منظمة الصحة العالمية أعتبرته من أشكال العنف ضد الإناث
إعداد / بشير الحزمي ينطوي ختان الإناث على الإزالة الجزئية أو الكلية للأعضاء التناسلية الظاهرة للأنثى أو إلحاق أضرار أخرى بها لأسباب ثقافية أو غير طبية وتحدث ممارسة ختان الإناث بصورة رئيسية في مناطق أفريقيا والمناطق الواقعة جنوب شرق آسيا، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 130 مليون امرأة وفتاة موجودات على قيد الحياة قد أخضعن لعملية الختان وقد ينطوي هذا الختان على عواقب صحية وخيمة ، بما في ذلك عدم التئام الجرح ، وزيادة التعرض للإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة والمضاعفات المرضية في الولادة، والالتهابات وسلس البول ، أما النزيف الشديد والعدوى بالأمراض فقد يؤديان إلى الوفاة.[c1]ختان الإناث شكل من أشك العنف[/c]وكما هو معروف أن العنف ضد الإناث له تأثير مباشر على صحتهن وحقوقهن الإنجابية وقد أقرت منظمة الصحة العالمية بأنه يعتبر مسألة ذات أولوية من مسائل الصحة العامة وأنه يعد شكل من أشكال العنف ضد الإناث وانتهاك لحقوقهن والتي تمارس في مرحلة الطفولة والذي يشارك إليه على الصعيد المحلي بأنه (طهور الإناث) أو ( خفاض الإناث) وهي ممارسة تقليدية تترك آثاراً بشعة على صحة المرأة وتسمى حالياً تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى ، وتضم ختان الإناث كل من الإجراءات التي تنطوي على خرق أو إزالة أي جزء من الأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية لهدف كبح الجنس.وقد أدينت هذه العادة في كل من المؤتمر الدولي للسكان والتنمية والمؤتمر العالمي الرابع للمرأة وأدين أيضاً في بيان مشترك من منظمة الصحة العالمية واليونسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان بوصفه انتهاكاً لحقوق الإنسان بما فيها الحق في بلوغ أعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية وحق كل فرد في سلامة شخصه ، كما ذكرت وثيقة المؤتمر الدولي للسكان والتنمية المنعقدة في القاهرة عام 1994م بأن ختان الإناث شكل من أشكال انتهاك الصحة والحقوق الإنجابية للمرأة واستجابة لنداء (التحرك العالمي ) أصدرت منظمة اليونسيف عام 1994م مذكرة تقرر بأن ختان الإناث يمثل خطورة صحية للطفلة وانتهاك لحقوقها الإنسانية .في البيان الرسمي التي نشرته منظمة الصحة العالمية في جنيف عام 1982م يتضمن ( ان الآثار الصحية الخطيرة لممارسة عادة ختان الإناث أو تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى لها أضرار صحية جمة ، فقد تحدث مضاعفات وقت إجراء العملية أو بعدها مباشرة أ ومضاعفات على المدى البعيد التي تؤثر على مستقبل حياة الأنثى.[c1] المضاعفات المباشرة بعملية ختان الإناث :[/c]-1 الألم .-2 النزيف مما قد يستدعي إلى نقل دم.-3 الصدمة نتيجة لشدة الألم أو نتيجة للنزف.-4 الالتهابات بسبب عدم تنظيف المنطقة المعينة أو تعقيم الآلات المستعملة أو عدم تطهير يدي من يجري العملية و المكان الذي تجري فيه جميعها يتسبب عنه حدوث التهابات موضعية وقد تمتد الإلتهابات إلى الجهاز التناسلي الداخلي أو إلى الجهاز البولي أو إلى تسمم الجسم نتيجة للإصابة بميكروب التتناوس-5 الإصابة بالتهابات الكبد الفيروسي البائي أو بمرض نقص المناعة البشرية “ الإيدز” قد يحدث نتيجة الختان في الأنثى بسبب استخدام الآلات غير المعقمة.-6 اضطرابات البول نتيجة احتباس البول للخوف من الألم وكذلك الحرقان أثناء التبول نتيجة للإصابة بفتحة البول ، خاصة وأن القائمين بهذه العادة ليس على دراسة بالتشريح الطبيعي للأجزاء التناسلية.-7 الوفيات نتيجة حدوث النزف أو الصدمة ومن الصعوبة تقدير عدد الوفيات التي تنتج عن هذه العملية بسبب أن عدداً قليلا للغاية هي التي تصل إلى المستشفيات وغالباً لا تسجل كمضاعفات للختان حرصاً على القائم بالعملية أو على ولي الأمر ، فمن نتائج دراسة على 600ى امرأة وجد أن أثنتان من بناتهن قد توفيتا بسبب النزيف من الختان .أما المضاعفات بعيدة المدى فهي تتمثل في الآتي :-1 عسر الطمث نتيجة لحدوث الالتهابات المزمنة والاحتقان في الحوض.-2 ألم عند الجماع وصعوبة عند الولادة بسبب الالتهابات التي قد تحدث.-3 الأورام في منطقة البظر نتيجة لدخول الجلد في المناطق تحت الجلد أثناء التئام الجرح وتأخذ هذه الأورام في الكبر ويزداد حجمها مع الوقت مما تستدعي جراحة لإزالتها.-4 ضعف التجاوب الجنسي أو عدم بلوغ الارتواء الجنسي.-5 الآثار النفسية لعملية الختان ، وهو الشعور بالظلم بالعزل والانطواء والخجل مما حدث لها في المنطقة الحساسة.-6 ومن الناحية الاقتصادية فختان الإناث يشكل عبئاً على دخل الأسرة وعلى الخدمات الصحية عندما تلجأ الفتاة أو السيدة إلى المستشفيات لعلاج إحدى مضاعفات الختان المباشرة أو البعيدة المدى.وقد أكدت منظمة الصحة العالمية بعد إثبات آثاره الضارة على الصحة العامة على حضر جميع العاملين في المجال الطبي و الصحي إجراء ختان الإناث أو أن يتم إجرائها في أي مرفق صحي.وحتى الآن لا توجد وثائق تبين بشكل قاطع منشأ هذه العادة في اليمن ونرجح بأن هذه العادة قد انتقلت إلينا من إفريقيا حيث نجد أن الجهة المقابلة لنا من إفريقيا (الصومال،ارتريا ، السودان ) جميع دولها تمارس ختان الإناث ، ولكن متى بدأت في اليمن فلا زال عليها الغموض ، إن البيانات المتاحة حالياً تشير إلى انتشار هذه العادة في بعض مناطق اليمن من المحافظات : الحديدة ، وحضرموت ، والمهرة ، وتعز ، وعدن ، وإب ، وذمار.[c1]أهم أسباب عدم استمرار عادة ختان البنات هي :[/c]أن الدين لا يقرها للبنات - تسبب مشاكل صحية للبنات والنساء عموماً – تسبب تجارب مؤلمة للبنت والمرأة – ضج كرامة المرأة.والاعتقاد بأن الختان عادة إسلامية وذلك للأسباب التالية:- العملية تجري في شعوب مسلمة ومسيحية وبعض أتباه الديانات اللاروحية على حد سواء.- الوجود التأريخي لهذه العملية يسبق مجيء الإسلام والمسيحية,- العملية لا تجري في بلاد إسلامية مثل إيران والعراق والمغرب وتونس وغيرها.- هنا في اليمن تجري في مناطق محددة وخاصة الساحلية فلا توجد في أمانة العاصمة ومأرب والجوف وغيرها.خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم ، وخلق أعضاء جسم الإنسان ليؤدي كل منها وظيفته الأساسية في الحياة ، وأعضاء المرأة التناسلية الخارجية والداخلية لها دور وظيفي هام ومن الخطأ تغيير هذه الخلقة الطبيعية لأن بتر أي عضو من الأعضاء التي خلقها الله يؤدي إلى درجة من درجات الإعاقة الوظيفية .ولذا فإن إزالة أي جزء من الجهاز التناسلي للمرأة بدون وجود أي سبب طبي أو عيب خلقي ما هو إلا انتهاك لحقوق الإنسان ، وقد صدر قرار وزاري رقم 1/3 لسنة 2001م من وزارة الصحــة العامة والسكان، بمنع القيام بإجراء ختان الإناث من قبل جميع العاملين في الخدمات الصحية العامة والخاصة ، ويتطلب القضاء على عادة ختان الإناث اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنفيذ القرار مع التوعية المكثفة لجميع أفراد المجتمع بمختلف فئاته على أضرار ختان الإناث.