جنود المان في موقع انفجار قنبلة على طريق في قافلة عسكرية المانية في ضواحي مدينة قندوز شمال افغانستان أمس السبت
افغانستان / 14أكتوبر / محمد حامد - ديفيد برنستروم : انتقل قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان أمس السبت جوا الى موقع الضربة الجوية المميتة التي قامت بها قواته وذلك في محاولة لتهدئة الغضب الافغاني الذي يهدد استراتيجيته التي تهدف الى كسب قلوب وعقول الافغان.ويقول مسؤولون أفغان ان عشرات الاشخاص وكثيرين منهم مدنيون قتلوا عندما استهدفت طائرة أمريكية مقاتلة من طراز اف- 15 استدعتها القوات الالمانية شاحنات وقود مخطوفة في أفغانستان قبل فجر يوم الجمعة.وهذه هي المرة الاولى التي تتهم فيها القوات الغربية بقتل عدد كبير من المدنيين الافغان منذ تولي الجنرال الامريكي ستانلي مكريستال قيادة هذه القوات في يونيو حزيران معلنا أن حماية الافغان هي مركز استراتيجيته الجديدة.وفي حديث تلفزيوني غير مسبوق قال مكريستال ان الهجوم تم شنه على ما ظنته قوات الحلف هدفا تابعا لطالبان. ووعد بالاعلان عن نتيجة التحقيق.وقال في حديث مسجل عرض في نسخ مدبلجة باللغتين الدارية والباشتونية “ كقائد لقوة المساعدة الامنية الدولية لا شيء أهم من أمن وحماية الشعب الافغاني.”واضاف “أنا آخذ احتمال فقدان الحياة أو الإصابة للأفغان الأبرياء على محمل الجد الشديد.”ثم قام بعد ذلك بجولة شخصية قصيرة في موقع الضربة في قندوز وهو اقليم هادئ بشمال أفغانستان صعد المتشددون من هجماتهم فيه وأحكموا سيطرتهم على المناطق النائية في اطار تمرد وصل الان الى أعنف مستوياته في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات.ويقول حلف الاطلسي ان اهداف الهجوم كانت مقاتلي طالبان الذين خطفوا شاحنات الوقود لكنه أقر بأن بعض الضحايا الذين يعالجون في مستشفيات من المدنيين.وانتحب سكان قرية يعقوبي وأقاموا الصلوات الى جوار عشرات القبور لضحايا الضربة الجوية بينما وقف مقاتلو طالبان مراقبين الموقف. ويأتي حضور مقاتلي طالبان دليلا على تزايد سيطرتهم على منطقة كانت الى وقت قريب تحت سيطرة الحكومة الافغانية.وقال أحد مقاتلي طالبان وقد غطى وجهه بلثام ثقيل خلال الجنازة “سنثأر. لقد قتل العديد من الابرياء هنا.”وقال سهر جول (54 عاما) أحد شيوخ قرية يعقوبي “كل أسرة هنا لها ضحايا...لقد دمرت أسر بالكامل.”وقال شيوخ القرية ان 50 شخصا دفنوا في يعقوبي ودفن 70 آخرون في قرى مجاورة على الرغم من أن المسؤولين الافغان والصليب الاحمر يقولان ان العدد الادق للضحايا ربما لن يعرف أبدا.وكان من المفترض أن تؤدي أوامر جديدة أصدرها مكريستال في يونيو حزيران الى خفض أعداد الضحايا من المدنيين عن طريق مطالبة القوات باتخاذ احتياطات اضافية لحماية المدنيين قبل فتح النار.وأرسل مكريستال وفدا من ضباط حلف شمال الاطلسي للقاء أقارب ضحايا الضربة والمصابين في اطار مهمة تقصي حقائق.وفي المستشفى المركزي بمدينة قندوز يرقد شفيع الله وهو طفل يتراوح عمره بين السادسة والسابعة في غرفة صغيرة كريهة الرائحة بالمستشفى ممتلئة بالأسرة وتعج بالذباب ويده وساقه بهما ضمادات جراء تعرضهما لحروق شديدة.وقال الطفل لوفد برئاسة الاميرال بالبحرية الامريكية جريج سميث رئيس الشؤون العامة للقوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان وعددها 103 الاف جندي “ذهبت للحصول على الوقود مع الاخرين وساعتها سقطت القنابل علينا.”وقال سميث لاحد اقارب المصابين خارج المستشفى “ نأسف للخسائر البشرية. نعبر عن تعازينا لجميع أفراد قريتكم.”وأنحى حاكم اقليم قندوز محمد عمر باللائمة على السكان المحليين لمساعدتهم متمردي طالبان وقال ان السكان وطالبان مسؤولون عن فقد الارواح.وأبلغ عمر رويترز أمس السبت “القرويون دفعوا ثمن مساعدتهم وايوائهم للمتمردين.”تخضع منطقة قندوز لحراسة القوة الالمانية البالغ قوامها 4000 جندي والعاملة ضمن قوة حلف الاطلسي. وتمنع برلين القوة الالمانية من العمل في مناطق القتال. وأصاب مهاجم انتحاري أربعة جنود ألمان في هجوم تفجيري على قافلة يوم السبت.