سقوط الضحايا المدنيين في أفغانستان يثير غضب السكان ضد القوات الأجنبية
أفغانستان/ متابعات: قتل جنديان من قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان وجرح آخر في حادثين منفصلين، كما أعلن الناتو تحمله مسؤولية مقتل ستة مدنيين أفغان وجرح آخرين بعد يوم من مقتل خمسة جنود أفغان بقصف جوي عن طريق الخطأ. ففد قتل جندي أميركي -حسب وكالة أسوشيتد برس- في جنوب أفغانستان بانفجار عبوة ناسفة على جانب الطريق. كما قتل جندي أسترالي وجرح آخر بانفجار عبوة في دورية راجلة في ولاية أوروزغان جنوبي أفغانستان.وفي ولاية ننغرهار هاجمت سيارة مفخخة قافلة للناتو الجمعة، وأوضحت صور من المكان احتراق سيارات القافلة لكن لم تسجل إصابات -بحسب متحدثة باسم الناتو- في صفوف القوات الأجنبية.وقال قائد قوات الدفاع الأسترالية الماريشال أنغوس هيوستن إن الجندي قتل بعبوة ناسفة الليلة الماضية، ولن يفصح عن اسم الجندي البالغ 23 عاما والذي خدم في أفغانستان للمرة الثالثة، لكن عائلته ستخبر بالأمر. وأعلنت رئيسة وزراء أستراليا الجديدة جوليا غيلارد التزامها أمس السبت بالحرب في أفغانستان، رغم الحزن على فقد الجندي، وذلك قبيل أسابيع من دعوة متوقعة للانتخابات. وأضافت -وهي أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في ذلك البلد- أن كثيرين «سيتساءلون في وجه هذه الفاجعة عن السبب في الاستمرار في مهمتنا هناك». وأجابت «إننا نكمل مهمتنا في أفغانستان لأنها كانت ملاذا آمنا للإرهابيين» الذين هاجموا أستراليا في تفجيرات بالي، وعبرت عن تصميم أستراليا على المضي في مهمتها في أفغانستان. ويوجد في أفغانستان نحو 1500 جندي أسترالي ضمن قوات حلف الناتو وبهذا يصبح عدد الجنود الأستراليين الذين قتلوا منذ العام 2001 في أفغانستان 17 جنديا إضافة إلى 143 جريحا. وقد أقرت لجنة مشتركة من الناتو والقوات الأفغانية بمسؤوليتها عن مقتل ستة مدنيين أفغان يوم أمس السبت بعد قصف مدفعي لمنطقة جاني خيل في ولاية بكتيا (شرق أفغانستان) بعد أن أخطأت القذائف هدفها. وقد عبرت قيادة قوات المساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) والناتو عن تعازيها وأسفها لسقوط الضحايا، واجتمع وفد منهم بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين مع شيوخ المنطقة لبحث الحادث. وأعلنت قيادة إيساف والناتو في بيان «أنها تتحمل كامل المسؤولية عن الحادث الذي أدى لهذه الفاجعة». وكان خمسة جنود أفغان قتلوا بقصف جوي «عن طريق الخطأ» يوم الأربعاء الماضي في عملية مشتركة بولاية غزني، حسب ما صرح به الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية محمد زاهر عظيمي، وعزا الناتو الحادث لخطأ في الاتصال، وقال في بيان إن الجنود الأفغان أعطوا إحداثيات خاطئة للقوات الدولية ما نتج عنه قصفهم. ويعتزم قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ديفد بترايوس تغيير قواعد الاشتباك التي أرساها الجنرال القائد السابق للقوات الأميركية هناك بدعوى أنها تقيد من قدرة القوات الأجنبية على الاشتباك مع عناصر حركة طالبان. وتقضي التوجيهات السابقة بأن يتخذ الجنود إجراءات مكثفة من بينها إجراء تحليل لنمط الحياة لمدة 48 ساعة بالإضافة إلى المراقبة الأرضية أو الجوية لضمان عدم وجود مدنيين في أي مجمع سكني قبل إصدار أمر بتوجيه ضربة جوية. لكن مسؤولين عسكريين في أفغانستان قالوا إن من شبه المؤكد أن بترايوس لن يبطل التوجيهات لكنه سيصدر إرشادات منقحة في الأيام المقبلة، في محاولة منه لتنسيق الإجراءات وضمان توحيد كيفية تطبيق القواعد. وواجه بترايوس رفضا حادا -بحسب وكالة الصحافة الفرنسية- من قبل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في توجهه لإشراك وتسليح القرويين الأفغان لمقاومة مقاتلي حركة طالبان بأنفسهم. وقد سجل عدد القتلى بين القوات الأجنبية في أفغانستان رقما قياسيا في يونيو الماضي، ويتوقع أن تواجه هذه القوات بمقاومة شديدة في الشهور المقبلة، ما يثير تساؤلات -بحسب وكالة رويترز- عن إمكانية عمل المزيد لحماية هذه القوات. على صعيد متصل قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أمس الأول الجمعة إن بلاده تأمل في تسليم المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية في واحدة على الأقل من الولايات الشمالية هناك في العام القادم. وأضاف متحدثا قبل مؤتمر من المقرر أن يعقد في كابل يوم 20 يوليو الجاري أنه حان الوقت لأفغانستان وجيرانها لتولي مسؤولية أكبر عن حفظ النظام. وأبلغ فيسترفيله البرلمان أن «الحكومة الأفغانية هي وحدها من بوسعه صنع السلام مع من تقاتلهم. مهمة المجتمع الدولي أيضا أن يشرك جيران أفغانستان في العملية». وتنشر ألمانيا نحو 4600 جندي في أفغانستان، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية الألمان يعارضون ذلك. ورغم أن الحكومة الألمانية أثارت إمكانية بدء انسحاب جزئي من أفغانستان هذا العام على أقرب تقدير فإن فيسترفيله قال إن 2011 هو الهدف. ويقول مشرعون من ائتلاف يمين الوسط الحاكم الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل إنه سيتعين على حكومتها اتخاذ خطوات ملموسة نحو سحب القوات قبل الانتخابات الاتحادية المقبلة في 2013.