات ،والمشاكل التي كان يواجهها اثناء حروبه ضد المحسوبية،وتجاوزات بعض المسؤولين الذين يظنون ان الوظيفة ضيعة خاصة بهم او من املاكهم ،لقد كان معروف حداد لهم بالمرصاد ،ويمتطي قلمه الجسور،فيكشف الحقيقة الصارخة أمام الرأي العام.[c1]ثروته الحقيقية[/c]كانت ثروته الحقيقية في الدنيا قلمه لم يمتلك الاموال الطائلة والاراضي الواسعة لقد خرج من الدنيا دون ان يملك درهماً ولاديناراً ولكنه خلف ثروة لاتقدر بمال وهي حب زملائه في الصحيفة والقراء كان راتبه هو كل مايملك وعلى الرغم من ان قلمه كان مشهوراً الا انه لم يكتب في الصحف الاخرى من اجل المال بل كانت صحيفته الاولى والاخيرة هي " 14 اكتوبر" او قل ان شئت حبه الاول والاخير التي اعطاها الكثيرمن عرقة ،وقلقه،وأرقه،وصحته .كان حبه لمعشوقته " 14 اكتوبر" لاحدود له كان يختزن في قلبه الكثير والكثير من القضايا الانسانية لم يحقد على احد لانه يرى ان الصحفي الحقيقي هو الذي يجب ويتوجب ان ينغمس في القراءة والكتابة حتى اذنيه ومتابعة كل جديد وجيد في عالم الصحافة فالصحافة اليومية على وجه الخصوص تضغط على اعصاب الصحفي بصورة مخيفة وتطلب الكثير منه، فالكتابة لاتعني رص الكلمات جنبا الى جنب بل هي اولا وقبل كل شيء مشاعر، واحاسيس ،وشفافية فالفرق بين هذا الصحفي وذاك هو مدى قدرته على تغليف كتاباته بالمشاعر الانسانية الرقيقة التي تجذب القارىء او القراء اليه ،ويؤمن الاستاذ والصحفي الكبير معروف حداد ايماناً عميقاً بأن الصحافة تحتضن الصحفيين الصادقين مع انفسهم ومع الآخرين المؤمنين بأن الصحافة هي امضى سلاح في مواجهة السلبيات والطفيليات التي تظهر على سطح المجتمع، فالكتابة في اعتقاد استاذنا الراحل الكبير معروف حداد ليست جماداً لا يحس. ولايشعر بالحياة وانما هي نبض الناس او بعبارة اخرى تعبر عن آلامهم وترسم طموحاتهم المشروعة.[c1]كتاباته الأخرى[/c]والحقيقة ان كتابات الراحل معروف حداد كانت تصب في القضايا العربية والدولية واحداثها الساخنة، وكان محللا بارعا في تناول اية قضية من تلك القضايا العربية او الدولية ولكنه كان ايضاً له كتابات في الثقافة وعلى الرغم من انها كانت قليلة الا انها كانت عميقة في تفسير جانب من جوانبها وخاصة فيما يتعلق بالجانب التراثي والتاريخي وله ايضاً مقالة او مقالات في الثقافة الاسلامية غاية في الروعة تنم عن مشاعره المرهفة ،واحاسيسه الرقيقة.[c1]روحه القوية[/c]ولسنا نبالغ اذا قلنا ان استاذنا الصحفي الراحل معروف حداد كان كتيبة صحفية شكلها من خلال مشواره الطويل مع صحيفة :" 14 اكتوبر" الغراء وكانت صفاته الانضباط والالتزام بمعيار الفن الصحفي الذي يهتم بالشكل والمشمون في آن واحد حتى تنفذ الكلمة الى قلب الحقيقة من ناحية ونشر الوعي بين الرأي العام من ناحية اخرى. كان رحمه الله سريع البديهة حاضر النكته ،طيب القلب، لاتغيب شمس الابتسامة المشرقة ابدا عن وجهه الطيب. احب الناس جميعاً فاحبوه قاوم المرض بشجاعة نادرة او قل سخر منه كان ينخر في جسده الضعيف وعلى الرغم من ذلك كانت روحه وثابة قوية كانت روحه اقوى من آلام المرض الذي استشرى في كل جزء من جسده لم يقعده المرض الخبيث عن الحركة وعندما رحل عن دنيانا كان واقفاً بيننا فلم يستسلم للمرض حتى آخر لحظة في حياته رحم الله معروف حداد رحمة واسعة وألهم أهله الصبر والسلوان والهمنا والهم زملاءه الصحفيين الصبر والسلوان ،"انا لله وانا اليه راجعون" وإنا لفقدانك يامعروف لحزينون.