قصة العدد
يكتبها / أبوبكر القيسيكان مازن متحمساً لسباق الغد الذي ستجريه إدارة مدرسته لتلامذة الصفوف الابتدائية.. لم ينم مازن في تلك الليلة، بل بات يتساءل في نفسه "من سيفوز؟" " من سينال الجائزة التي أعدها المدير"؟ :وفي مكان فسيح تجمع الفتيان الذين اختيروا للاشتراك في السباق... كان مازن من بينهم وقد بدت البسمة على وجهه وكان الجميع في حالة تأهب استعداداً للسباق... لم تمضِ بضع دقائق حتى أعطى المعلم الإشارة وبدأ السباق!.وبدأت الهتافات تعلو من جموع الحاضرين، وراح مازن يجري بأقصى سرعته آملاً في أن يفوز بالسباق، وبينما هو كذلك مر بقرب روضة السيارات .. كان في المقدمة.. وإذا به يهوي على الأرض وقد زلّت قدمه بقشرة موز كانت في طريقه!راح مازن يصرخ من وجع رجله، ويبكي وإذا بأم إحدى السيارات الصغيرة خارجة من المدرسة وقد أمسكت بيد ابنتها، ولما شاهدت مازناً اقتربت منه وراحت تهدئه وتقول له :لا تحزن يا صغيري .. ستفوز بالسباق إن شاء الله!التفت مازن وقد بدت الدهشة على وجهه من هذا المنظر الغريب وقال :كيف سأفوز وأنا على هذه الحال؟ و.... قاطعته السيارة قائلة : هيا قُم واصعد وراء مقودي فسأسرع بك إلى خط النهاية .. بعد لحظات انطلقت السيارة الأم وخلفها ابنتها السيارة الصغيرة وتخطت كل الأولاد ولم تمضِ بضع دقائق حتى كان مازن قد وصل إلى خط النهاية فعلت الهتافات والتهاني من الأصدقاء وراح مازن يلوح لهم بيده فرحاً وبينما كان يلوّح استيقظ على صوت أمه وهي تقول له :- هيا استيقظ فالرفاق قد سبقوك إلى السباق.فتح مازن عينيه ونظر حوله، لم يجد أحداً غير أمه فراح يتساءل :أين الحاضرون؟ أين تلك السيارة اللطيفة؟...وسرعان ما أدرك أنّه كان في حلمٍ جميل لم يرَ مثله من قبل!