ينتقد قضايا سلبية يعاني منها العراقيون
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: يلقبونه “الزعيم” انه زير نساء طاغية بذيء اللسان وبدين يسيء معاملة معاونيه ولكنه يثير ضحكات المشاهدين في مسلسل تلفزيوني يقدم نظرة نقدية ولكنها ساخرة لمشاكل العراق. يرتدي الزعيم زيا عسكريا وشاربه شبيه بشارب هتلر وغالبا مايحيط به أتباعه المخلصون الذين يبذلون قصاري جهدهم لإرضائه ومدحه. ويعرض مسلسل (أنباع البلد) يوميا في شهر رمضان ويتابعه باهتمام عدد كبير من العراقيين داخل البلاد وخارجها. والشخصية المحورية في البرنامج تقدم فكرة عامة عن شخصية الطاغية وليس أي زعيم سياسي سابق أو حال في العراق لكن المواقف الساخرة في المسلسل مستمدة من الحاضر. وفي إحدى الفقرات تحت عنوان الخيال الواقع يعرض المشهد مرتين يصور الأول ما يمكن ان يحدث في عالم مثالي ويصور المشهد الثاني ما يحدث في “الواقع”. وفي احد المشاهد الخيالية نرى “الزعيم” يضحك ويمزح مع وزرائه قبل ان يأمرهم باستخدام وسائل المواصلات العامة لتوفير الوقود للمواطنين. وفي المشهد الواقعي التالي يسخر من مقترحات الوزراء ويطردهم. في مشهد أخر يصيغ الزعيم ووزراؤه الدستور ويطالبون بأن تكون فترة الرئاسة عشرين عاما يقاطعهم رئيس الوزراء ويقول ان عشرين عاما تمر في لمح البصر وان من الأفضل ان تكون مدة الرئاسة 75 عاما. ويعرض المسلسل على قناة الشرقية التي تبث إرسالها من دبي وصور البرنامج في سوريا. ويرى البعض ان المواقف الكوميدية مسيسة إلى حد كبير ولكن آخرين تعجبهم المواقف الساخرة التي تنتقد الحكومة التي يقولون أنها تعاني من فساد متفش وتجد صعوبة في توفير الخدمات الأساسية. ويقول غسان علي (24 عاما) وهو عامل بناء من مدينة الحلة “يبالغون في عرض مشاكلنا. ولكن مشاهدته ممتعه. الأطفال في منطقتي يقلدون الزعيم.” ويقول السياسي الشيعي الشيح حميد المعلا انه توقف عن مشاهدة البرنامج بعد حلقتين ويقول “شعرت انه مسيس إلى حد كبيرة الجميع يحب البرامج الساخرة التي تنتقد الحكومة بشكل لائق ولكن هذا ليس ترفيه انه عمل رخيص.” وينفي علاء الدهان مدير عام برامج الشرقية ومقر عمله في دبي ان البرنامج لا يهدف لاهانة أي شخص. ويقول “لم نعتد الديمقراطية السليمة. يشجع الساسة عليها علنا ولكن حين تنفذ تعاليمها يستاءون. كل ما يمكنه ان نعلمه ان نستعين بالكوميديا والدعابة لتخفيف معاناة المواطنين.” وتلقي برامج أخرى لقناة الشرقية نظرة ساخرة على أعمال العنف بين السنة والشيعة في العراق. وتقدم الكوميدية ميس كمر برنامجا حواريا باسم (اوبرا) تشبها ببرنامج اوبرا وينفري الأمريكي الشهير ولكنها تحاور شخصيات وهمية مثل “وزير الطائفية” الذي يأمر بالفصل بين مقاعد المشاهدين الشيعة والسنة. وفي حلقة أخرى تستضيف مهاجما انتحاريا يتحدث بلهجة خليجية يعلمها كيف تفجر سترة ملغومةوأغلق العراق مكتب الشرقية في أول أيام هذا العام واتهمها بتأجيج التوتر العرقي وعرض أنباء زائفة. وتردد ان سعد البزاز صاحب المحطة كان مقربا من نجل صدام الأكبر عدي ولكنه ينفي ان محطته توالي بشدة السنة. وصرح راسم الجميلي الذي يلعب دور الزعيم في المسلسل لتلفزيون الشرقية في الآونة الأخيرة انه تردد في لعب دور سياسي في البداية. وقال انه خشى ان يلعب الدور ولكنه وجد النص ممتعا وساخرا وناقدا. وتابع ان مثل هذه الأعمال السياسية الضاحكة لا تهين أي شخص وان برنامجه ينتقد قضايا ايجابية وسلبية يعاني منها العراقيون. وتساءل كيف يمكنه ان يلزم الصمت حين لا تكون هناك كهرباء لما يزيد على عشرين ساعة في اليوم وان كل مايمكن قوله توضيح الخطأ لتصحيحه.