أعلنت أنها منفتحة على المباحثات متى يتوقف ( الدلاي لاما ) عن تأييد الاستقلال
الدلاي لاما مع بعض من أنصارة
بكين/14 أكتوبر/ جون رويتش: عرضت الصين تعويض عائلات المدنيين الذين تقول أنهم قتلوا في أعمال العنف التي وقعت في مدينة لاسا عاصمة إقليم التبت هذا الشهر بينما واصلت بكين حملة دعائية مكثفة في أعقاب الاضطرابات. وتزايد الضغط الخارجي على الصين لاحترام حقوق الإنسان في ردها على استمرار جيوب للاضطراب على مدى الأسبوعين الماضيين في التبت والمناطق القريبة منها مع دعوة الرئيس جورج بوش القادة الصينيين إلى إجراء محادثات مع ممثلي الزعيم الروحي للتبت المقيم في المنفى الدلاي لاما. وأصبحت الاضطرابات التي وقعت في إقليم التبت ورد الصين عليها محل تركيز الاهتمام العالمي وذلك قبل أشهر فقط من بدء دورة الألعاب الاولمبية. وتأمل بكين ان تكون هذه الدورة التي تبدأ في أغسطس فرصة لإظهار التقدم في رابع اكبر اقتصاد في العالم. وحسب الإحصاء الحكومي فقد قتل 18 مدنيا أثناء أعمال العنف المناهضة للصين التي وقعت في لاسا في 14 مارس والتي رشق المتظاهرون خلالها الشرطة بالحجارة وقاموا بإحراق ونهب المتاجر والمنازل. وذكر بيان أصدرته حكومة التبت ان كل عائلة من عائلات القتلى ستحصل على 200 ألف يوان(28530 دولارا). ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة(شينخوا) عن حكومة التبت قولها ان أي شخص جرح في الفوضى التي عمت لاسا بعد أيام من المظاهرات التي قادها الرهبان من حقه الحصول على رعاية طبية مجانية. وقالت الوكالة «إجراءات ستتخذ لمساعدة الناس على إصلاح منازلهم ومتاجرهم والتي تضررت في الاضطرابات أو بناء منازل ومتاجر جديدة.» وقدرت حكومة التبت في المنفى والتي تشكلت عندما فر الدلاي لاما إلى الهند بعد انتفاضة فاشلة في عام 1959 ان 140 شخصا قتلوا في أعمال العنف. ومنذ وقوع الاضطرابات والصين تشن هجوما دعائيا على أجهزة الإعلام الأجنبية حيث تتهمها بالتحيز في نقل وتغطية الأحداث ونسبت إلى رهبان بوذيين إدانتهم لأعمال الشغب وإشادتهم بالسلطات لممارستها ضبط النفس وإبرازهم المكاسب المادية التي جلبها الحزب الشيوعي الصيني للتبت.، كما انحت باللائمة في الاضطرابات على «عصابة الدلاي» الذي تقول انه يريد عرقلة الاولمبياد ويسعى إلى استقلال التبت. غير ان الراهب البوذي الحائز على جائزة نوبل للسلام يقول انه يريد حكما ذاتيا أوسع فحسب للتبت في إطار الصين. وقال الجمعة ان وسائل الإعلام الصينية تستخدم «الخداع والتشويه» في تغطية الاحتجاجات في التبت وأعرب عن خوفه من ان يؤدي ذلك إلى توتر عرقي وعواقب طويلة المدى لا يمكن التنبؤ بها. وفي مؤتمر صحفي في دلهي سخر الدلاي لاما من وصف الحكومة الصينية لأتباعه «بالعصابة» واتهم بكين بتكثيف الدعاية التي تبالغ في أحداث العنف في التبت فيما تقلل من قسوة رد الفعل الصيني عليها. وقال في المؤتمر الصحفي «يجب ان يذهب بعض الناس المحترمين المحايديين (إلى التبت) ويحققوا بدقة في حرية كاملة.» وحث الرئيس الأمريكي جورج بوش الصين على ممارسة ضبط النفس ودعا الحكومة الصينية بقيادة الرئيس ورئيس الحزب الشيوعي الصيني هو جينتاو إلى الالتقاء بممثلي الدلاي لاما . وقال بوش في مؤتمر صحفي الجمعة «من صالح بلاده الجلوس مرة أخرى مع ممثلي الدلاي لاما .. ونحث على ضبط النفس.» وقد أعلنت الصين أنها منفتحة على المباحثات متى يتوقف الدلاي لاما عن تأييد استقلال التبت وتايوان وينهي تأييده للاحتجاجات والأنشطة المناهضة للاولمبياد. وفي تأكيد للقلق الأمريكي قالت وزارة الخزانة ان وزيرها هنري بولسون سيثير قضية التبت خلال زيارته لبكين هذا الأسبوع وهو ارفع مسئول أمريكي يلتقي بالقادة الصينيين منذ اندلاع الاحتجاجات هذا الشهر. وقالت السفارة الأمريكية في الصين في بيان ان احد مسؤوليها ذهب إلى التبت في جولة للدبلوماسيين الجمعة وأمس حث الحكومة الصينية على منح وسائل الإعلام والمبعوثين الأجانب تسهيلات اكبر للوصول إلى التبت. وقال البيان «تم التقيد بشدة ببرنامج الجولة ولم يكن بوسع المشاركين الأمريكيين أو غيرهم ان يخرج عن الخطة الرسمية للبرنامج.» وستسلم الشعلة الاولمبية إلى منظمي دورة الألعاب الصينية في أثينا اليوم الأحد وتعهد التبتيون في المنفى بتنظيم احتجاجات. وعرقل نشطاء احتفال إيقاد الشعلة الأسبوع الماضي. ومن المقرر ان تصل الشعلة إلى بكين يوم غد الاثنين.