في استطلاع شمل عدداً من الإعلاميين والمرشدين الدينيين
صنعاء/ متابعة / بشير الحزمي تشهد ظاهرة أطفال الشوارع تنامياً ملحوظاً في ظل ارتفاع معدلات النمو السكاني المتسارع واتساع رقعة الفقر وتفاقم المشكلات الاجتماعية في المجتمع اليمني. صحيفة ( 14 أكتوبر ) وعلى هامش الحلقة التدريبية للإعلاميين التي نظمها البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام حول ظاهرة أطفال الشوارع التقت بعدد من الإعلاميين والمرشدين الدينيين واستمعت إلى آرائهم حول الظاهرة وكيفية الحد منها ودورهم في هذا الجانب .. وإلى التفاصيل. الأخ/ عزيز عبدالمجيد منسق البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام قال إن ظاهرة أطفال الشوارع بدأت قضية ثم تحولت إلى ظاهرة حيث أصبحت تنتشر في جميع محافظات الجمهورية وبالتالي عملية الحد منها أو مواجهتها تحتاج إلى جهود كثيرة تشترك فيها الدولة والمجتمع، فالدولة مطلوب منها أن تعمل في جانبين : جانب التوعية وجانب توفير الخدمات، وجانب التوعية هو مسؤولية الإعلام والإعلاميين في كافة الأجهزة الإعلامية سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة من خلال تعزيز ثقافة المجتمع تجاه ظاهرة أطفال الشوارع والحد منها، بالإضافة إلى دور رئيسي تلعبه وزارة الأوقاف من خلال رسالة المسجد، أما بالنسبة لتوفير الخدمات فهو مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارات التربية والتعليم، والتعليم الفني والمهني، والداخلية وغيرها من الوزارات والجهات المعنية بحيث تتبني هذه الجهات في برامجها إدماج أطفال الشوارع في العملية التعليمية ، ونحن نسعى دائماً إلى نشر التوعية بهذه الظاهرة بما يحد منها، ويعمل على أن تخلو مدننا من أطفال الشوارع بإذن الله. وأضاف أن ارتفاع نسبة النمو السكاني وارتفاع معدل الخصوبة الكلي أحد العوامل الرئيسية التي نتج عنها ظاهرة أطفال الشوارع ، وهذا يحتاج إلى استمرار عملية التوعية وتنظيم الأسرة بالإضافة إلى استمرار عملية التوعية بمخاطر الزواج المبكر وأهمية تعليم الفتاة بما يؤدي إلى الحد من هذه الظاهرة بإذن الله سبحانه وتعالى. [c1]الانفجار السكاني يفاقم الظاهرة [/c]أما الأخ/ عبدالقادر السروري - معد برنامج في قناة اليمن الفضائية فقد قال: مشكلة أطفال الشوارع أصبحت ظاهرة ملحوظة وتتفاقم يوماً بعد يوم، وهي بحاجة إلى وقفة مجتمعية متكاملة للحد منها ، فهي مسؤولية مجتمعية متكاملة بما تعنيه الكلمة، الإعلام دوره دور حيوي ومهم ورافد تجاه إبراز الظاهرة ومخاطرها وتداعياتها وانتشارها وتفاقمها وما سينجم عنها في المستقبل إن لم يتم حدها والوقوف أمامها بمسؤولية، وهذا يبدأ طبعاً بالاعتراف بهذه القضية التي إن لم تحد ستؤدي إلى كوارث مجتمعية في ظل ما نعانيه من فقر وفي ظل التفكك الأسري ، والانفجار السكاني ، وعدم التوعية وضعف الوازع الديني كل هذه المفردات والمحاور تؤدي إلى تفاقم وازدياد هذه الظاهرة ولذلك دور الإعلام هنا دور حيوي ومهم ويرتكز على توجيه وإثارة الرأي العام ضد هذه الظاهرة والوقوف بمسؤولية وكل وسيلة إعلامية لها دور، وفي الخطط القادمة أتمنى أن تكون لوسائل الإعلام كافة دون استثناء مسؤولية واضحة ومتواصلة وليست موسمية . وأضاف أن من الأسباب الرئيسية لتفاقم هذه الظاهرة هو الانفجار السكاني بسبب الجهل بمفهوم تنظيم الأسرة، لأن هذا المفهوم في تنظيم الأسرة هو دعوة تشريعية بإرضاع الطفل حولين كاملين، ويعني الجانب الصحي والجانب الاقتصادي والجانب المتعلق بتربية أفراد الأسرة تربية سليمة كل هذه المفردات تؤدي إلى حياة صحية أسرية سليمة والعكس من ذلك فإن كبر الأسرة وازدياد عدد أفرادها في ظل الفقر وفي ظل الشح ماذا سيفرز بالطبع كل المخرجات ستكون إلى الشوارع. وأكد أهمية أن تكون التوعية بمخاطر ظاهرة أطفال الشوارع بالتوازي مع التوعية بموضوع تنظيم الأسرة وأهميتها ومخاطر الانفجار السكاني. [c1]ظاهرة مؤرقة [/c]من جانبه يقول الأخ/ عبدالرقيب شرف السامعي - مدير المذيعين بإذاعة صنعاء: لاشك في أن ظاهرة أطفال الشوارع أصبحت من الظواهر المؤرقة في كل مدننا وهي طبعاً ظاهرة عالمية لكن لاشك في أن في بلادنا العديد من العوامل والأسباب التي تدفع إلى تفشي مثل هذه الظاهرة وانتشارها ، ومما لاشك فيه أن الانفجار السكاني يلعب دوراً كبيراً في هذا المنحى بحكم توافرالوسائل العاملة للحد من مثل هذه المشكلات والظواهر الاجتماعية، وهناك أدوار متكاملة تلعب سلباً أو إيجاباً في تفشي أو في تواري مثل هذه الظاهرة.وأشار إلى أن هناك جملة أسباب لاشك في أن منها الفقر والانفجار السكاني وتردي مستوى التعليم، وغياب المؤسسات البديلة كالنوادي والمتنفسات المطلوبة للطفولة في هذا المنحى، كما أنه لا توجد حلول فاعلة وإيجابية ليقوم بها كل من يعمل في هذه المؤسسة أو تلك من المؤسسات المعنية بقضايا الطفولة أو مشاكل الطفولة أو ظواهر الطفولة كظاهرة أطفال الشوارع. وقال أن هناك مؤسسات تعمل على استحياء أو بخجل لكن روح المسؤولية ليست قائمة ما ينبغي أن يكون .وأشار إلى أن أدوار المجتمع ليست متكاملة حتى الآن وليست في المستوى المطلوب. وأضاف أن الإعلاميين مقصرون في هذا الجانب ، لكن هناك عوامل تقف عائقاً أمام الحلول التي ينبغي أن يسهم بها الإعلاميون في التوعية والتثقيف وحشد الطاقات المجتمعية للإسهام بدور إيجابي وفاعل في حل مثل هذه الظواهر، لكن هناك بعض الوسائل أو بعض القنوات التي من خلالها نستطيع أن نخاطب المجتمع، فنحن في إذاعة صنعاء مثلاً لدينا بعض الفلاشات ولدينا برامج حوارية ولكننا في دورة رمضان النوافذ مغلقة إلى حد ما أمام بعض القضايا المجتمعية إلا في بعض البرامج المتخصصة، لكننا في مدى الدورات المتتابعة لدينا فلاشات برامجية ولدينا معنية بالقضايا السكانية وهذه القضية فعلاً هي قضية سكانية مهمة ولاشك في أن انعكاساتها ستكون كبيرة وستكون سلبية على المجتمع إن لم نقف جميعاً للتصدي لمثل هذه المشكلة في والإسهام في الحد من هذه الظاهرة وعلينا أن ندرك أن هؤلاء الأطفال جميعاً هم أبناؤنا وأن هناك أدواراً ينبغي أ، نقوم بها. [c1]التركيز على دور المرأة [/c]وتقول الأخت/ شمس السمحي - مذيعة في قناة سبأ الفضائية : طبعاً لا أحد يغفل أن الانفجار السكاني أحد أسباب تزايد أو انتشار ظاهرة أطفال الشوارع ، ولكن في وجود هذه الظاهرة أنا أرى أن الإعلام له الدور الكبير جداً في رفع الوعي لدى المجتمع ورفع الوعي لدى الجهات الحكومية والجهات المعنية بهذه الظاهرة ورفع الوعي لدى الأطفال أنفسهم، وعلى مدى العام من خلال وسائله المختلفة سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة. وأكدت أهمية تسليط الضوء على هذه الظاهرة من قبل وسائل الإعلام المختلفة وأن يتم التركيز على أسبابها لأنه إذا عرفت الأسباب مباشرة توضح الحلول والمعالجات في إطار المسموح به والمتاح. وأشارت إلى أن الأدوار متكاملة بين الرجل والمرأة وبين مختلف أجهزة الإعلام لمواجهة الظاهرة، معتبرة أن المرأة لأنها أكثر ملامسة للأطفال بصفتها أما أو أختاً أو مربية وهي أكثر عاطفية تجاه الأطفال فإنها تنظر إلى هذا الموضوع بشكل أكبر وأن استهدافها ببرامج التوعية سيكون له أثر كبير في الحد من هذه الظاهرة. [c1]الأسباب ثم المعالجات [/c]أما الأخت/ جميلة أحمد العزان - مسؤولة برامج المرأة والطفل بإذاعة صنعاء فتقول: في البدء علينا أن نتعرف على أسباب الظاهرة ومن ثم البدء بمعالجة هذه الأسباب والمتمثلة في الفقر والبطالة وضعف الوازع الديني لدى الأسر والتفكك الأسري ومشاكل الطلاق وغيرها من المشاكل الموجودة التي أصبحت تنعكس بدورها في شكل ظواهر اجتماعية، فإذا عولج الفقر وكل فرد أهتم بأفراد أسرته وكان هناك تكاثف وكان هناك خوف من الله في تربية الأبناء وإذا قامت كل جهة بدورها فلاشك في أن الظواهر الاجتماعية ستختفي. وأشارت إلى أن أحد الأسباب لوجود هذه الظاهرة هو النمو السكاني المرتفع لأنه عندما تكون الأسرة عدد أفرادها كبير تكون السيطرة عليهم أقل والعكس إذا كان عدد أفراد الأسرة أقل تكون السيطرة عليهم أكبر. وأكدت أهمية دور الإعلام في هذا الجانب والذي ينبغي عليه أن يكون مع دور منظمات المجتمع المدني ومع جهود الدولة في التوعية بالظاهرة أولاً ثم معالجة الأسباب. [c1]للحد من الظاهرة [/c]ويرى الأخ/ محفوظ عبدالله حزام - صحفي في صحيفة ( المرأة ) أن الوعي السامي الذي يسكن رب الأسرة بكافة مستوياته هو العامل الرئيسي الذي يحد من هذه الظاهرة ويأتي في المرتبة الثانية إن لم يكن هناك رب أسرة - دور الدولة بأن تكفله بطريقة صحية من خلال أماكن متخصصة لتؤويه وتأهله بشكل مستمر حتى يحقق المأمول منه كفرد في المجتمع عليه التزامات ولا نغفل أن هناك أيضاً دوراً يجب أن يقوم به المسجد كجهة دينية في مسألة التوعية وتقديم ما يجب تقديمه لتربية الروح والحماية بطريقة التكامل الاجتماعي في كل حي من الأحياء التي تعيش فيه مثل هذه الحالات.وعن دور الإعلاميين في هذا الجانب قال: في حدود الإمكانية المتاحة يبدأ من التبليغ والتوعية عن طريق المقالات والتحقيقات والاستطلاعات المستمرة والتي تغطي كافة الجوانب المختلفة التي تخص الطفل وتعنى به ومناقشة ذلك مع المختصين والمهتمين وبشكل صادق ومستمر، ولا أنسى أن الدور الإعلامي هو أهم دور لأنه من يبرز المشكلة وهو من يبحث عن علاج ناجح يحد من هذه الظاهرة ومواكبة كل ما يخص الطفل والتوعية بذلك بشكل واضح. وأوضح أن لتنظيم الأسرة نتائجه الإيجابية ويمنح رب الأسرة العدل والعناية والتربية والقيام بكافة متطلبات الأولاد بشكل صحيح، وأرى أن هذا حل يجب اتخاذه لما فيه إرساء الأمن والأمان وتكريس ذلك في نفوس الأطفال. [c1]مشكلة مجتمعية [/c]من جهته يقول الأخ/ محمد السهماني مدير البحوث بوزارة الأوقاف والإرشاد: مشكلة أطفال الشوارع هي مشكلة مجتمعية كبيرة جداً وعدم إيقافها سيكون له أثار ونتائج سلبية المجتمع وعلى الطفل بشكل خاص، الأطفال في المجتمع اليمني لابد أن تقام لهم خطط واستراتيجيات تحد من خطورة تناميهم في الشوارع وتهريبهم وغير ذلك، ولا ننسي أن الدستور والقانون المستمد من الشريعة الإسلامية قد أولياء الطفل حقوق كبيرة جداً تتضمن الحفاظ على صحته ومواكبة كل ماهو جديد حتى يتسنى له أداء دوره في المجتمع، ولا ننسى أن أطفال اليوم هم جيل الغد ومستقبله. وأضاف إذا لم نقم بواجبنا تجاه هذا الطفل فسوف يقع في الهاوية أن حماية الأطفال مسؤولية مشتركة وعامة على كل جهة معنية بقضايا الطفولة، وكل هذه الجهات يجب أن تكون آلية موحدة للعمل المشترك من أجل الحفاظ على حقوق الطفل. وأوضح أن النمو السكاني أو ما يسمى بالانفجار السكاني في مجتمعنا هو من الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة وتفاقمها من مدينة إلى أخرى، لكن لنعلم أن تنظيم الأسرة أو ما يسمى علمياً بالصحة الإنجابية له دور كبير وأساسي في المحافظة على الأطفال من حيث أن تحاول الأسرة أن تسأل أو أن تتعامل أو أن تسلك سلوكها في تنظيم الأسرة من خلال الوسائل المتاحة والمعروفة سواء كانت شرعية أو طبية، ثم إن تنظيم الأسرة هو من الحلول والمعالجات الكفيلة برفع مستوى المجتمع ومن ثم رفع مستوى الطفل وبالتالي فإن الطفل الذي يكون في أسرة لديها طفلان أو ثلاثة هو الأجدر بالحماية والحفاظ على حقوقه وعدم وصوله إلى الشارع أما في حال كثافة الأسرة والانفجار السكاني العددي في ظل عدم مضاعفة دخل الأسرة فهذا من الأسباب الرئيسية لوجود هذه الظاهرة. [c1]التوعية بحقوق الأطفال [/c]وأخيراً تقول الأخت/ إيمان محمد المهدي - مرشدة في الإدارة العامة لتوعية المرأة بوزارة الأوقاف والإرشاد : إن ظاهرة أطفال الشوارع متفشية إلى حد كبير في هذا الوقت، والسبب الرئيسي في انتشارها هو الأسرة، فالأسرة إذا ما ضعف الوازع الديني لديها فإنها ستتفكك وبالتالي يصعب التعامل مع الأطفال بسلاسة فينطلقون إلى الشارع، فيضعف الوازع الديني لدى الأسر أولاً وبالتزايد السكاني ثانياً تبدأ الظاهرة بالانتشار والتزايد. وأوضحت أن النمو السكاني وارتفاع معدلات الفقر يجعلان من الأطفال ينطلقون إلى الشارع بعيداً عن الأسرة وعن الالتزام وهو ما يؤدي إلى انتشار الظاهرة بشكل كبير. وأشارت إلى أن دور المرشدين والمرشدات يتمثل في التوعية بحقوق الأطفال وبالذات خلال العام الدراسي من خلال النزول إلى المدارس والتركيز على التعليم الأساسي، حيث يتم توعيتهم بحقوقهم وبما كفله لهم الشرع والدستور والقانون من حقوق وواجبات وبالتالي تكون هناك جهود ملحوظة لوزارة الأوقاف من هذه الناحية.