شاحنة تحمل دقيقا تمر بمعبر كريم أبو سالم جنوب قطاع غزة يوم 22 مارس 2006.
غزة/14 أكتوبر / رويترز:سمحت إسرائيل بدخول شحنة من الملابس والأحذية للتجار الفلسطينيين في قطاع غزة للمرة الأولى خلال الحصار الذي تفرضه منذ ثلاث سنوات تقريبا على القطاع الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس).وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي انه يتم السماح بدخول ملابس وأحذية إلى قطاع غزة بصفة دورية في إطار مساعدات إنسانية. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يسمح فيها بدخول ملابس للتجار لبيعها.وذكر مسؤولون فلسطينيون ان البضائع وصلت إلى قطاع غزة الساحلي عبر معبر كرم أبو سالم. واضافوا ان من المتوقع وصول عشر شاحنات من الملابس والأحذية.وقال التجار الذين استوردوا البضائع ان الشحنة لن تكفي لتلبية احتياجاتهم وطالبوا إسرائيل بالإفراج عن المزيد من البضائع التي تحتجزها في موانئها البحرية منذ عام 2007.وقال مستورد يدعى زياد بربخ لرويترز بينما كان يتفحص بلهفة شحنة الملابس الخاصة به «بعضها له رائحة كريهة. استطيع ان اقول ان نصف البضاعة لا يزال جيدا لكن النصف الاخر اصابه التلف. اخشى انني لن اتمكن من تعويض ما انفقته».وقال تجار انه تحتم عليهم على مدى السنوات الثلاث الماضية دفع 2000 شيقل (نحو 540 دولارا) كل شهر من اجل تخزين بضائعهم في ميناء اسدود الاسرائيلي.وقال تاجر احذية يدعى اياد العجلة «الآن هم (حماس) يريدون اخذ ضرائب ايضا».وتقع الحكومة الاسرائيلية تحت ضغط دولي لتخفيف حصارها لقطاع غزة الذي تقول الامم المتحدة انه يعاقب سكان غزة البالغ تعدادهم 1.5 مليون نسمة بسبب سياسة حماس.وتحظر إسرائيل شحنات الاسمنت والصلب إلى غزة على أساس أن حماس يمكن أن تستخدمها لإغراض عسكرية.وتتضمن أيضا قائمة السلع التي تفرض إسرائيل قيودا على دخولها مواد يقول منتقدون انه ليس لها استخدام عسكري مثل كتب الأطفال وأقلام الطباشير الملونة.وتحصل غزة على معظم سلعها الاستهلاكية عبر أنفاق من مصر يديرها مهربون يضيفون لقيمة السلعة رسوما كبيرة.وتقيم مصر جدارا فولاذيا تحت الأرض لسد الأنفاق التي قصفتها إسرائيل مرارا منذ أن شنت هجوما على قطاع غزة قبل 14 شهرا بهدف معلن وهو كبح الهجمات الصاروخية عبر الحدود من غزة التي يشنها نشطاء فلسطينيون.وقال مسؤول مصري كبير شارك في التوسط في اتفاقات هدنة في السابق بين الجماعات المسلحة في غزة واسرائيل في بيان ان المصريين كثفوا الضغوط الدبلوماسية على الجانبين لتخفيف حدة التوتر في القطاع الساحلي.واضاف المسؤول «اجرت مصر اتصالات واسعة على أعلى مستوى مع كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية لاحتواء التوتر المتصاعد في قطاع غزة لمنع تدهور الموقف».وقتل نحو 1400 فلسطيني معظمهم من المدنيين و13 اسرائيليا معظمهم من العسكريين في حرب غزة التي اندلعت بنهاية ديسمبر كانون الاول عام 2008 وأوائل يناير كانون الثاني عام 2009 .