القدس / 14أكتوبر / رويترز : سعى روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي لطمأنة اسرائيل أمس الاثنين بأن مساعي واشنطن للحديث مع ايران لكي تتخلى عن أنشطتها النووية تستحق العناء برغم التحفظ الذي تبديه طهران حتى الآن.وجعل الرئيس الامريكي باراك أوباما من التواصل الدبلوماسي مع ايران أحد النقاط الرئيسية في سياسته الخارجية. وأشارت اسرائيل التي ترى في ايران المسلحة نوويا تهديدا لبقائها الى انها قد تلجأ الى ضربات وقائية اذا فشلت الجهود الدبلوماسية.وقال بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه أكد مجددا خلال محادثاته مع جيتس على “الحاجة الى استخدام كل الوسائل لمنع ايران من امتلاك قدرات نووية عسكرية.”وقال البيان “جيتس ذكر ان الولايات المتحدة واسرائيل يتفقان تماما بشأن التهديد النووي الايراني.”وخلال زيارة لاسرائيل أكد جيتس أن أوباما يأمل في الحصول على رد من ايران على المفاتحات الامريكية بحلول موعد اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في أواخر سبتمبر أيلول.وحذر اوباما ايضا طهران من ان الولايات المتحدة لن تقبل بأن تستمر المحادثات الى ما لا نهاية قائلا انه يريد ان يرى تقدما بحلول نهاية العام.وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الاسرائيلي ايهود باراك “أعتقد استنادا الى المعلومات المتوفرة لدينا ان الاطار الزمني الذي حدده الرئيس لا يزال ممكنا ولا يزيد المخاطر بشكل واضح على أي طرف.”وذكر مكتب نتنياهو ان جيتس شرح للزعيم الاسرائيلي الذي التقى به بعد محادثاته مع باراك ان السياسة الامريكية في التواصل مع ايران “محدودة زمنيا”.وبعد السفر الى الاردن والاجتماع مع العاهل الاردني الملك عبد الله قال جيتس انه شعر بأن اسرائيل ستلتزم باستراتيجية الولايات المتحدة “مادامت العملية ليست مفتوحة الى ما لا نهاية.”وتقول ايران ان أنشطتها لتخصيب اليورانيوم التي يمكن أن تؤدي لانتاج قنبلة تهدف إلى توليد الطاقة. ورفضت طهران دعوات قادتها الولايات المتحدة لوقف برنامجها النووي. وأدى هذا الموقف وتبني لهجة شديدة مناوئة لاسرائيل إلى إثارة مخاوف من نشوب حرب اقليمية.وتتزامن زيارة جيتس مع جولة يقوم بها مبعوث الرئيس الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل الذي يسعى للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل لتجميد الاستيطان على الاراضي الفلسطينية التي يريدون اقامة دولتهم عليها.وأيد باراك في تصريحاته عقب اجتماعه مع جيتس الاستراتيجية الدبلوماسية الامريكية بشأن ايران لكنه دعا الى اطار زمني محكم مع الاستعداد لفرض عقوبات صارمة من جانب مجلس الامن التابع للامم المتحدة.وقال باراك بالانجليزية “اذ كان هناك تواصل نعتقد انه يجب أن يتم في وقت قصير ومحدد الاهداف بصورة جيدة تليه عقوبات يفضل أن تكون من تلك التي ينص عليها الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.”لكنه لم يستبعد ان توجه اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع انها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط ضربات وقائية لايران.وقال باراك “نعتقد انه ينبغي عدم استبعاد أي خيار على الطاولة. هذه سياستنا ونحن نعني ذلك. نوصي الآخرين باتخاذ نفس الموقف لكننا لا نستطيع أن نمليه على أحد.“لا تخفى علينا حقيقة ان عملياتنا ونشاطنا يؤثر ايضا في جيراننا وفي الاخرين ونأخذ هذا في الحسبان. لكن في النهاية التزامنا هو المصالح الامنية القومية لاسرائيل.”ومن المقرر ان يجتمع ميتشل الذي يسعى الى استئناف محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية والذي قام بزيارة قصيرة لمصر يوم الاثنين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت لاحق بالضفة الغربية.وقال عباس انه لن يستأنف محادثات السلام مع اسرائيل المتوقفة طوال الاشهر الستة الماضية الى ان توقف النشاط الاستيطاني بالكامل.وفي تصريحات للصحفيين أشاد ميتشل بتخفيف اسرائيل قيود السفر خلال الاشهر السبعة الماضية على الفلسطينيين في الضفة الغربية واداء قوات الامن الفلسطينية الموالية لعباس التي مولت الولايات المتحدة تدريبها.ووجه ميتشل مجددا نداء الى الدول العربية لكي تتخذ “خطوات ذات مغزى نحو تطبيع العلاقات مع اسرائيل” وهي خطوة يمكن ان تساعد نتنياهو في اقناع حكومته اليمينية بالموافقة على تقييد النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها.