تعيق التنمية.. تحبط الإبداع... تتعب القيادة والشعب:
تسبقنا دوماً الرؤى المتجددة لفخامة الرئيس علي عبدا لله صالح، وتثبت لنا الظروف والمنعطفات والمحطات التاريخية أن فخامة الرئيس حفظه الله قائد مجدد ومتجدد، يمتلك الإرادة والقدرة والاستعداد الدائم للتعاطي مع متغيرات الحياة بما يتناسب معها فكراً وسلوكاً ومنهجاً وآليات وتلك سمات حيوية عظيمة قل أن تتوفر في شخص، وقليلون جداً من الناس أولئك الذين ظلت عطاءاتهم وقدراتهم وانجازاتهم تتجدد وتتعاظم وتمتد بامتداد حياتهم والمراحل التي سجلوا فيها حضوراً انسانياً ظل يتصاعد حتى اللحظات الأخيرة من حياتهم، دون أن يتوقفوا عند لحظة أو انجاز أو محطة عطاء..وليست المبادرة السياسية التي أعلنها فخامة الرئيس مؤخراً أول ولا آخر شاهد على ثلاثين عاماً من النماء والتطور في ظل قيادة فخامة الرئيس الذي خاص بالوطن معتركات تنموية شاملة غيرت وجه الحياة، ولامالت المتغيرات التي يشهدها الوطن في مختلف المجالات تؤكد حيوية القائد وشغفه بالتجدد والتجديد، والتطور والارتقاء بهذا الوطن ليبقى في مكانة تمنحه فرصة وأحقية مجاراة الزمن ومواكبة متغيرات الحياة بل والإسهام في صياغة ملامح هذه المتغيرات رغم كل المتاعب والظروف والمعاناة المترتبة على ذلك.وكلا ليست هموم التنمية ومعتركات البناء والنهضة الشاملة أقصى مايكابد هذا القائد الباني المناضل، بل أن معاناته الحقيقية القديمة والجديدة والمتجددة تتمثل في طابور الجمود والتقليدية والشمولية.. هذا الطابور الذي يجتر ماضية ويجاهر بصنميته ويمارس علينا وعلى الرئيس وعلى الوطن أبشع سلوكيات النرجسية ويتعاطى مع كل خطوة تغييراً ومشروع تطوير يقفز إلى الواجهة بتعالٍ وغرور وجحود بحق الآخر في الإبداع والتجديد والابتكار .مصيبتنا في هذا النوع من البشر أنهم غير قادرين على التجدد وغير قابلين بالتجديد في ذات الوقت .. وكلما أثبتت تجاربهم فشلهم في تحقيق نجاح او اجتراح فعل نبيل يؤكد صلاحيتهم للعطاء ويخدم الناس والوطن كلما اتسعت رقعة حقدهم على النجاح وازداد سخطهم على الإبداع والمبدعين وازدادوا اصراراً على الوقوف حجر عثرة في طريق أي جديد أو تجديد.وما أكثر ماسمعنا وشاهدنا وتابعنا عينات من طابور "المنحلين" وهم يتنطعون وينظرون و" يتبرطعون " في نقد الجمود والجامدين والتأفف من الشمولية ومخلفات الماضي وهم في الحقيقة اسوأ صور الماضي واخطر مخلفاته بما هم عليه من أنانية ونرجسية وثقافة اقصائية متزمتة..! الحضور البليد لمعظم القيادات التي تحتكر صدارة وواجهات العمل السياسي في التيارات والأحزاب السياسية " سلطة ومعارضة" شاهد حي ودليل دامغ على فرقة وخصام وقطيعة بين أزمنتنا وأجيالنا الماضية والحاضرة والمستقبلية هذه الفرقة وهذه القطيعة وهذا الخصام وهذا الفقر تترسخ وتزداد بفعل منهجية ماضوية اقل آثارها قناعات تترسخ في أذهان جيل الحاضر بعدم صلاحية وجدوى الجيل الذي سبقهم والذي يقف بدورة جداراً عازلاً بين المستقبل وجيل المبدعين والطامحين والمتطلعين من هذا الجيل الذي تتعامل معه العقول المحنطة على انه مجرد مجموعة مراهقين شطاحين..لست اكفر بجيل كان له دوره وأثره وانجازاته وعطاءاته وله خبراته وتجاربه ولست متعصباً لجيل الشباب بما هم عليه من طموح وإبداع وتأهيل وقدرة على العطاء والانجاز رغم أن ذلك من حقي..لكني اكفر بالإقصاء وامقت الفرقة وأتطلع إلى مشهد اجد فيه الكهل صاحب الخبرة والتجربة بأخذ بيد الشاب الطامح المتطلع المؤهل فيعينه ويدفع به إلى الانجاز والعطاء والنجاح وبذلك يشعر الجديد بمسئوليته في مواصلة مشوار سابقيه لابحاجة أو رغبة في بدء مشوار جديد يزيل به آثار من سبقوه.أننا نتطلع إلى سلوك قويم يمد جسر المحبة والتواصل بيننا وبين الجيل الذي سبقنا واخذ فرصته وعاش عمره ويريد الآن أن يظل هو الحاضر المسيطر المتحكم في كل فرصة تلوح أمام احد منا وكأنه يريد أن يعيش حياتنا وزمننا ويقصف أعمارنا.. رغم أننا لانمانع في أن يظل بيننا ومعنا – بل وفي صدارتنا- من لديه القدرة على أن يتجدد معنا ويواكب ماجاء به زمننا من متغيرات تستوجب جديداً وتجديداً في الرؤى والأفكار والتطلعات وأساليب ووسائل الأداء والعطاء والانجاز والإبداع..مايدور اليوم من جدل ولغط ومحاولات لتزييف وعي الناس بالتقليل من شان مبادرة فخامة الرئيس حول إجراء إصلاحات سياسية ودستورية ليس إلا صورة من صور الضمنية الشمولية الماضوية.. تتجسد في أولئك الذين يرفضون إصلاحات وانجازات سبق أن صموا أذاننا بشعاراتها والمطالبة بها .. ولكنها عندما جاءت اليوم أكثر نضجاً واقترب إلى التحقق عملياً ثارت ثورتهم وجن جنونهم..بالأمس القريب شخص فخامة الرئيس علة من العلل المقيتة في حياتنا ومجتمعنا وجسد دولتنا وأعلن عن دواء ناجع لهذه العلة بتدوير مزمن للمناصب الوظيفية في مرافق وأجهزة الدولة وبدلاً من أن تتبلور هذه المبادرة إلى تشريع واضح ومشروع محدد وبرنامج عمل وسلوك يتجسد على ارض الواقع.. بدلاً من أن يحدث ذلك سارع البعض من ذوي القرار والنفوذ والسلطة إلى الالتفاف على هذه المبادرة بإجراء مسلسلات تدوير وتغيير بمنهجيه تقليدية لاصلة لها ولاعلاقة ولارتباط بالمقاصد الوطنية الببيلة لمبادرة وتوجيهات فخامة الرئيس إلا من حيث إنها اتخذت توجيهات فخامة الرئيس غطاء لجملة من التغييرات والقرارات التي "كرست نهج التجريب بالمتجرب" ومنهجية " قلع الثوم وزرع البصل"..التقليدية والتقليديون الجامدون الذين توقفت عقولهم وأفكارهم وحتى طموحاتهم عند زمن محدد لم يعد من المجدي التعويل عليهم في بناء الوطن ونهضته وتطويره وتنميته بل لقد غدا هؤلاء عقبة تعيق التنمية وتحبط التطلعات وتجهض القدرات والإبداعات وتعرقل السياسات والتوجهات والمبادرات ، وتعطل طاقات البلاد وكوادرها وتسفه أحلام جيل وآمال شعب ومقدرات وطن..!وكلا .. ثم كلا.. لن ينهض الوطن أو يتطور أو تعالج مشاكله وقضاياه بوجوه فقدت بريقها وسئمتها الحياة وعقول عقمت وتوقفت عن الإبداع ..!؟