كنا قد اشرنا الى اهمية الدعوة التي اطلقها فخامة الاخ / رئيس الجمهورية (حفظه اللَّه) بشأن تكوين جهاز او هيئة اهلية لمحاربة الفساد .. وحينها كانت الاشارة الى ان منظمات المجتمع المدني هي التي خصها فخامته لتكون اساس هذا العمل الكبير ؟! .. وكنا نؤكد (حينها) موقفنا الى جانب دعوة الاخ / الرئيس .. وفي الوقت نفسه كنا نقول ان هناك لفتة صادقة تصدر عن هذه الدعوة تؤكد ان منظمات المجتمع المدني حتى يومنا هذا هي الاجهزة والهيئات التي لم يصل الى حدودها غول الفساد .. وقلنا ان ذلك يعود الى طبيعة هذه الهيئات وحدود نشاطها الذي تقوم به خدمة المجتمع دون ان يكون هناك منفعة شخصية او دوافع ذاتية لدى قيادات هذه الهيئات ؟! .وخروج هذه الدعوة التي اعلن عنها فخامة الاخ / رئيس الجمهورية في وقت سابق لتتطور وتأخذ مكانة بارزة في مجرى العمل المكثف لمحاربة الفساد واعلان رسمي صدر مؤخراً عن رئاسة الجمهورية بأن هناك توجها لانشاء هيئة مستقلة لمكافحة الفساد وستخرج الى النور بقانون خاص بها .. ليدل كل ذلك على مصداقية القيادة لمواجهة ومحاربة هذا المرض القاتل لقدرات وطاقات وابداعات المجتمع ؟! .. واذا كان لنا في السابق بعض الملاحظات التي تطرقنا اليها خوفاً من ان يتم نقل (فيروس) الفساد للارضية الخالية منه وهي ارضية عمل ونشاط منظمات المجتمع المدني .. ونوهنا حينها بأن منظمات المجتمع المدني لا تملك القوة والمساندة التي ستعينها على مواجهة اشباح وطلاسم الفساد ! ..فقد جاءت الفكرة والتي تم الاعلان عنها كما ورد في تصريح مصدر رئاسي بأن هناك قانوناً سيصدر بهذا الشأن وسيكون هذا القانون هو غطاء العمل الموكل على عاتق الهيئة ؟! .. ولكن لازالت هناك بعض الجوانب التي قد لا تعطي لهذا العمل مساحته الكافية لانجاح اهدافه السامية .. وأهم هذه الملاحظات مايلي :1 - دخلت بعض الجهات التي سُميت كعناصر ستضم الى تكوين هيئة مكافحة الفساد .. وابرزها اشراك ممثلين عن مجالس الشعب والشورى واجهزة الأمن ( كما ذكر في صحيفة "14 أكتوبر"العدد 13368 بتاريخ 10 / 4 / 2006م ) .. وهذا الاجراء نخشى منه ان يخلق انواع من الاتكالية وتكرار ما سبق من مواجهة ضعيفة لهذه المهمة الكبيرة .2 - اختيار منظمات المجتمع المدني لوحدها حسب دعوة فخامة الاخ / رئيس الجمهورية دون اشراك اي جهة رسمية او تشريعية سيكون العمل أكثر صدقاً وخالياً من أي تأثيرات سابقة كانت سبباً في شل فعالية محاربة الفساد ؟! .. فالاخ / رئيس الجمهورية عندما اعلن عن دور هذه المنظمات في وقت سابق كان يدرك بأن هذه الساحة من العمل الجماهيري والانساني هي الوحيدة الخالية من (فيروس) الفساد ؟! .. فلماذا لا نستمع لرأي فخامته وهو الادرى بهذا الشأن .. بحيث تعطي الفرصة كاملة لمنظمات المجتمع المدني لتلعب دورها تحت مظلة غطائها القانوني والشرعي ؟! .3 - الاعلان عن توجه بلادنا لهذا المسار كان محدداً بوضوح .. خصوصاً عندما حدد سلفاً بأن هيئة مكافحة الفساد لن تكون بديلاً عن الجهاز المركزي للرقابجة والمحاسبة ! .. اذاً فطالما ان مهمتها ستكون فقط كشف مواقع ومكامن وجحور (وطاويط) الفساد وكذا تحديد الاسس والطرق الفعالة للوصول الى مواقع الفساد فان هذا العمل لوحده سيعطي للهيئة حدودها الفاعلة والمثمرة دون ان يكون هناك شد وجذب مع اطراف رسمية وذات مصلحة من تفشي الفساد في البلاد ؟!اخيراً نتمنى ان نضع الامور كما يراها الناس الفاهمة لابعاد المحن والمصائب التي تعاني منها بلادنا واهلها الطيبون .. ونتمنى ان نعي جيداً ما يرمي اليه الاخ / الرئيس كونه الادرى والأكثر فهماً لما تعانيه البلاد والناس فيها .. ولا داعي لان نضيف الى ما قاله فخامته ( حفظه اللَّه ورعاه ) ؟! .
|
مقالات
الهيئة المستقلة لمكافحة الفساد ..
أخبار متعلقة