حطام سيارة بموقع تفجير في داغستان الروسية
موسكو/14 أكتوبر /رويترز :فاقت جمهورية داغستان الروسية جيرانها كمركز للعنف في إقليم شمال القوقاز ذي الأغلبية المسلمة والذي يلاقي الكرملين صعوبة في احتواء تمرد إسلامي مندلع فيه.وحول تفجيران انتحاريان في مترو موسكو في مارس اذار الانتباه العالمي نحو داغستان. فالسلطات انحت باللائمة في الهجومين اللذين اوديا بحياة 40 شخصا على امراتين من الجمهورية الواقعة على بحر قزوين ويسكنها 2.5 مليون شخص وهي اكثر الجمهوريات والمناطق الروسية من حيث التنوع العرقي.وبعد عشر سنوات على هزيمة الانفصاليين في جمهورية الشيشان المجاورة لافغانستان في ثاني الحربين المدمرتين اللتين خاضتهما ضد الحكم الروسي باتت الجمهوريات المسلمة في شمال القوقاز تشهد اعمال عنف.ويقول محللون ان قرب اقليم القوقاز من مدينة سوتشي التي ستقام فيها دورة الالعاب الاولمبية الشتوية عام 2014 يمثل مشكلة كبيرة للكرملين.فقد هزت سلسلة من التفجيرات وحوادث اطلاق النار داغستان هذا العام ما اسفر عن مقتل عشرات من رجال الشرطة والمدنيين والائمة والمحققين ورؤساء القرى.وذكر تقرير اصدره خبراء في شؤون الارهاب بمعهد مونتري للدراسات الدولية ان داغستان شهدت في الفترة من يناير كانون الثاني إلى يونيو حزيران 79 هجوما لمتمردين اسلاميين مقارنة مع 61 في الفترة نفسها من 2009. وقتل 52 من افراد قوات الامن في هجمات هذا العام.وقتل ما لا يقل عن 172 متمردا في انحاء شمال القوقاز ككل فضلا عن عشرات المدنيين والعملاء الحكوميين.وقالت نادرة عيساييفا رئيسة تحرير صحيفة تشيرنوفيك الداغستانية ان الفساد الحكومي قاد الشبان نحو الارهاب.وذكرت لرويترز في مقابلة “عندما يباع ويشترى كل شيء تكون الدولة قد توقفت عن عملها كقوة محركة للامور. الناس يبحثون عن مصير بديل.”واضافت “بهذه الطريقة يؤسلم الناس انفسهم ببساطة لان هذه المنطقة لديها قوانينها وتوجهاتها الخاصة وتنظم المجتمع من تلقاء نفسها.”وشهدت جمهورية الانجوش الصغيرة الفقيرة اكبر قدر من اراقة الدماء العام الماضي حيث استهدفت تفجيرات انتحارية الشرطة وتعرض رئيسها المدعوم من الكرملين يونس بك يفكوروف لهجوم كاد ان يودي بحياته.ويريد كثير من المتمردين المعتنقين لايديولوجية الجهاد العالمي اقامة دولة منفصلة تطبق احكام الشريعة الاسلامية.فاحياء المد الاسلامي الذي اعقب تفكك الاتحاد السوفيتي قبل نحو 20 عاما جاء بالشريعة التي يوقرها المتمردون والمواطنون العاديون على حد سواء ويقول البعض ان هذا التداخل يمكن ان ينطوي على خطورة. ويراقب الكرملين بقلق خضوع السلطة المركزية للافكار الاسلامية في المنطقة.وقال الفرع الداغستاني من التمرد الشهر الماضي انه يحرز تقدما بسبب تعاطف المواطنين معه.وذكر في بيان على موقع للاسلاميين على الانترنت “بالدعم النشط للمسلمين المحللين تنتقل السلطة (لنا).”وبدأت صحيفة داغستانية اخرى هي نوفوي ديلي الاسبوعية الشهيرة تخصيص قسم لرصد عدد القتلى في ما وصفته “بالحرب غير المعلنة”.وقال محللون ان تفجيرات مترو موسكو كانت اولى التفجيرات التي ينفذها داغستانيون لا شيشان في قلب روسيا ما يوضح تحولا في التمرد.وأضاف كريستوفر سويفت المتخصص في شؤون التمرد الاسلامي في جامعة كامبريدج ان زيادة نشاط المتمردين في داغستان قد يكون له صلة بشعور بالاهمال من جانب روسيا.ويوجد بداغستان اكثر من 40 مجموعة لغوية. وقال سويفت لرويترز في مقابلة “كان الداغستانيون يتطلعون الى موسكو كي تحل خلافاتهم الداخلية.” لكن موسكو اصبحت غير موثوق فيها.وأضاف “اذا اراد الكرملين ان يحكم هناك بفاعلية فعليه اولا ان يستعيد ثقة السكان المحليين. لن يستطيعوا دحر التمرد الى ان ينجحوا في ذلك.”وقالت الدراسة الامريكية ان عدد الهجمات في جمهورية كاباردينو- بلكاريا التي كانت هادئة في السابق - حيث نسف فيها من يشتبه بانهم متشددون اسلاميون محطة للطاقة الكهرومائية الاسبوع الماضي - ارتفع بأكثر من ثلاثة امثال من 12 الى 38 هجوما في الفترة من يناير كانون الثاني إلى يونيو حزيران.