الفساد عدوّ الوطن ... عدوّنا ... عدوّ الحاضر والمستقبل ومعركة الوطن مع الفساد هي المعركة المصيرية ... ومن يظن - أو يدَّعي - أن له معركة مصيرية غيرها ، فهو مغرِّد خارج الواقع وأبعد ما يكون عن الحق والحقيقة . والمؤسف أن البعض ممن نسمعهم يشتكون من الفساد أو يدَّعون أنهم متضررون منه يبررون لأنفسهم ركوب موجات الشر وتأبُّط مشاريع العبث ... فوضى ... تخريب ... تمرُّد ... إرهاب ... تمزيق ... إلخ وكل هذه المشاريع التدميرية لن تحل مشاكل الوطن ... ولن تحقق لأبنائه أي نصر على معاناته ... بل تفاقم المشكلة وتزيدها تعقيداً وضراوةً ... وتخلط الحق بالباطل. وأكاد أجزم أن أصحاب هذه المشاريع حلفاء استراتيجيون للفساد ... بل وخط الدفاع الأول للفاسدين ... لأنهم - بمثل هذه المشاريع - يمنحون الفساد بيئة أخصب ... ويمنحون الفاسدين فرصًا أكبر وأكثر للتخفي والمزايدة . ويصرفون أنظار الناس عن المعركة المصيرية مع الفساد والفاسدين ، إلى معارك لا جدوى منها سوى تشتيت الجهود الوطنية المخلصة ، لأولئك الذين يدركون أين يكمن الخطر الحقيقي على مستقبل الوطن . يجب أن يعي كل عاقل أن مثل هذه المشاريع الضالة المضلة ليست سوى مطبات في طريق بناء اليمن الحديث ، تعيق جهود الإصلاح والتصحيح ومكافحة الفساد وتطهير البلاد من الفاسدين ... إنها مشاريع تطيل عمر الفساد ، لأنها تجعل الشرفاء والمخلصين يتردَّدون ألف مرَّة قبل أن يتخذوا موقفا ً من سلوك فاسد أو تصرف أرعن أو ممارسة منحرف ... وبالتالي يصبح من الصعوبة بمكان أن تتحد كل الجهود لمجابهة العدو المشترك والأخطر والأهم ... في ظل أجواء تلبدها مشاريع قذرة وخيارات رعناء ، تنثر الخوف والقلق على مستقبل الوطن وثوابته ومنجزاته وأمنه واستقراره ... [c1] كاتب وصحفي يمني[/c]
|
فكر
الفاسدون لن يحاربوا الفساد
أخبار متعلقة