إسلام آباد/متابعات:تفجير فندق ماريوت أو أحداث العشرين من سبتمبر في باكستان حدث ضخم فرض نفسه بقوة على التاريخ الباكستاني. عشرات القتلى ومئات الجرحى في هجوم انتحاري هو الأعنف من نوعه.فقد نقل الحدث التوتر والعنف إلى العاصمة إسلام آباد دون استئذان، بما يضع علامة استفهام أمام حرب باكستان على “الإرهاب” ومدى جدواها بعد سبع سنوات من الانضمام إليها.وتزامن تفجير الفندق وهو الأكبر من نوعه في العاصمة إسلام آباد -بعد تفجير السفارة المصرية عام 1995م مع عمليات عسكرية عنيفة يشنها الجيش الباكستاني في مناطق باجور القبلية ووادي سوات ضد مقاتلي طالبان باكستان أدت إلى مقتل المئات من الطرفين ونزوح الآلاف وسط تساؤلات عن مستقبل هذه الحرب.يرى المحلل السياسي جاويد رانا أن الهجوم يحمل من حيث المبدأ بصمات حركة طالبان باكستان، ويقول إن طالبان أرسلت عبر هذا الهجوم تحذيرا قويا للحكومة عنوانه “إذا لم توقف الحكومة عملياتها العسكرية في الحزام القبلي فإن ما حدث سيتكرر مستقبلا”.وأضاف رانا أن الوقت قد حان كي تراجع الحكومة الديمقراطية سياستها في الحرب على الإرهاب وفق المصالح الوطنية العليا للبلاد وأن عليها وقف العمليات العسكرية التي تخوضها في باجور وسوات بضغط أميركي قبل فوات الأوان.يشار إلى أن الشاحنة التي اقتحمت فندق ماريوت كانت محملة بألف كيلو غرام من المتفجرات، وأدى التفجير إلى إحداث أضرار بالغة في الممتلكات فضلا عن تدمير مئات السيارات وقد سمع دوي الانفجار في جميع أرجاء العاصمة.وسارع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري عقب الهجوم إلى الإدلاء بتصريح قال فيه إن الحكومة لن تتهاون في مكافحة ما سماه بالسرطان مشيرا إلى أن الهجوم استهدف النيل من فرحة الشعب الباكستاني بعودة الديمقراطية إلى البلاد وقلب أفراحه إلى أحزان، بينما ذهب مستشار وزارة الداخلية رحمن ملك إلى التأكيد على استمرار فرض هيبة الدولة تحت أي ثمن.من جهته يقول المحلل السياسي فخر الرحمن إن “الوقت حان لكي تقول قيادات باكستان لا للولايات المتحدة ولا لحربها على الإرهاب” مضيفا أن هذه الحرب وضعت أمن باكستان على حافة الانهيار حسب تعبيره.وذهب رحمن إلى القول أن وقوع ستين هجوما عقب أحداث المسجد الأحمر مؤشر من المفروض أن يدفع الحكومة إلى مراجعة سياستها في الحرب على الإرهاب، لا سيما اليوم بعد أن ضرب العنف قلب العاصمة، في حين لم تكن باكستان تعرف هذا المستوى من التوتر قبل أحداث 11 سبتمبر ، كما لم يستبعد رحمن تورط أيد خارجية في الهجوم.يذكر أن تفجير ماريوت وقع عقب ساعات معدودة من خطاب الرئيس زرداري الأول أمام البرلمان والذي تعهد فيه بمواصلة مكافحة الإرهاب من جهة وعدم السماح لأي قوة كانت بانتهاك سيادة باكستان باسم الإرهاب من جهة أخرى، وهنا يرى مراقبون أن الهجوم كان بمثابة رسالة قوية للحكومة.وبانتظار إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم فإن الحقائق على الأرض تقول إن التوتر والعنف في باكستان سيبقى هو سيد الموقف حسب مراقبين.ويقول المحلل السياسي أسلم بت إن ما حدث هو من مخلفات تركة الرئيس السابق الجنرال برويز مشرف واعتماده سياسة استخدام القوة كما تريد واشنطن.