ملبورن/14 أكتوبر/ميك تسيكاس: أدانت هيئة محلفين استرالية رجل دين مسلما من المتشددين وخمسة من إتباعه أمس الاثنين بالتخطيط «لجهاد يتسم بالعنف» في ملبورن عام 2005 لحمل القوات الاسترالية على الانسحاب من العراق. ولكن مسؤولي المحكمة قالوا إن هيئة المحلفين في اكبر محاكمة للإرهاب في استراليا برأت أربعة مسلمين آخرين ولم تبت في مصير اثنين آخرين بعد مداولات استمرت أربعة أسابيع. وابلغ ممثل الادعاء المحكمة العليا في ولاية فيكتوريا أن هذه المجموعة خططت لشن هجوم في مباراة كبرى في نهائي كرة القدم في ملبورن ثاني اكبر مدن استراليا كان يحضرها 97 ألف مشجع. ولم يقع أي هجوم. وقال ممثل الادعاء إن رجل الدين عبد الناصر بن بريكة (48 عاما) وأتباعه خططوا لشن هجوم بالقنابل على مباراة نهائية في الدوري الاسترالي لكرة القدم ولكن المداهمات الأمنية لمنازل بعض الأعضاء أجبرت الجماعة على تغيير هدفها. ولم تشهد استراليا قط هجوما وقت السلم على أراضيها ولكن أكثر من 90 استراليا قتلوا في تفجيرات في منتجع بالي الاندونيسي في عام 2002 . وسحبت استراليا جنودها المقاتلين البالغ عددهم 550 فردا من العراق في يونيو 2008 ولكن مازال يوجد لها نحو ألف جندي في أفغانستان. وقال النائب العام روبرت مكليلاند إن حكم الإدانة كلل أكثر محاكمات الإرهاب نجاحا في استراليا. وأوضح مكليلاند في مؤتمر صحفي «من المأمول أن يفتح الاحتمال الحقيقي للإدانة والسجن عيونهم على حقيقة الإرهاب وهو انه لا يعدو أن يكون أكثر من سلوك إجرامي في أساسه ووحشيته.» وأضاف انه سيكون من السذاجة بالنسبة لاستراليا استبعاد التعرض لهجوم إرهابي يحاك في الداخل قائلا إن التحذير الإرهابي الحالي عند مستوى متوسط لكنه قال ان المحاكمة أظهرت أن الوكالات الأمنية تقوم بمهمتها. لكنه استدرك بالقول إن استراليا بحاجة لفعل المزيد لمحاربة تحول المسلمين والشبان الاستراليين إلى لأصولية، وتابع قائلا: «إذا كنا نريد أن نكون في وضع لا يشعر فيه أطفالنا وأحفادنا بتهديد الإرهاب فإن هذه هي المنطقة التي نحن بحاجة إلى التواجد فيها.» وأدين بن بريكة بتزعم والانتماء إلى جماعة إرهابية لم يعلن اسمها في حين أدين خمسة من أتباعه بالانتماء إلى جماعة إرهابية. وقال الادعاء إن بن بريكة أشاد بزعيم القاعدة أسامة بن لادن بوصفه «رجلا عظيما» وقال لأنصاره إن قتل النساء والأطفال (مباح). وقال ممثل الادعاء إن احد أعضاء المجموعة ناقش خلال درس ديني قتل رئيس الوزراء الاسترالي في ذلك الوقت جون هاوارد وهو حليف وثيق وصديق للرئيس الأمريكي جورج بوش. وقال ممثل الادعاء انه تم ضبط محاضرات عن كيفية صنع قنابل وشرائط مصورة لابن لادن وشرائط مصورة لعمليات قطع رؤوس بعد أن وجدت في منازل هؤلاء الرجال خلال مداهمات الشرطة. ولكن محامي الدفاع قالوا إن هؤلاء الرجال ليسوا إرهابيين ولم تكن معهم أسلحة أو متفجرات أو ذخيرة، وأضافوا أن الحوارات التي سجلت سرا بين بن بريكة والرجال الآخرين لا تعكس سوى إحباطهم من طريقة معاملة المسلمين في الشرق الأوسط. وطلب القاضي من المحلفين ألا يؤثر رأيهم المسبق في المسلمين على حكمهم. وبعد إصدار الأحكام تعانق الرجال الأربعة الذين برئوا قبل أن يخرجوا من المحكمة أحراراً. وخارج المحكمة أشاد محامي الدفاع ريمي فان دي ويل بالنظام الديمقراطي. وقال للصحفيين: «شيء رائع أن تعيش في ديمقراطية حيث تولي هيئة محلفين هذا القدر من الاهتمام لأشياء مثل هذه ويعملون بهذا الجد».