احلام الحملي:الجهل داء خطير , ما اصاب من امة من الامم الا وفتك بها ولم نسمع في تاريخ البشرية ان امة نهضت وحمل نهضها جهلة .ولم نسمع بحضارة من الحضارات قامت على اسس غير علمية .وحضارتنا الاسلامية هي احدى الحضارات التي قامت على هذه الاسس , كما دعا مشروعها الذي شرع دستورها الى العلم فنشأت حضارة اسلامية رائعة بكل آدبها وفنونها وعلومها وللاسف تعرضت هذه الحضارة لاسباب الضعف ومجتمعنا اليمني هو احدى المجتمعات التي عاشت اسباب هذا الضعف فظهرت آفات كثيرة ولعل اهمها الجهل الذي جعل هذا المجتمع يعيش تحت سيطرة ركود الفكر وجمود العقل والذي لا زلنا نعاني من ويلاته الى يومنا هذا وما لا يخطر لنا على بال هو تعدي هذا الجهل على اسلوب تعاملنا مع القران الكريم الذي هو دستور حياتنا فقد سلط اتباعة من الجهلة على التعدي على نصوص هذا الكتاب المقدس فقد ظهرت نتيجة هذا التعدي الكثير من الظواهر التي يمتهن القرآن الكريم .واكثر هذه الظواهر انتشارا هي ظاهرة التسول بالقران الكريم وما يترتب على هذه الظاهرة من امتهان لهذا القران ويقوم بهذا العمل جماعة من الجهلة لا يفقهون مما يعملون شيئا .كما تعد بعض السلوكيات الخاطئة التي تقوم بها بعض النسوة في بعض الطقوس الدينية اوالاجتماعية (الموالد) طريقة اخرى يتعرض فيها النص القراني للخل لفظا ومعنى وعلى الرغم من ان الله عز وجل قد انعم علينا بوسائل حديثة للكتاب والنشر باختراع الوسائل المعينة على ذلك من الات للطباعة وتوفير وسائل المواصلات , وقد اصبحت الكتب والجرائد والمجلات في متناول الجميع الا اننا قابلنا هذه النعم بجهل , ويتجلى ذلك في بعض الافعال الذي يقع فيها الغالبية منا والذي نعرض فيها النص القراني للامتهان حيث نقوم برمي هذه الصحف والكتب والمجلات في الارض وتتعرض هذه المطبوعات للدوس بالاقدام ومما لا شك فيه ان هذه المطبوعات للدوس بالاقدام تحمل في طياتها الكثير من النصوص القرانية كما تحمل بعض اسماء الله الحسنى التي تقترن بعضها بعض الاسماء مثل عبد الله , عبد الرحمن وغيرها .وفي صدد هذا الموضوع اجرينا حوارا مع الشيخ جبري ابراهيم حسن , المرشد بوزارة الاوقاف والارشاد امام وخطيب جامع غزوة بدر الكبرى .[c1]شيخ جبري ثمة ظاهره لوحظ انتشارها مؤخرا وهي التسول بالقران الكريم فما راي الشارع في هذه الظاهرة ومن يقوم بها ومن يشجع على القيام بها ؟[/c]ـ نهى الشرع عن المسالة بحد ذاتها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تزال المسالة باحدكم حتى ياتي يوم القيامة وليس في وجهة نزعة لحم) صدق رسول الله , فكيف اذا كانت بالقران الكريم , فهو جهل عظيم وفاحش ولا يجوز للانسان المسلم ان يعرض القران لهذه المهانة فكتاب الله نور سماوي يجب ان يقدس , اما من يقوم بهذا العمل فهو يرتكب اثم كبير ويعرض نفسه لغضب الله عز وجل كما يعرض النص القراني لعدم السماع لانه بقراءته في اماكن غير مخصصة لقراءته لا يمكن لمن يقرأ عليهم سماعة وهذا مخالف للنص القراني في قوله تعالى ( واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلم ترحمون ) .كما اننا نلاحظ ان هؤلا يقرأون القران في اماكن لا تليق بمكانة القران الكريم , اما من يقوم باعطاء هؤلا النقود فهود يعتبرون شركاءهم في الاثم وهذا ما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( من عان على معصية فهو شريك فيها ).[c1]يتحجج البعض منهم في ان التسول بالقران الكريم هو الحل الوحيد لحصولهم على المال في حالة العجز عن العمل ما البديل الذي يغني عن القيام بهذا الفعل ؟[/c]ـ قال تعالى ( وما من دابةٍ في الارض الا وعلى الله رزقها ) فالدين الاسلامي دين ايمان وعمل وليس دين تسول وكسل , وما من يد امتدت الى الله وطلبت الرزق الا اعطاها ولكن يجب علينا ان ناخذ بالاسباب واسباب الكسل او الرزق العمل .[c1]ما مدى خطورة تاثير هذه الظاهرة على مكانة القران بالنسبة لغير المسلمين الوافدين الى هذه الاماكن عند سماعهم لهؤلا؟[/c]ـ ان الاجانب غير المسلمين او العرب غير المسلمين عندما ينظرون الى هؤلا يظنونهم علماء دين يتسولون بالقرآن الكريم وهذا فيه تشويه للقرآن ومكانته ومكانة علماء الدين وقد يؤثر هذا ولو لم يكن بنسبة كبيرة في تراجع هؤلا عند الدخول الى الاسلام .[c1]من المعني بالقضاء على هذه الظاهرة ؟[/c]ـ اولا القي اللوم على الوالدين الام والاب على السواء الذي يجب عليهم ان يغرسو في نفوس ابنائهم حب العلم .كما ادعوا الحكومة لاتاحة فرص عمل لهؤلاء كما ان للجمعيات الخيرية دور في القضاء على هذه الظاهرة في مساعدتها لهؤلاء الناس وللاخذ بايديهم .[c1]هناك بعض الطقوس الدينية او الاجتماعية سواء المجالس النسائية او غيرها التي تتطلب عادة قراءة القرآن الكريم ولا سيما في ما يسمى بالمولد يتم فيها في الغالب تلاوة القرآن الكريم من قبل اشخاص لا يتقنون قراءته مما يخل بالنص القراني لفظا ومعنى فما رايكم في هذا السلوك ؟[/c]ـ لا تصح قراءة القرآن بهذه الطريقة في هذه المجالس لان القرآن لفظا عربي فصيح لا يخضع لاي تغيير فيجب قراءته كما اُنزل قال تعالى ( ورتل القرآن ترتيلا).اما من يقوم بهذا من النسوة او ما يسمى المولدات فهن يقعن في الاثم لانهن يكذبن على الله ويحرفن كلامه بدون قصد , ويشابه هؤلا الذين يعالجون بالقرآن وهم لا يتقنون قراءته ولا يجوز هذا الفعل ابدا .[c1]هل هناك نصيحة لهؤلا النسوة ؟[/c]ـ نعم يجب عليهم التوجه الى مراكز القرآن الكريم والتعلم كي يتقن القراءة ولا يقعن في الخطأ .فلا بد من التلقين على ايدي مشائخ والاخذ بالسند الى رسول الله الاخذ عن سيدنا جبريل الاخذ عن الله عز وجل قال تعالى ( وانك لتلقي القرآن من لدن حكيم عليم ) .[c1] في هذا العصر وبعد ان انعم الله علينا بوسائل العلم والمعرفة وسهل لنا طريقة الطباعة ونشر المطبوعات نجد ان كثير من هذه المطبوعات تحمل آيات قرآنية واسماء من اسماء الله الحسنى ولكنها ملقاة على الارض وفي اغلب الاحيان في اماكن قذرة وتداس بالاقدام فمن تحمل مسئولية هذه الظاهرة وانتشارها يوما عن يوم ؟[/c]ـ رمي الجرائد على الارض ظاهرة سيئة لا ينبغي للانسان المسلم ان يعمل هذا العمل وللاسف الاحظ ان البعض يقوم بافتراش الجرائد على الارض ويجلس عليها اما من يتحمل مسئولية هذا الفعل فانا احمل بعض المكاتب التي تقوم ببيع الجرائد للباعة المتجولين وغيرهم الذين يقومون بدورهم بوضع بعض الاطعمة في هذه الجرائد والكتب وبيعها للعامة وفي اغلب الاحيان يقوم هؤلاء برميها على الارض دون الانتباه لما بداخلها .وانا هنا بدوري أدعو كل انسان مسلم ان يكافح هذه الظاهرة ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقوم برفع هذه الجرائد من على الارض , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ) صدق رسول الله .[c1]ما الاجراء القانوني الذي ينبغي على الدولة القيام به للقضاء على هذه الظاهرة؟[/c]ـ اولا اريد ان انبه هنا على دور العلماء الذي يجب عليهم ان يقوموا بالنصح والارشاد والتوعية .اما الجهات الرسمية فعليها ان تقوم بعملية ضبط ومؤاخذة الذي يعرضون كتاب الله للامتهان واحمل البلدية وجيمع جهات الاختصاص التعاون في القضاء على هذه الظاهرة حيث يجب عليهم تفتيش المطاعم وغيرها ممن يستخدمون هذه الجرائد والقيام بالاجراءات اللازمة .اذا المسئولية هنا تعني الجميع وليست مقتصرة على الاشخاص الذين يقومون بهذه الاعمال لان القرآن كتاب الله المنزل على الجميع ومن يتجاهل منا مثل هذه الانتهاكات فلا يعتبر ممن يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
النصوص القرآنية في أيدي الجهلة
أخبار متعلقة