إكرام عبدالله الدباني أعلم أن للمدرسة حصصاً واستراحات وتختلف المواد في المراحل التي يمر فيها الطالب فكلما كبر الطالب زادت المواد وتعقدت ولهذا وضعوا بين الحصص استراحات حتى لا يضجر الطالب من المدرسة ويستوعب المواد ويفهمها ...فالحياة هي تلك المدرسة والطالب هو الإنسان الذي يدرس فيها، ولكي يفهمها يجب أن يجعل لنفسه استراحات بين الحصص، وكي لا يلعن الحياة ويضعف إيمانه فلابد من استراحات للنفوس فاحمل في حقيبتك الإحسان والإيمان بالله ..وأجعل عملك خالصاً لله لا تنتظر من الطرف الآخر جزاء على عملك الخير ربما يؤذيك فأجعله لله عز وجل وحده، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن طلب رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس .. صدق رسول الله .واحمل ايضاً حسن الظن بالله عز وجل فإنه قال: (إني عند ظن عبدي بي) ويقول سبحانه وتعالى في سورة يونس (وما يتبع أكثرهم الا ظناً إن الظن لا يغني من الحق شيئاً ان الله عليم بما يفعلون (36) صدق الله العظيم.فلا يكون تعاملك مع الناس مبيناً على الظن السييء فأحسن الظن بهم فإنه راحة لك من أن تولد البغضاء في قلبك من سوء ظنك فإن بعض الظن إثم.وزين أخلاقك بالعفو عن الآخرين وأجعل لسانك عذباً وأعترف بخطئك .. ولا تكابر ولا تقتل نفسك بالهم .. وأرض بما قسم الله لك .. لا تنتقد ولا تكن (أستاذياً) بل أمسك العصا من النصف وقابل الإساءة بالإحسان واهتم بالآخرين، أشعرهم أنك تحب الخير لهم .. كما لماحاً فلا تتدخل فيما لا يعنيك .. أختر الكلام المناسب وأضبط لسانك ولا تغضب لعله يؤذيك فربما تنطق بكلاماً غير مرغوب فيه .. فأختر أطيب الكلام كما تختار أطيب الشعر .. فإن الكلمة الطيبة صدقة .. وقد قيل:إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوتفإن كلمته فرجت عنه وإن خليته كمداً يموتأكتشف المهارات التي لديك وأستمتع بها فطور من نفسك وكن متميزاً .. فإذا صعدت الجبال فأنظر إلى القمة .. ولا تلتفت للصخور المتناثرة حوله .. واجعل حياتك متعة .. عش حياتك بالمعطيات التي بين يديك لتستمتع بها فلا تشتك ولا تحزن ..أفنيت يامسكين عمرك بالتأوه والحزن وظللت مكتوف اليدين تقول حاربني الزمنإن لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن ؟!فأنظر إلى الجوانب المشرقة في حياتك قبل أن تنظر للمظلمة .. فلا تبال بكلام الخلق .. فتعذب نفسك .ليس يخلو المرء من ضد ولو وطلب العزلة في رأس الجبل ...!!وأحفظ سرك فإنه اشتهر قديماً أن كل سر جاوز الاثنين .. شاع، والاثنان هما الشفتان ...إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستوعب السر أضيقوأعف عن الآخرين .. فإن الحياة لا تخلو من عثرات تصيبنا من الناس فلا تعذب نفسك .. فهناك أشياء لا يمكن أن تعاقب عليها .. فكن كبيراً .. أنس الماضي .. وعش حياتك .. فإن الحياة أخذ وعطاء .. وأجعل عطاءك أكثر من أخذك .. فإن الحياة أقصر من أن نشغلها باكتساب عداوات .. هناك مشاكل ليس لها حل فأتركها .. لا تنقب عن المشكلات .. ولا تدقق في صغائر الأمور .. عش حياتك وابتسم .. وأبتسم .. ثم أبتسم ..قال: السماء كئيبة وتجهما قلت: أبتسم، يكفي التجهم في السماء!قال الصبى ولي! فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرماقال: التي كانت سمائي في الهوى صــارت لنفسي في الغرام جهنماخانت عهودي بعدما ملكتها قلبي فكيف أطيق أن ابتسما.قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتها قضيت عمرك كله متألماً.قال: العدو حولي علت صيحاتهم أأسر والأعداء حولي في الحمى؟قلت: ابتسم لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل وأعظما!قال: الليالي جرعتني العلقما قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما.فلعل غيرك أن رآك مرنما فلعل طرح الكآبة خلفه وترنماإيليا أبو ماضيما كل ما يتمناى المرء يدركه .. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وفي الأخير أحسن النية لله عز وجل لتكون مهارات تعاملك مع الآخرين عبادة تتقرب بها إلى الله عز وجل .. فإن قدرتنا على أسر قلوب الآخرين وكسب محبتهم الصادقة .. تمنحنا جانباً كبيراً من المتعة بالحياة .. فإن الله عز وجل إذا أحب عبداً حبب إليه خلقه ..
عش حياتك .. ولكن !
أخبار متعلقة