بغداد/14 أكتوبر/ميسي رايان: قال الجيش الأمريكي إن المخاوف من أن يسفر تسليم الجيش الأمريكي حرس مجالس الصحوة إلى السلطة العراقية عن موجة جديدة من العنف في بغداد لا يوجد ما يبررها حتى الآن. وعبر قادة مجالس الصحوة قبل أسابيع من نقل مسؤولية 51 ألف فرد في مجالس الصحوة ببغداد عن مخاوفهم من تعرضهم للاعتقال من قبل أشخاص في الحكومة العراقية يحملون ضغائن ضد أعدائهم السابقين. وكثير من هؤلاء الأفراد الذين تجمعهم مجالس الصحوة من المتمردين السنة السابقين الذين يعتبرهم البعض في حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي يقودها الشيعة خطرا. وقال اللفتاننت كولونيل جيفري كولماير وهو مسئول مصالحة بارز لدى القوات الأمريكية في العراق الجمعة إنه لم تحدث زيادة في الهجمات أو الاعتقالات منذ تسليم حرس مجالس الصحوة للعراقيين أول أكتوبر. وقال كولماير الذي ساعد في الإشراف على عملية الانتقال في مقابلة «عاد جزء آخر من السيادة إلى العراق.» وستتولى حكومة المالكي قيادة الحرس ودفع رواتبهم. وينسب لهؤلاء الحرس الفضل في المساعدة على وقف نزيف الدم منذ ظهورهم عام 2006 كرد على متشددي القاعدة. ويعتبر الانتقال إلى سلطة الدولة اختبارا للعراق الذي تراجع فيه العنف إلى أدنى مستوياته منذ أربع سنوات إلا أن المصالحة السياسية والطائفية أثبتت أنها أصعب منالا. وقال كولين كال وهو خبير في شؤون العراق بجامعة جورج تاون إن واشنطن تجازف بإمكانية دعم أو تسامح قادة مجالس الصحوة مع نشاط المتمردين في حال شعروا أنهم يعاملون بالطريقة اللائقة. وأشار إلى أن هؤلاء القادة عرضوا حياتهم للخطر بالمشاركة في المشروع الأمريكي. وقال كولماير إن تسليم سلطة مجالس الصحوة للعراقيين مر دون مشاكل، وأضاف «تسلم أبناء العراق (عناصر مجالس الصحوة) مواقعهم ومضوا في توفير الأمن المهم للبنية التحتية هنا في بغداد.» وذكر الجيش الأمريكي أن نحو 480 فردا في مجالس الصحوة قتلوا العام الحالي. وقتل ثلاثة منهم منذ تسليمهم للحكومة العراقية. ولا توجد أرقام متوفرة بأعداد المعتقلين في صفوف حرس الصحوة لكن تقارير تفيد بأن مسئولين عراقيين سعوا لاعتقال المئات منهم. وترى الولايات المتحدة في تنظيم القاعدة السني الخطر الرئيسي في الوقت الحالي على حرس الصحوة. لكن خالد القيسي وهو قيادي في مجالس الصحوة في حي الفضل ببغداد يرى أن الحرس يواجهون ثلاثة أخطار وهي القاعدة وعمليات ثأرية من الحكومة والميليشيات الشيعية. وقال إن أمن العراق في المستقبل سيعتمد على عناصر الصحوة الذين وصفهم بأنهم قوة حقيقية على الأرض. ويكتسب الانتقال السلس لمجالس الصحوة التي يصل عدد أفرادها إلى مئة ألف شخص في أنحاء العراق أهمية خاصة مع استعداد واشنطن لتقليل عدد قواتها في العراق التي يبلغ قوامها 145 ألف جندي. وقال كولماير إن الحكومة العراقية تفي بتعهداتها باحتضان الحرس وأضاف « تقول الحكومة كل يوم تقريبا نحن سنتولى رعاية هؤلاء الرجال.» لكن مسئولين أمريكيين شكوا من بطء وتيرة دمج الحرس في قوات الأمن العراقية ذات الأغلبية الشيعية. وأشار كولماير إلى أن العراق سيدفع رواتب الحرس اعتبارا من الشهر المقبل. وأضاف أنه لم يتم تحديد موعد لتسليم مجالس الصحوة خارج بغداد إلى السلطة العراقية. وقال «إنها قوات أمن عراقية تتولى مسؤولية الأمن في شوارع العراق. هذا هو ما يجب أن يكون عليه الوضع في هذا البلد.»