سيدات الأعمال اليمنيات .. نحت في الصخر
صنعاء/ مؤتمرنت:استطاعت المرأة اليمنية خلال السنوات الأخيرة أن تخطو بثبات وثقة كبيرة نحو المشاركة الفاعلة في العديد من المجالات المهمة في المجتمع حيث حققت نجاحات متميزة على مختلف الصعد بما فيها تلك التي كانت تقتصر على الرجل ولم يكن للمرأة الحق في الولوج اليها لكن إصرارها وعزيمتها جعلها تتحدى الخوف وتفرض على المجتمع احترامها ككيان فاعل ومؤثر في عملية البناء والتنمية اسوة بالرجل.وعالم المال والأعمال هو احد تلك المجالات الذي ظل حتى عهد قريب محصورا على الرجل فقط بالنظر الى طبيعته كون الدخول اليه يتطلب امتلاك خبرات كبيرة وعلاقات واسعة تمكن من يقتحمه كسب ثقة المتعاملين معه والمحيطين به ليضع له اسما في السوق بشكل سريع ففي عالم المال يعتبر البقاء للأقوى ومع ذلك استطاعت المرأة اليمنية ان تلج هذا المجال بكل ثقة واقتدار وفي وقت قصير تمكنت من اثبات وجودها رغم العادات والتقاليد التي تعرقل جهودها والعوائق والصعوبات الكثيرة التي تعترضها.- اشارت دراسة ميدانية حديثة اجريت مؤخرا الى أن أغلب سيدات الأعمال اليمنيات تتراوح ما بين 20 و40 عاما وان هذه المرحلة العمرية تسمح لهن بالقيام بأنشطة اقتصادية الى جانب ممارسة دورهن الأسري والانجابي.واوردت الدراسة التي اعدتها مديرة مركز دراسات المرأة بجامعة صنعاء الدكتورة حسينة القادري عددا من الأسباب التي دفعت بالمرأة اليمنية الى دخول معترك التجارة في مثل هذه السن المبكرة جاء في طليعتها عدم توفر الوظيفة الحكومية ورفع مستوى دخل الأسرة اضافة الى توفر الرغبة لدى الكثير ممن خضن هذه التجربة بامتلاك مشروع خاص.وتكشف الدراسة ان الارقام المسجلة لسيدات الأعمال في الغرف التجارية والصناعية اليمنية لا تعكس الرقم الحقيقي لسيدات الأعمال إذ أن غالبيتهن لا يرغبن بتسجيل مشاريعهن في الغرف التجارية والصناعية خوفا من الضرائب وأسباب اجتماعية اخرى.وأرجعت عدد من النساء اللواتي شملتهن الدراسة السبب في نجاحهن الى دور الأسرة والزوج الذي يشكل الدافع الرئيسي لهن اضافة الى كونه مصدرا هاما من مصادر التمويل.وتوضح الدراسة ان معظم سيدات الأعمال اليمنيات يستثمرن في القطاع الخدمي ويحملن شهادات علمية تتدرج من الشهادة الثانوية والجامعية الى شهادات الدكتوراه وان بعضهن عضوات في شبكات على المستوى الاقليمي ويحضرن فعاليات على المستوى الدولي.وتشير نتائج الدراسة الى أن سيدات الأعمال اليمنيات لم يستطعن تطوير مهاراتهن لعدم توفر المناخ المناسب في منهاج التدريب الفني والمهني الذي يشجع المرأة على اكتساب المهارات في مجال الاقتصاد والتسويق والتواصل وتستثني الدراسة القليل ممن تمكن من تطوير أعمالهن بالاعتماد على خبراتهن الذاتية.- البنك الدولي اختار بلادنا من ضمن (19) دولة في العالم من بينها (4) دول عربية لدعم مشاريع سيدات الأعمال.وقالت كارمن ينتهامر مديرة برنامج شركة المشروعات بالبنك الدولي إن المرأة في اليمن وصلت الى مكانة متميزة دفعتها الى تحقيق دور مناسب في المجتمع مشيرة الى موافقة البنك الدولي على دعم برامج جامعة صنعاء خصوصا فيما يتعلق ببرنامج سيدات الأعمال وأكدت أن البنك سيضع ذلك من ضمن أولوياته التي تقتضي بدعم برامج المرأة في اليمن خلال المرحلة القادمة.