مفوض الاتحاد جون بينغ أثناء قراءة البيان الختامي للقمة
أوغندا/متابعات: اختتمت أمس في أوغندا القمة الأفريقية باتفاق على تعزيز قوة السلام الأفريقية في الصومال بأربعة آلاف جندي، ورفض الملاحقات ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير.وإذا أرسلت التعزيزات -التي أعلن عنها مفوض الاتحاد جون بينغ- سيرتفع تعداد القوة إلى عشرة آلاف جندي، أي بزيادة ألفين عن السقف المحدد وهو ثمانية آلاف. ولم تحسم مسألة توسيع صلاحيات القوة حيث يسمح لها الآن فقط بالدفاع عن النفس وحماية منشآت ومقار الحكومة الانتقالية في مقديشو. لكن فيليكس كولايغيي المتحدث باسم الجيش الأوغندي -الذي يشكل عماد القوة الحالية- قال إنه سيكون بإمكان الجنود الأفارقة من الآن شن ضربات وقائية بعدما غُيرت قواعد اشتباكهم.وتحدث مفوض السلم والأمن الأفريقي رمضان لعمامرة الاثنين عن قواعد اشتباك جديدة.لكن القادة الأفارقة لم يتفقوا على وجود حاجة إلى تغيير تفويض القوة كليا لتعمل وفق الفصل السابع الأممي، وهو ما يتطلب موافقة مجلس الأمن.وأقرت أوغندا بصعوبة الحصول على تفويض بهذه الصورة، مما جعلها تأمل -على الأقل- تغيير قواعد الاشتباك بما يتيح هامش حركة أوسع للقوة الأفريقية.واستهدفت أوغندا بتفجير مزدوج هذا الشهر قتل 76 شخصا، تبنته حركة الشباب المجاهدين ردا على ما قالت إنه استهداف القوة الأفريقية لمدنيي الصومال. وقال دبلوماسي لرويترز إن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني يواجه ضغطا للتحرك ضد حركة الشباب، مضيفا أنه “إذا سعى لتغيير تفويض القوة بعد التفجيرات التي ضربت عاصمته فمن سيقول لا؟”، لكنه أكد أن الحصول على هذا التفويض مستبعد.وحسب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جوني كارسن، يعارض المبعوث الأممي الخاص إلى الصومال أوغسطين ماهيغا تفويض القوة الأفريقية بمهاجمة حركة الشباب.ورأى دبلوماسيون في تصريح كارسن مؤشرا قويا على أن التكتل الأفريقي لن يطلب من الأمم المتحدة تغيير تفويض قوته.ويطلب الاتحاد الأفريقي منذ العام 2007 إرسال قوات أممية إلى الصومال، لكن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يقول إنه سيتخذ القرار “عندما يكون الوقت مناسبا”.وتحدث كارسن عن أربعة بلدان أفريقية على الأقل تفكر جديا في تعزيز القوة الأفريقية، وهي قوة أقرّ ضمنا بأنها تلحق خسائر بالمدنيين عندما قال إن عليها توخي الحذر وجعل مدفعيتها أكثر دقة وتحسين طريقة جمعها للمعطيات الاستخبارية. واعتبر كارسن أن هجمات كمبالا رسالة تحذير إلى قادة أفريقيا مفادها أن الخطر القادم من الصومال لا يتمثل فقط في اللاجئين وتدفق الأسلحة غير القانونية، وإنما في “الإرهاب” أيضا.وكان موسيفيني قد دعا قادة أفريقيا إلى طرد من وصفهم بالإرهابيين من القارة، وقال “لنتحد ونجتثهم من أفريقيا, لنعيدهم إلى آسيا والشرق الأوسط حيث مكانهم”.وفي الملف السوداني، طالب القادة الأفارقة الأمم المتحدة بتعليق مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس البشير لمدة 12 شهرا حتى يتسنى لهم إجراء تحقيقات بأنفسهم. وقال رئيس مالاوي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي بينجوا موثاريكا للصحافيين “لقد قررنا تدشين آلية خاصة بنا لبحث المشكلة السودانية”. تجدر الإشارة إلى أن البشير هو الرئيس الوحيد الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف وهو لا يزال في الحكم، وهو ما يثير ثائرة الاتحاد الأفريقي. وفي هذا الإطار ذكر مراسل (الجزيرة) في كمبالا خالد الديب أن المفوضية الأفريقية رفضت فتح مكتب للمحكمة الجنائية الدولية في إثيوبيا.كما أدانت قمة كمبالا إعدام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي رهينة فرنسيا في مالي، وقال رمضان لعمامرة إنه “لا شيء يبرر” ذلك الإعدام.