صباح الخير
دعوة الأخ محافظ محافظة عدن احمد محمد الكحلاني للقيادات الإعلامية والثقافية في المحافظة عدن للتشاور والتعريف ببرنامج قيادة المحافظة الجديد في مجال النظافة وإزالة العشوائي جاءت في وقتها من خلال الدعوة إلى المساهمة الفعالة والمستمرة لهذه الأجهزة المختلفة في توعية المواطن بأهمية النظافة ومضار البناء العشوائي على سلامة البيئة والمجتمع معاً.خطاب السيد محافظ محافظة عدن أثلج صدري كمواطنة من مواطني المحافظة عدن عانيت ومازلت اعاني من الوضع الذي لا يرضي أي مواطن يحب وطنه ومدينته ويتألم من الوضع السيء الذي آلت اليه والذي صنعناه بأنفسنا من خلال المساهمة المباشرة أو من خلال السكوت على ما يجري من أخطاء جسيمة لا تغتفر في حق هذه المدينة الجميلة، التي ستظل تعاني ولسنوات طويلة من جراء ما لحق بها من تشويه في مستوى النظافة أو من جراء العشوائي الذي قضى على كل المخططات القديمة والحديثة منها. كلمات محافظ محافظة عدن كانت صادقة ونابعة من القلب، من رجل جاء بهمة عالية ونية صادقة لإصلاح كل الأعطاب المقصودة وغير المقصودة التي أرتكبت في حق عدن.تهيئة عدن لتكون مدينة جاذبة للاستثمار لا يتطلب جهداً ولا امكانيات بسيطة فبجانب إعداد الخطط وتوفير الامكانيات فان هذا الأمر يتطلب إصرارا وشجاعة، نعم أقول بشجاعة فالصعوبات ليست كلها يمكن تجاوزها بسهولة، هناك تركة ثقيلة يجب ان تعد خطة مدروسة لتجاوزها بعيداً عن العاطفة التي جرتنا الى كثير من الاخطاء، القانون قانون يجب ان ينفذ على الكبير قبل الصغير، وهذا ما ركز عليه الأخ محافظ محافظة عدن ودائماً نقول الاستثناء أول الاخطاء التي نقع فيها، وتجرنا إلى مزيد ومزيد من الاستثناءات وبالتالي غياب القانون فاذا اردنا مدن حضارية جاذبة للاستثمارات الخارجية يجب أولاً خلق المناخ لهذا الاستثمار، وأولها قوانين حديثة صادقة تواكب هذا الاستثمار وتحميه، قانون يطال الكبير والصغير ولا ينحني أمام أحد، كل منجز نسعى إلى تحقيقه مهما كان صغيراً أو كبير يجب ان نوفر له الحماية اللازمة، وذلك لن يتأتي إلا بالقانون، يجب ان تكون هناك هيبة للقانون مهما كان صغيراً، وهذا ما افتقدنا إليه سواء بغياب بعض القوانين أو تجاوزها.. على الدولة ان تسن القوانين وتضع الضوابط لتطبيقها وعلى أجهزة الإعلام المختلفة تحمل مسؤوليتها تجاه هذا البلد بوعي وعدم انجرار وراء عاطفة قد تكون لها تبعات لا تخدم الوطن والمواطن.وإذا أردنا معالجة أوضاع النظافة فاننا إلى حد ما سنعالج جزءاً من مشكلة العشوائي، فالعشوائي واحد من أهم مسببات عدم النظافة وتكاثر الأوبئة والجريمة وكثير من الأمور المخلة بالبنية وسلامة المجتمع.سؤال طرحه محافظ محافظة عدن حين قال: لماذا هذا العداء بين المواطن والبيئة؟ وأقول بان العداء شمل كل شيء عام، ولم يقتصر فقط على البيئة فالناس في هذا الزمان أصبحوا أنواعاً، نوعاً يتعامل بعداء تجاه كل ما هو عام، ونوعاً آخر يقف متفرجاً على كل ما يجري، أما النوع الثالث فقليل العدد لا يكاد موقفه الإيجابي يحرك في الأمر شيئاً ويرى نفسه ويراه الآخرون نشازاً في هذا المجتمع! أن إيجاد تفاعل إيجابي من قبل المجتمع مع الخطط الجديدة لتطوير مدينة عدن يتطلب كسب ثقة المواطن، كي لا يحاول الانتقام مما حوله، غير واعٍ انه لا يغير إلا نفسه.تطبيق قوانين النظافة وإزالة المخالفات في البناء سيواجه بحملة شرسة وسيجد من يتصدى له بقوة حتى من قبل بعض أجهزة الإعلام أو افراد فيها فلا يمكن بين يوم وليلة ترفع من مستوى تفكير الناس والصحفي أولاً وأخيراً واحد من هؤلاء، ولكن متى ما كانت المقارنة سريعة بين السلبي والإيجابي بين النظافة والقذارة ـ بين العشوائي والتخطيط بين الاتربة والسفلتة ـ بين الأرض الجرداء والتشجير بين الانارة ـ والظلام بين الخوف والامان حينها فقط سيتولد الوعي لدينا جميعاً بان كل هذا لمصلحتنا وليس ضدها. أمام قيادة المحافظة مهام جسام ولكن إذا ما استمرت بالصدق نفسه الذي تم طرحه في اللقاء مع ممثلي الأجهزة الإعلامية وبالعزيمة نفسها والاصرار فاني أرى أن عدن موعودة بما يعوضها عن طول صبرها ويمسح عنها كل معاناتها فكما قال احد الزائرين عن عدن "كنت اتمنى ان تكون دبي في عدن، فعدن جوهرة لا تحتاج إلا أن ننفض الغبار عنها".