من انتاجات الواعدين
كانت تقبع خلف أسوار من الحزن واليأس والألم وكانت تجلس وحيدة بجوار نافذتها المكسورة في تلك الزاوية المحطمة تماماً كتلك الأحلام التي سعت إلى تحقيقها دون جدوى.. كانت دائمة الحزن والبكاء، كست الحيرة والحسرة أفكارها المشتتة وغمرت الدموع خديها الناعمين ومزقت الآلام قلبها المجروح.. كانت تسير بلا هدف أو غاية.. ظلت ذاكرتها معلقة بأسوار الماضي المحطمة وهذا هو سبب ألمها، حاولت أن تخرج مراراً من تلك الزاوية الكئيبة لكن لم تكن لتخرج إلا لغابة مليئة بالوحوش والحيوانات المفترسة حاولت أن تهرب منها، فظلت تركض وتركض فوق أشواك السنين والأيام حتى وجدت أمامها طريقاً طويلاً جداً لم تجد بداً من السير فيه.. استسلمت لواقعها وسارت في هذا الطريق المليء بالعقبات والالتواءات كان يرمي بها إلى وادٍ من الحزن تارة وإلى دوامة الكلل والملل تارة أخرى. لم تجد طريق الأمل الذي طالما بحثت عنه، كانت تجد طريق اليأس والحزن الملازمين لها.. وفي نهاية هذا الطريق هوت في حفرة عميقة ومظلمة أخرجت فيها أنفاسها الأخيرة ممزوجة بآهات حزينة ومؤلمة وصعدت روحها لتبحث عن أملها المرجو في العالم الآخر.الطالبة/ سمر محمد مقبل نعمان