بعد تهديد حماس بمقاطعة المحادثات
دمشق/القاهرة/14 أكتوبر/خالد يعقوب عويس ونضال المغربي: قال مصدر مصري إن القاهرة قررت أمس السبت تأجيل محادثات الوحدة الفلسطينية التي كانت تعتزم استضافتها الأسبوع الجاري بعد خلاف جديد نشب بين حماس وفتح. اتخذ القرار المصري بعدما هددت حماس بمقاطعة المحادثات المقرر إجراؤها يوم الاثنين والهادفة إلى إنهاء الصراع بين حركة المقاومة الإسلامية وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. وأنحى مسئولو حماس في القاهرة باللائمة على عباس لتقاعسه عن الإفراج عن أعضاء حماس والمتعاطفين معهم المعتقلين. ورفض ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير هذه الاتهامات وقال للصحفيين في رام الله «هذه أكذوبة (لإيجاد) ذريعة من اجل إفشال الحوار في القاهرة أتحداهم (حماس) أن يعطوني اسم معتقل سياسي واحد لدى الأجهزة الأمنية.» وأضاف «نحن من جانبنا تلقينا بهدوء وصبر كل ما فعلته قيادة حماس من اجل إفشال عقد هذا الحوار منذ البداية لقد قبلنا المشروع المصري مشروع إعلان القاهرة بالرغم من وجود ملاحظات هنا أو هناك ولكنا قبلنا به كأساس للحوار حتى نسهل العملية أمام الحوار الوطني في القاهرة ورفضنا أن ندخل في لعبة التحفظات والاعتراضات التي سارت بها قيادة حركة حماس لكي تفشل هذا الحوار وكي تجعلنا شركاء في إفشال الحوار.» وقال عبد ربه «مقاطعة حماس والفصائل التي ترتبط بها مقاطعة سياسية بقرار إقليمي من قبل قوى إقليمية لإفشال الدور المصري ولإحباط مساعي استعادة الحوار الوطني، مقاطعة حماس هي مقاطعة من قبل قوى إقليمية تريد الإبقاء على الأزمة الفلسطينية الداخلية كما هي وان تستعمل هذه الأزمة كورقة في المساومة مع الإدارة الأمريكية الجديدة لتحقيق مكاسب لهذه القوى الإقليمية.» وقال مصدر مصري في القاهرة «قررت مصر تأجيل اجتماع الحوار الفلسطيني.» ويتزامن تأجيل المحادثات مع بيان لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بأن حركته مستعدة لإجراء محادثات مع باراك أوباما مادام الرئيس الأمريكي المنتخب يحترم «حقوق وخيارات» الحركة. وفي زيارة إلى إسرائيل في يوليو قلل اوباما من فرص التفاوض مع حماس ما لم تنبذ العنف وتعترف بحق إسرائيل في الوجود. ورفضت واشنطن التحدث إلى حماس في عهد الرئيس جورج بوش. وقال مشعل في مقابلة مع موقع سكاي نيوز على الانترنت من العاصمة السورية دمشق إن حماس على استعداد للحوار مع اوباما ومع الإدارة الأمريكية الجديدة بعقل متفتح وعلى أساس أن تحترم الإدارة الأمريكية حقوق حماس وخياراتها. وقال بيان لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن المحادثات المقررة يوم الاثنين ستؤجل «لحين توافر المناخ اللازم والملائم لانعقاد وضمان فرص نجاحه.» وكانت مصر قد دعت حماس وفتح وفصائل فلسطينية اصغر إلى إجراء محادثات لمحاولة تسوية خلاف تفجر إلى صراع مفتوح عندما استولت حماس بالقوة على قطاع غزة العام الماضي. وزاد من غضب حماس شروع عباس في محادثات سلام مع إسرائيل التي ترفض الحركة الاعتراف بها. وقالت مصادر فلسطينية في دمشق ومسئولو حماس في القاهرة إن حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والصاعقة وهي جماعات تعارض عباس ستقاطع المحادثات المقررة بالقاهرة. وقال مصدر فلسطيني في سوريا «هذه الجماعات إلى جانب حماس لا تريد الذهاب إلى القاهرة والجلوس بين وزراء خارجية عرب سيحاولون الضغط عليهم لتوقيع صيغة في صالح عباس.» وقال مسئولو حماس في القاهرة أن الجماعة اعترضت على الجلوس مع فتح إذا تقاعس عباس عن الإفراج عن نحو 400 عضو بحماس ومن المتعاطفين معهم أودعهم السجن بدعم غربي وإسرائيلي. وقال أيمن طه مسئول حماس «نحن اخبرنا مصر بأننا سنذهب للحوار إذا تم الإفراج عن المعتقلين السياسيين وإذا لم يفرج عنهم فإننا لن نذهب.» وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس من غزة إن عباس «دق المسمار الأخير في نعش الحوار الفلسطيني» وان الحوار أصبح بالتالي عديم الفائدة. وردا على هذه التصريحات قال أسامة الفرا المسئول بفتح وهو احد أعضاء وفد الحركة في محادثات القاهرة «غياب حماس لن يخدم الشعب الفلسطيني خاصة ونحن في مرحلة أحوج ما نكون فيها إلى وفاق والى إنهاء حالة الانقسام..هذا قد يضر الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا.» وقال عبد ربه «الرئيس أبو مازن واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تبدي الأسف الشديد على إقدام قيادة حركة حماس على هذا الفعل الذي يلحق الضرر بالمصالح الوطنية الفلسطينية وبسمعة الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية على أوسع نطاق.»