الطقوس الرمضانية في شبوة بين جيلين
متابعة / علي عبدربه غزال :شهر رمضان المبارك شهر المغفرة والعبادة والصيام والإكثار من الاستذكار والدعاء وطلب المغفرة ومنح الصدقات للفقراء والمعوزين والقراءات المتمعنة للقرآن والأحاديث النبوية الشريفة ولرمضان عند كثير من الناس عادات وتقاليد وذكريات وخصوصاً في حياة الناس في محافظة شبوة .. صحيفة 14 أكتوبر التقت عدداً من الأهالي الذين تحدثوا عن فضائل شهر رمضان الكريم في حياتهم وما هي ذكريات ليالي هذا الشهر الكريم :الوالد علي أحمد النجار 52 سنة مديرية الروضة حدثنا قائلاً:الحقيقة أنّ لرمضان أيام زمان ذكريات جميلة ليست كما هي اليوم حيث كنا نحن الآباء الكبار في هذه المنطقة نسعد بالتجمعات في ليالي هذا الشهر الكريم فيما بيننا لنشكل أسرة واحدة حيث نتداول حول العديد من القضايا التي تهمنا بما فيها الشؤون الدينية والتعليمية التي تهم أولادنا وكذا الاهتمامات الحياتية الأخرى، واليوم يأتي رمضان وقد اقتصرت هذه التجمعات فقط على الشباب.. وهذا لم يكن سائداً في السابق على الإطلاق اليوم نرى هناك إسرافاً في عملية إعداد الطعام وتقديمه للصائم في وقت الإفطار، اتساع كبير نراه اليوم في تقديم الموائد الرمضانية وهذه التغيرات طرت على ظروف المجتمع بسبب الطفرة الاقتصادية في كثيرٍ من الصناعات التي لم تكن موجودة في المواد الاستهلاكية آنذاك حين كنا نفطر في رمضان بشيء مقتدر من الطعام وفيه بركة كثيرة يكفي إعداداً كثيرة من الأفراد في الأسرة والأقارب.وحدّثنا الوالد : علي أحمد نسعان 45 سنة من مديرية عتق محافظة شبوة حيث قال :يا ولدي في رمضان أيام زمان لم يكن ينقطع الناس عن تواصلهم مع بعضهم خلال ليالي شهر رمضان المبارك واليوم أصبح رمضان الكريم يأتي وكل إنسان أصبح مشغولاً بنفسه، وأصبح التواصل قليلاً، وهناك من يكتفي بالاتصال عبر الهاتف، ولكن الحمد لله لا تزال هناك مشاهد ماثلة للعيان يحافظ عليها الجيل الحاضر، حتى وإن كان هناك يلحظ تباهياً في المأكل والمائدة برمضان، فالجيل هذا لا يزال يحافظ على توثيق صلة القربى من خلال الزيارات والتجمع في هذا الشهر الفضيل، وهذا حال كثير من الناس.الوالد / عبدالله محسن عبدربه 65 عاماً من مديرية عين م / شبوة قال :بلا شك في أنّ رمضان لم يتغير الذي بالأمس هو رمضان اليوم من حيث تطبيق الفرائض بل تغيرت عادات بعض من الناس في التعاطي معه إذ كان الرجال أهل القرية يتجمعون في السابق في المجالس العامة ويتحدثون عن كثيرٍ من المواقف التي تصادفهم في ليالي رمضان الكريم وكذلك عن شؤون حياتهم في البحث عن الرزق وللمشوار في السفر والبحث عن الرزق الحلال بكل شفافية أيام زمان.. أما الآن هناك كثير من الناس لم تعد هذه العادة موجودة عندهم في ليالي رمضان، صار الناس يعودون بعد صلاة العشاء إلى بيوتهم لمشاهدة التلفزيون والبرامج وصارت المسلسلات محط اهتمامهم ونحن كبار السن صار النوم من نصيبنا في وقتٍ مبكرٍ من ليالي رمضان.الأخ / توفيق عبدالله المسب 35 عاماً – مديرية الروضة م / شبوة قال :أنا اعتبر أيام وليالي رمضان أيام زمان أفضل من رمضان الذي يأتي اليوم، زمان كا ن الناس يتمتعون به كثيراً، لأنّه يتلاءم وحياتهم المعيشية حيث ما تربوا عليه كانت الحياة بسيطة وجيدة، نتناول الفطور جماعيا نحن أصحاب القرية حيث يخلق إحساساً بالمحبة في ما بين الناس وصدق الوفاء فيما بينهم بعيداً عن الكراهية وبعض المشاحنات اليوم الحمد لله لا تزال بعض العادات قائمة، ولكنها أقل بكثيرٍ من جمال رمضان السابق.. رمضان القديم كانت لياليه مشاركة وتشاور وتزاور وتبادل العطاء، شهر خير وبركة والألفة ما بين الناس والتسامح من القلب بعيد عن المغالطات.. اليوم تغيرت الأمور وتبدلت وما بقي منها إلا القليل.الوالد : عبدالوهاب الجلدة 65 عاماً مديرية عين م / شبوة تحدث إلينا قائلاً :رمضان هو شهر كريم لم يتغير شيء فيه حيث اليوم يأتي من جديد والناس تكثر فيه العبادة والدعاء والزيارات ما بين الأهل والأقارب والجار فهو كما كان في السابق بس ما يحصل في هذه الأيام هو حواجز الدعوات ما بين الأفراد لتناول الوجبات والإفطار عكس ما كنا عليه من قبل، كنا نذهب عند بعض للمأكل والإفطار من دون هذه الدعوات ونأكل مع بعض الحاصل .. اليوم هناك دعوات لتناول الوجبات والإفطار والكل يتباهى بأصناف الطعام والمأكولات والمشروبات التي يصنعونها ويضعونها على موائدهم وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى عسى أنّ يبارك لجميع الناس بها.الأخ / أحمد محمد زياد 40 عاماً من مديرية عين م / شبوة قال:صحيح بأنّ التغيير قد يطال كل شيء بس شهر رمضان الكريم في السابق واليوم كما هو شهر عبادة ومواظبة على الصلاة والإكثار من قراءة القرآن الكريم الجماعية والاستماع إلى المحاضرات الدينية والأحاديث والحلقات بطيب الذكر، هذا ولا اعتقد أننا قد فقدنا شيئاً من قيمنا وعاداتنا زمان كان الآباء والأجداد يتجمعون في البيوت والأماكن العامة اليوم كذلك هي التجمعات ماثلة تناول وجبة الفطور الجماعية هي كما هي رمضان مناسبة دينية، عزيزة تجمع ما بين الناس بالتسامح فمن كان في قلبه شيئ من المعاتب على أخيه الإنسان فهو رمضان فرصة سانحة للتصالح والمحبة والسماحة بقلوب صادقة ونوايا حسنة.الأخ / ضيف الله الواقزي 30 سنة موظف قال :هذا شهر رمضان الكريم هو الضيف الزائر الذي نكثر فيه العبادة والدعاء والزيارات وصلة الأرحام، وكما كان الآباء والأجداد يحافظون عليه، نحن ما زلنا باقين وما زالت العادات والتقاليد القديمة موجودة حتى في هذا الزمن الذي يقولون إنّه زمن التطور النوعي والتنوع الغذائي الحمد لله فضل الله موجود والود وصلة الأرحام والأقارب ماثلة تبادل الأطعمة ما بين الجيران والأسر، كذلك وغيرها من الصفات التي يمليها علينا ديننا الإسلامي الحنيف وسنة نبينا المصطفى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.الأخ / علي حسن حويل 20 سنة مزارع – منطقة منوى – م / شبوة :رمضان كما هو يبقى الشهر الكريم الذي يكون له طعم وملامح خاصة لدى الجميع اليوم استقبلنا شهر الخير والبركة والعطاء بكل ترحاب وكما هي أيام زمان اليوم عامرة بمزيدٍ من توثيق الروابط والصلات ما بين أفراد المجتمع في الريف والمدينة وحتى في الحارة من خلال التواصل وتبادل الأطعمة وتقديم العون والمساعدة للمحتاج في كل الظروف اليوم كما نرى جميعاً توسعت الأسرة وكثرة أعداد الأفراد اليوم غير الأمس حيث وقد تغيرت ظروف الحياة المعيشية إلى الأفضل بكل وسائلها الحديثة والحمد لله ما تزال هنا العادات والتقاليد ماثلة وتتطور إلى الأفضل بعصر التطور الحديث في كافة الجوانب وستظل عاداتنا وتقاليدنا دائماً كما هي فقط أنّ رمضان يزيدها قوة ومحبة لحب الخير لكل الناس وكما استقبلناه بترحاب إننا نودعه بالسلامة للجميع وكل عام والكل بخير.