القدس / 14أكتوبر / رويترز : بدأت الولايات المتحدة حملة جديدة أمس الاحد لاستئناف محادثات السلام بالشرق الاوسط حيث ارسلت مسؤولين كبارا الى المنطقة للتعامل مع القضايا التي تتراوح بين المستوطنات الاسرائيلية وحتى الطموحات النووية الايرانية.وتعد زيارات مبعوث الشرق الاوسط جورج ميتشل ووزير الدفاع روبرت جيتس ومستشار الامن القومي جيم جونز اشارة قوية من الرئيس الامريكي بارك اوباما بشأن اعتزامه ابقاء عملية السلام العربي الاسرائيلي في مقدمة جدول اعماله.ولقي مطلب اوباما الذي يتفق مع «خارطة الطريق» للسلام التي تساندها الولايات المتحدة منذ عام 2003 بتجميد المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس الشرقية العربية مقاومة عنيدة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.وهون نتنياهو من شأن أخطر خلاف في العلاقات الاسرائيلية الامريكية منذ عشرة اعوام وقال لاعضاء حكومته «من الطبيعي في اطار نسيج العلاقات الودية بين الحلفاء الا يكون هناك اتفاق كامل على كل النقاط.»ووصف علاقات اسرائيل مع واشنطن بأنها «مهمة وراسخة» مبتعدا عن تصريحاته المتشددة التي ادلى بها منذ اسبوع فقط عندما قال انه لن يقبل اوامر من الولايات المتحدة بشأن المستوطنات الاسرائيلية في القدس الشرقية.وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال ان المحادثات مع اسرائيل المعلقة منذ اكثر من ستة اشهر لا يمكن ان تستأنف الا بعد وقف النشاط الاستيطاني الاسرائيلي.وقال نتنياهو «نحن نحاول التوصل الى تفاهم بشأن قضايا متعددة حتى نستطيع معا ان ندفع اهدافنا المشتركة الى الامام وهي السلام والامن والازدهار لكل الشرق الاوسط.»وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لمحطة (ان.بي.سي) يوم الاحد انه لن يتم السماح لايران بامتلاك سلاح نووي وكررت التزام واشنطن بحماية حليفتها اسرائيل من اي تهديد تشكله طهران.وتوجه ميتشل الى اسرائيل جوا قادما من دمشق حيث اجرى محادثات مع الرئيس بشار الاسد بشأن احتمال استئناف المفاوضات الاسرائيلية السورية. وناقش المبعوث الامريكي اتفاقا بشأن المستوطنات مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في تل ابيب.وقال ميتشل للصحفيين انه يحث القادة العرب «على اتخاذ خطوات نحو التطبيع كاشارات من جانبهم تبين ان كل من في المنطقة يشارك في رؤية السلام الشامل التي نتقاسمها معهم.»وأثار باراك امكانية وقف البناء في المستوطنات مع السماح باستمرار اعمال مشروعات البناء التي بدأت بالفعل وذلك في اطار اتفاق تتخذ بموجبه الدول العربية خطوات مبدئية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل.ويمكن للتحرك العربي نحو اقامة العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع اسرائيل ان يساعد نتنياهو في اقناع شركائه في الحكومة اليمينية بقبول التنازل بشأن المستوطنات.وقال باراك بعد اجتماعه مع ميتشل «يمكنني ان اقول اننا هنا مستعدون للقيام بأي جهد معقول لجعله يتحقق (السلام الاقليمي)... وبطبيعة الحال نضع في اذهاننا مصالحنا الحيوية ونتفهم احتياجات الشركاء الاخرين.»ومن المقرر ان يجتمع المبعوث مع عباس يوم الاثنين ويجري محادثات مع نتنياهو يوم الثلاثاء.ويعتزم جيتس ايضا اجراء محادثات في اسرائيل. وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الامريكية انه من المقرر ان يجتمع مع نتنياهو وباراك يوم الاثنين (اليوم) لمناقشة الدفاع الصاروخي وطموحات ايران النووية والقضايا الامنية الثنائية.وأثارت كلينتون قلق اسرائيل في الاسبوع الماضي حينما قالت ان الولايات المتحدة ستتعامل مع ايران المسلحة نوويا من خلال تسليح حلفائها في الخليج وتوسيع «المظلة الدفاعية» فوق المنطقة.وقال نتيناهو انه سيجتمع يوم الاربعاء مع جونز الذي سيرأس « فريقا رفيع المستوى من مجلس الامن القومي ووزارة الخارجية والبيت الابيض.»وتعهد نتنياهو في ايماءة لواشنطن لم تصل الى حد الاستجابة لمطالبها بألا يبني مستوطنات جديدة او ينتزع ملكية اراض اضافية في الضفة الغربية التي يأمل الفلسطينيون ان يقيموا دولة عليها تكون القدس الشرقية عاصمة لها.لكنه ذكر ان اعمال البناء في المستوطنات لاستيعاب «النمو الطبيعي» لعدد السكان ينبغي ان تستمر.ويقول الفلسطينيون انهم يخشون ان تحرمهم المستوطنات التي وصفتها محكمة العدل الدولية بانها غير قانونية من بناء دولة ذات مقومات للبقاء.وفي دمشق قال ميتشل ان استئناف المحادثات بين سوريا واسرائيل « هدف في الاجل القريب» بالنسبة لواشنطن. ودعا الاسد ايضا الى دعم جهود السلام الاوسع نطاقا في المنطقة.وقال ميتشل «اذا كان لنا ان ننجح فنحن نحتاج ان يتعاون العرب والاسرائيليون معنا على السواء لتحقيق سلام شامل. سنرحب بالتعاون الكامل لحكومة الجمهورية العربية السورية في هذا المسعى التاريخي.»وعلقت محادثات غير مباشرة بين سوريا واسرائيل جرت بوساطة تركية خلال الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني.وابدت تركيا استعدادها هذا الشهر لاستئناف الوساطة في تلك المحادثات. وتسعى سوريا لاستعادة هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في عام 1967 .ولا تزال الولايات المتحدة تفرض عقوبات على سوريا ولكن اوباما قرر اعادة السفير الى دمشق. وكانت واشنطن قد سحبت مبعوثها في عام 2005 احتجاجا على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في بيروت.
أخبار متعلقة