إطلاق سراح نحو 600 معتقل في العراق
العراق / وكالاتأطلق أمس في العراق سراح نحو 600 معتقل من أصل 2500 كان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أعلن عن إطلاقهم في إطار مشروع خطة للمصالحة الوطنية.وقالت الشرطة إن مائة معتقل أطلق سراحهم في بغداد. وتعتبر عملية الإفراج الأكبر من نوعها منذ الغزو الأميركي للعراق, في وقت لا يزال فيه أكثر من 28 ألف سجين في المعتقلات حسب إحصاءات الأمم المتحدة، ويتزامن ذلك مع هجمات وعمليات عنف في مناطق متفرقة من العراق.وفي تعليق على إطلاق سراح بعض المعتقلين العراقيين قال رئيس منظمة عراقية غير حكومية تعني بحقوق الانسان إن قرار الحكومة العراقية إطلاق سراح 2500 معتقل عراقي لا يتناسب والعدد الحقيقي للعراقيين المعتقلين داخل السجون الامريكية او العراقية.وقال صلاح بوشي رئيس هيئة حقوق الانسان وهي منظمة مدنية غير حكومية تأسست في العام 2003 ان العدد الذي اعلنه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الثلاثاء "رغم عدم توفر ارقام دقيقة لعدد العراقيين المحتجزين في العراق لعدم وجود غرفة عمليات مشتركة معنية بهذا الامر الا ان العدد الحقيقي قد يفوق المائة الف معتقل."وقال المالكي ان اولئك الذين سيطلق سراحهم هم الذين "لم تثبت تهمة بحقهم او كانوا قد اعتقلوا بطريق الخطأ."وأطلق في بغداد أمس الأربعاء سراح ما يقارب من 112 معتقلا من مجموع 494 كدفعة اولى.وهذا أكبر عدد من المعتقلين العراقيين يطلق سراحهم دفعة واحدة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.ورحبت جهات سياسية بقرار الحكومة العراقية اطلاق هذا العدد من المعتقلين واعتبرته "خطوة في الاتجاه الصحيح."وكان تقرير لبعثة الامم المتحدة للمراقبة والتحقيق في العراق صدر نهاية الشهر الماضي ذكر أن عدد المعتقلين حتى نهاية ابريل نيسان بلغ استنادا الى وزارة حقوق الانسان العراقية 28700 معتقل.ووصف التقرير الاوضاع التي يعيشها المعتقلون داخل هذه السجون بأنها "بشكل عام لا تتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الانسان...كما ان التعذيب والمعاملة القاسية المذلة وغير الانسانية هي ممارسات معتادة في بعض المرافق كما يزعم."وقال بوشي ان "كثرة الاجهزة الامنية وغير الامنية ووجود مجموعات مسلحة اضافة الى القوات الامنية تمارس عملية الاعتقالات يجعل من الصعب التحقق من عدد المعتقلين العراقيين."واضاف "هناك عدد من دوائر الدولة المدنية توجد فيها معتقلات...غير مسموح لاحد الوصول إليها."وقال بوشي انه بالاضافة الى المعتقلين فان اعداد المفقودين تضيف رصيدا اخر لمشكلة المعتقلين وإعدادهم.وقال "لدينا العديد من الطلبات من اهالي يشكون فقدان ذويهم...ولا احد يعرف الجهة التي اعتقلتهم او مصيرهم."ولا يكاد يمر يوم من غير ان تعلن الوزارات الامنية عن اعتقال العشرات من الاشخاص.واعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس الاربعاء ان قواتها اعتقلت الثلاثاء الماضي 62 شخصا من المشتبه بهم.ميدانياً في بغداد قالت مصادر سياسية إن 13 فقط من بين 50 من عمال النقل العراقيين الذين اختطفوا الأسبوع الجاري عثر عليهم أحياء, وظهر على بعضهم علامات تعذيب.كما قتل مسلحون أربعة من رجال الشرطة وأصابوا خامسا في هجوم على دوريتهم بحي المنصور غربي بغداد. وعثرت الشرطة على خمس جثث اثنتان منها لامرأتين في أجزاء مختلفة من العاصمة. وفي شرقي بغداد أيضا قتل ضابطا شرطة وأصيب اثنان آخران عندما اصطدمت عربتهم بقنبلة على جانب إحدى الطرق.وجاء في بيان للجيش الأميركي أن أحد جنوده قتل عندما اصطدمت قنبلة زرعت على جانب طريق بقافلته في الخامس من الشهر الجاري.وفي الموصل قتل مسلحون ثلاثة طلاب جامعيين بالرصاص في سوق قرب مدينة جامعية تابعة لجامعة المدينة.وقتل مسلحون إمام مسجد سني في بلدة الحويجة جنوبي غربي مدينة كركوك. وفي المدينة نفسها قتل ضابط وأصيب ثمانية آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم.وفي تكريت شمالي العراق قالت الشرطة إن اثنين من رجالها قتلا وأصيب اثنان آخران بجروح في هجمات استهدف سيارة مدنية بحي القادسية.سياسيا وفي إطار زيارته لبغداد قال وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما إنه يعتقد أن القوات الإيطالية ستنسحب من العراق بحلول نهاية العام الجاري.وقال داليما في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري إن "الحكومة الإيطالية أعلنت عشية الانتخابات عزمها على سحب القوات الإيطالية خلال العام الجاري".من جانبه قال زيباري إن الوزير الإيطالي أكد أن قرار الحكومة سحب قواتها لن يكون مفاجئا بل سيتم تدريجيا, مؤكدا أن حكومته لديها خطة لنقل المسؤوليات الأمنية من القوات المتعددة الجنسيات إلى القوات العراقية بحلول نهاية الشهر الجاري.وحول مؤتمر الوفاق العراقي أكد زيباري أنه سيعقد في الموعد المقرر له في 22 يونيو/حزيران الجاري في العاصمة بغداد.