يشكل الجوع اقسى الظواهر الانسانية في العالم المعاصر اذ يفتخر هذا العالم بتطوره ونموه الاقتصادي الكبير، ولكن مازال الناس يتساقطون بالملايين يومياً من الفقر الذي يجلب الجوع، والأخير يجلب معه المرض.. وكل ذلك يحصل فيما يغرق الملايين في نهم الاستهلاك والافراط والاسراف حتى ضجت البىئة والارض مما يتركونه من قاذورات تلوث البيئة وتنتهك حمايتها وتدنس طهارتها .. مفارقات في عالم ينتج الحرب والجوع والمرض من اجل حرب ضد الديكتاتورية..[c1]24 مليون شخص يموتون يومياً[/c]حذر جيمس موريس رئيس برنامج الغذاء العالمي من ان العالم يخسر معركته ضد الجوع ، مشيراً الى ان الجهود التي تبذلها المئات من المنظمات والوكالات الحكومية وغير الحكومية فشلت في القضاء على الجوع في العديد من مناطق العالم التي تعاني من الفقر وسوء الاوضاع السياسية والنزاعات الاهلية.واوضح موريس- في كلمة القاها امام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي- ان هناك اكثر من 800 مليون شخص يعانون من الجوع المزمن ،او من امراض سوء التغذية،وهناك 24 مليون شخص يموتون يومياً للسبب نفسه.واضاف المسئول الدولي ان العالم لايخسر فقط معركته في انقاذ الشعوب من الجوع في حالات الطوارىء مثلما يحدث في افغانستان وكوريا الشمالية وافريقيا،ولكنه يخسر ايضاً معركته امام الجوع بشكل عام في المناطق الفقيرة او على الارجح المعدمة.وتشير الاحصاءات الدولية الى انه على الرغم من انخفاض معدلات الفقر بنسبة 20% على مستوى العالم خلال فترة التسعينات من العام الماضي،فان معدلات انخفاض المجاعة والامراض الناجمة عن سوء التغذية لم تتجاوز 5% في الفترة نفسها ،والادهى من ذلك ارتفاع معدلات الحاجة لامدادات غذائية طارئة ،فبعد ان كان برنامج الغذاء العالمي يقوم بـ 18 عملية امدادات غذائية طارئة سنوياً في اوائل التسعينات،شهد النصف الثاني من القرن الماضي تضاعفاً في عدد عمليات الامدادات الطارئة لتصل الى 33 عملية بشكل سنوي.واوضح موريس ان زيادة نسبة الكوارث على مستوى العالم سواء تلك التي من صنع الانسان او غيرها،جعل برنامج الغذاء العالمي بمثابة سيارة اسعاف تصل الى كل بؤر الكوراث التي تحتاج إلى مساعدات طارئة ،الامر الذي اثر سلباً على مشاريع التعليم والتغذية وغيرها من المهام الانسانية الدولية التي يتولاها البرنامج نظرا للنقص الحاد في التمويل حيث ان المهام الطارئة تستنفد ميزانية البرنامج.واعرب موريس عن تشاؤمه بالنسبة للفترة المقبلة مشيرا الى ان اللجوء للحرب ضد العراق والتخلي عن الحل السياسي سيسهم في تفاقم الازمات الانسانية على مستوى العالم ،وبالتالي سيصيب ميزانية برنامج الغذاء العالمي بالعجز الشديد حتى انه سيضطر للتخلي عن بعض مهامه في عدد كبير من المناطق التي تعاني من الجوع والفقر الشديدين.وفي واشنطن تستعد ادارة الرئيس جورج بوش لاسوأ الاحتمالات في الحرب على العراق، بما في ذلك مصير مليوني لاجىء "قد يتعرضون للجوع" في وقت اكد موريس اول من اسس ان اكثر من 800 مليون شخص يعانون المجاعة في العالم وان 24 الفاً يموتون يومياً من الجوع ،او من مشاكل صحية ذات علاقة بالتغذية ،واضاف محذراً : " لانخسر هذه المعركة فقط في الحالات الطارئة كما في افغانستان وكوريا الشمالية وافريقيا حيث لم تعد لدينا اموال لكننا نخسرها ايضاً في مواجهة المجاعة المزمنة ".وتعد واشنطن لارسال 2.9 مليون وجبة غذائية للاحتياجات الطارئة المتوقعة في العراق. وفي اديس أبابا اعلن برنامج الغذاء العالمي امس ان نحو 11 مليونا من سكان اثيوبيا البالغ عددهم 67 مليونا ،يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء ،نتيجة الجفاف وضعف الحصاد.[c1]مرض النوم يهدد حركة التنمية في افريقيا[/c]يهدد مرض النوم الذي يصيب الماشية والانسان وتنقله ذبابة تسى تسى اكثر من 65 مليون افريقي ويقوض جهود التنمية في القارة.ويؤكد الاتحاد الافريقي في وثيقة تم الحصول عليها الاربعاء في مقره في اديس ابابا ان هذا المرض يشكل تهديداً كبيراً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في القارة" وكان الاتحاد دعا في 19 شباط / فبراير من العام 2002 الى تحرك شامل في كل انحاء القارة لاجتثات مرض النوم الذي لايعرف عنه عامة الناس الكثير .. ويعاني اكثر من نصف مليون افريقي حالياً من مرض النوم الذي يسبب الوفاة في 80 في المئة من الحالات، ويقول خبراء الاتحاد الافريقي ان 65 مليون افريقي مهددون بالاصابة بالمرض لاسيما في المناطق الريفية حيث تعشش ذبابة تسي تسي.ويقتل المرض خمسين الف انسان سنوياً كما يؤكد الطبيب جون كبايو منسق الحملة الافريقية للقضاء على ذبابة تسي تسي التي اطلقتها منظمة الوحدة الافريقية في تشرين الاول / اكتوبر 2001 ، ولايقتصر تهديد المرض على الانسان حيث يشكل احد اخطر الامراض الطفيلية التي تصيب الماشية.وتؤكد منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) ان ثلاثة ملايين رأس ماشية تنفق سنوياً بسبب المرض الذي يؤدي كذلك الى تخفيض انتاجية الحيوانات التي يفتك بها ويهدد مرض النوم الذي يعرف ايضاَ باسم (تاغانا) خمسين مليون رأس ماشية حسب تقرير نشرته الفاو حديثاً.وينتشر نحو عشرين نوعاً من ذبابة تسي تسي في ثلث القارة الافريقية اي في اكثر من عشرة ملايين كيلو متر مربع في 37 بلدا في افريقيا جنوب الصحراء وتعتبر 32 من هذه الدول من الاكثر فقراً في العالم وعليه فان الخسائر البشرية والاقتصادية التي تمنى بها افريقيا جراء مرض النوم مرتفعة جداً ،وتقول الفاو ان مابين 600 مليون 1.2 مليار دولار تنفق سنوياً لمكافحة المرض او تشكل خسائر مباشرة ناجمة عنه في انتاج اللحوم والحليب.ويقول تقرير حديث لبرنامج مكافحة مرض النوم في افريقيا ان " مرض النوم من شأنه تخفيض اجمالي الناتج المحلي الزراعي بمعدل 2 الى 10 في المئة في الدول التي تنتشر فيها ذبابة سي سي " ويضيف التقرير ان " مرض النوم يهدد بتخفيض العدد الاجمالي للماشية والذي يقدر حالياً بحوالي 165 مليون رأس بحوالي 10 الى 50 في المئة".ولكن " خلافاً للملاريا والايدز التي تعطي الاولوية في جهود المكافحة فان مرض النوم لايلقى سوى القليل من الاهتمام " كما يؤكد جون كبايو منسق حملة مكافحة تسي تسي في افريقيا ،ويقول ناشط في مجال الاغاثة الانسانية في اديس ابابا معلقاً مع رفضه ذكر اسمه " ربما ليس لفلاحي افريقيا الحق في ان يلقوا اهتماما على المستوى العالمي ".وللقضاء على مرض تسي تسي يقترح العلماء اللجوء الى تقنية تقوم على الحد من تكاثر الذبابة عبر اطلاق ملايين الذكور العقيمة كل اسبوع في المناطق التي تنتشر فيها وتؤكد الفاو انه لابد من التصدي لهذه المشكلة في القارة الافريقية من اجل تحقيق الهدف الذي وضعته القمة العالمية للتغذية بتخفيض الجوع وسوء التغذية في العالم الى النصف بحلول 2015.[c1]الايدز ينقض على الجائعين[/c]قدمت دراسة دولية نشر فحواها هنا اليوم مقترحات غذائية عملية لحوالي 42 مليون مصاب بفيروس مرض نقص المناعة المكتسبة ( ايدز).وذكرت الدراسة وهي بعنوان (العناية بالتغذية ودعم اولئك الذين يعيشون مع فيروس الايدز) ان الوجبة الغذائية الجيدة هي احدى ابسط الوسائل لمساعدة اولئك الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة.وقالت الدراسة التي اصدرتها منظمة الأغذية والزراعية الدولية (فاو) ومنظمة الصحة العالمية انه ومن خلال تعزيز نظام المناعة وتحسين مستويات الطاقة فبامكان التغذية المتوازنة مساعدة جسم الانسان على ردع الاثار الفتاكة التي يحدثها مرض الايدز.ونقلت عن المدير التنفيذي للتنمية المستدامة والبيئات السليمة صحياً في منظمة الصحة العالمية ديفيد نابارو قوله ان الصلة بين فيروس الايدز وسوء التغذية مثال الى حد بعيد على الحلقة المفرغة للخلل في وظائف المناعة والامراض المعدية وسوء التغذية.وقال مدير دائرة التغذية والاغذية في منظمة (الفاو) كرايسيد تونتيسيرين ان الجانب الغذائي في فيروس (الايدز) تم تجاهله منذ فترة طويلة حيث انصب الاهتمام على العقاقير فكان الاطباء يوصون مرضاهم باخذ حبتي دواء بعد كل وجبة غذاء ونسوا الحديث عن الوجبات الغذائية نفسها.وقال وليام كلاي وهو احد خبراء التغذية في منظمة (الفاو) ان الغذاء لايمثل وصفة سحرية ولن يوقف موت الانسان بسبب الايدز ولكن يمكن ان يساعده على العيش مدة اطول وبشكل اكثر راح وانتاجية.يذكر ان 95 في المائة من المصابين بفيروس (الايدز) يعيشون في الدول النامية حيث تندر العناية الصحية والعقاقير والموارد اللازمة وبالنسبة اليهم تشكل الوجبة الغذائية المتوازنة طريقة ايجابية للتعامل مع المرض.