سيلوبي (تركيا) /14 أكتوبر/ رويترز:أفرجت تركيا يوم أمس عن مجموعة من المتمردين الأكراد سلموا أنفسهم للجيش التركي بعد عودتهم من العراق في خطوة قد تساعد الجهود الرامية إلى إنهاء صراع انفصالي دام 25 عاما.واستسلمت المجموعة المنتمية لحزب العمال الكردستاني الاثنين الماضي للجيش التركي تأييدا لعملية الإصلاح التي يقودها رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان والتي تتضمن منح مزيد من الحقوق السياسية والثقافية للأقلية الكردية.وأفرج عن جميع أفراد المجموعة الذين بلغ عددهم 34 شخصا دون توجيه اتهام لأي منهم بعد أن استجوبهم الادعاء وهم جميعا من أعضاء حزب العمال الكردستاني والمتعاطفين معه واللاجئين وكانوا قد عبروا البوابة الحدودية بالقرب من سيلوي في جنوب شرق تركيا. واستقبلهم آلاف الأنصار عقب خروجهم في أجواء من الفرحة الغامرة.وقال وزير الداخلية بشير أتالاي انه يتوقع عودة مزيد من متمردي حزب العمال الكردستاني إلى تركيا.وبدأ حزب العدالة والتنمية ذو الأصول الإسلامية الذي ينتمي إليه اردوغان مبادرة من المتوقع أن تمنح مزيدا من الحريات للأقلية الكردية التي تضم 12 مليون نسمة في جنوب شرق تركيا. وقال الحزب إن من يستسلم من مقاتلي حزب العمال سيعامل برأفة ما لم يثبت ضلوعه في هجمات.والإصلاحات لها أهمية كبيرة لدعم طلب تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي اذ تستجيب لمطلب الوفاء بمعايير حقوق الإنسان الأوروبية.وكان حزب العمال الكردستاني أعلن عن إن مجموعات من المتمردين ستعود إلى تركيا بناء على رغبة زعيم الحزب السجين عبد الله أوجلان للنهوض بالسلام.وحمل الحزب الذي يرابط مقاتلوه في شمال العراق السلاح عام 1984 للحصول على وطن مستقل للأكراد في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.لكنه تراجع منذ ذلك الحين عن مطلب الاستقلال. وليس من الواضح إن كانت العملية الحالية ستفضي إلى نزع سلاح حزب العمال الكردستاني في ظل رفض أنقرة لنداءات سياسية كردية تدعو إلى العفو عن المتمردين.وأضاف أتالاي إن عودة المجموعة الكردية جزء من خطة الإصلاح الأوسع وسيتبعها عودة المزيد.ونقلت قناة (سي.إن.إن ترك) عن أتالاي قوله للصحفيين “نتوقع أن يصل عدد أفراد المجموعة الأولية القادمة إلى ما بين 100 و150 شخصا. نحن نتقدم في اتجاه حل بخطة جيدة.”وقضى نحو ثلاثة آلاف شخص ليل الاثنين في مخيمات بالقرب من الحدود مع العراق تعبيرا عن تأييدهم لمجموعة العائدين.وأضاف شهود عيان إن أربعة نواب من حزب المجتمع الديمقراطي المؤيد للأكراد وعددا من المحامين حضروا الاستجواب مع المجموعة.وقال رئيس حزب المجتمع الديمقراطي أحمد ترك إن الخطوة “تظهر أن حزب العمال الكردستاني يصر على السلام لا الحرب.”وتشتبه السلطات منذ فترة طويلة في ارتباط حزب المجتمع الديمقراطي وهو الحزب الكردي الوحيد الممثل في البرلمان التركي بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. وينفي حزب المجتمع الديمقراطي ذلك لكنه معرض لخطر حظره قانونيا في قضية تنظر فيها المحكمة الدستورية.
أخبار متعلقة