أين صوت الشيخ الزنداني ؟! .. لم أسمعه حتى الآن (!!)
و كان الرد جاهزًا على إساءات الأوروبيين الجاهلية على أفضل الخلق وأكرمهم، محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.. لقال الحمقى إنّ الإساءة لسيدنا عيسى عليه السلام ردًا أمثل لكن قيم الإسلام العظيمة لا تجعل المرء مؤمنًا ما لم يصدق بالله وملائكته وكتبه ورسله.. ويبدو أنّ التحدي الأوروبي ماضٍ في غيه دون الانتباه إلى شعور المسلمين الذين لا يسجلون رقمًا ملتهبًا في المعادلة العالمية الساخنة بقدر اعتبارهم قطعان من البشر.. لا يرضى عنهم اليهود ولا النصارى حتى يتبعون ملَّتهم.الاعتبار الأوروبي الوحيد أنّ جهلهم بالدين الإسلامي وبحامل لوائه العظيم سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه.. هو مقياس رؤيتهم لأفاعيل وأباطيل كثير من الدُعاة الذين أرسلهم العالم الإسلامي بدءًا بفضيحة ملوك الطوائف في الأندلس الشماء الذين فشلوا في تقديم الصورة الإسلامية للمجتمعات الحضرية العصرية ومرورًا بالإرهابيين الملغمين الهاربين من جحيم حكومات العالم الإسلامي القمعية الوحشية إلى حرية الأديان العلمانية في البلاد الأوروبية وبدلاً من المكافأة لتلك المجتمعات التي تحترم الآخر كقاعدةٍ لها استثناءاتها وشواذها بدأ العمل على تكفير المتجمعات الكافرة.. وصار الضيف جلادًا في حضرة المضيف.. وتكوّنت صورة غير حميدة للمسلم الحقيقي صنعها عدوّنا في الغرب الذي استفاد من إمكانات العصر وتدفق المعلومات الهائل ليصنع الصورة الخبيثة للإنسان المسلم.. انتهاءً بتكوين صورة سيئة للغاية عن سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي تعرض للإهانة المباشرة في مسابقة رسوم كاريكاتورية فجة أثارت غضب ملايين المسلمين ولم تهدأ وتيرتها إلى الآن.التحدي الأوروبي مستمر.. وآخر ما قرأته أنّ صحفًا نمساوية أعادت نشر هذه القذارة على صفحاتها.. وكان الأمر أصبح عدوى مباشرة في الصحف الفرنسية والنيوزلندية والدنمركية والنرويجية والآن النمساوية وستأتي البقية.تحدٍ سافر لأننا لم نستطع أن نصيغ صورتنا كما ينبغي لنا على مدى عقودٍ طويلة كنّا نتبارى فيها على استخدام الفتاوى في تحريم الصورة والصوت ووسائل الإعلام الحر التي أتقنها الآخرون وصنعوا بنا ما أرادوا وظللنا نحن نتصارع : هل توصيل الكهرباء إلى المساجد حلال أم حرام؟! ووقف البقية ثابتين في لعن الاشتراكية والعلمانية وتحريم حلق اللحى وما هو نكاح المسيار (والفريند) والنكاح بنية الطلاق ومدى جواز زواج المتعة؟!. بينما وقف الغرب يبنون عالمهم (الأول) وصنّف الباقون إلى عوالم أدنى!!ربما كنّا نملك أساليب أخرى وأمضى في الذود عن نبينا الحبيب بدلاً من إحراق مبنى، والصياح المزعج الذي لن يرد إلينا كرامتنا ويخضع المسيئيين للاعتذار الصادق.فما كان ينبغي لنا فعله أن تكون السعودية صاحبة القلب الديني للأمة الإسلامية قائدة لحملة رد عاصفة تبدأها بعقد مؤتمر إسلامي عالمي لقادة الدول ورؤساء حكوماتهم للبت في قرار مقاطعة المنتجات وفسخ كافة العقود المبرمة مع أي دولة يتطاول صعاليكها على سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلّم مع الانتباه إلى تعويض التجار المتضررين من جراء هذه الإجراءات الحكومية، وتحفيز علماء الأمة الذين لا يخافون في الله لومة لائم.. على تهيئة الشعوب الإسلامية لترديد شعارات (الله أكبر، إلا محمد) على مدى الحملة التي لن تتوقف إلا عند إعلان القاذفين عن سوء نيتهم ومعرفة أي منقلب انقلبوا، أو عند الوصول إلى نتيجة مرضية للشعوب قبل الحكام، يرافق كل ذلك إستراتيجية إعلامية موجهة ودائمة نحو الغرب المسيحي والقول إنّ الإسلام ليس (أسامة بن لادن أو أبو حمزة المصري ومن على شاكلتهما فهم لا يشكلون شخصية النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم ولا أفكاره.. ولا سماحة ما جاء به.) والدعوة الصادقة لتبني حوار حضارات لا يقع في مأزق المصالح المشتركة أو المتضادة.قد يكون الرد الإسلامي في مجمله ضعيفًا وتهديدات اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية أو غيرها ستكون فعالة بعد أشهر.. وسنرى في النهاية أن اختبار الإساءة إلى الرموز الدينية الإسلامية زائل أثره بعد حين ولو طال.. فالاحتقان الشعبي واضح لكنه يخضع لاحتقان الحكام قبلهم مثلما حدث مع سورية التي أوعزت إلى متظاهرين بإحراق سفارة الدنمرك لتوصيل رسائل سياسية إلى الغرب الأوروبي أهمها إننا غاضبون من صمتكم تجاه الضغوط الأمريكية المخيفة..!!والمعروف أكثر ( أنّ سبّ الرسول) والعياذ بالله من ذلك.. عادة سمعتها من كثيرين من شباب الشام الذين لم ترتفع درجة حرارتهم لهذه العبارات القذرة.. إلا أنّها جاءت من دنمركي جاهل لا يستوعب حقيقة الدين الإسلامي البتة.وأظن أنّ من المعيب أن يأمرنا حكامنا لفعل كذا وترك ذاك حتى عندما يتوقف الأمر على رمزنا الديني الأكبر.الهوة تزداد اتساعًا.. ما بين تحدٍ أوروبي يعتمد على مبدأ الحرية المفتوحة وغضب واحتقان إسلامي يعمق مشاعر الكراهية بين الغرب المسيحي والشرق المسلم ويصل مداه إلى تعميق التصادم الإنساني.. ما لم يقف العالم الإسلامي وقفة رجل واحد يراعي فيها أنّ المفهوم السيء عن النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلّم لا يشمل كثير من دُعاة المحبة والسلام من مواطني أوروبا أو الغرب على وجه العموم.ومن حسنات هذه الوقفة الإسلامية الموحدة تبني مشروع اقتراح فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بالدعوة إلى استصدار قانون عالمي يحرم التطاول على الأنبياء والقديسين والصالحين في كل الأديان والمعتقدات العالمية، واحترام خيارات الأقلية فيما تعبد أو تقدس منطلقًا من ضرورات الخيارات الصعبة بمحاسبة كل المسيئين لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم.في النهاية أجد أننا أخطأنا بتقديم صورتنا الإسلاميةوشوّهناها أمام كل العالم على مدى عقود طويلة، فلم يكلف داعية إسلامي واحد نفسه أن يوضح للغرب الفرق بين زير النساء وضرورات زواج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم من إحدى عشر امرأة، ولم يكرسوا أبدًا مبدأ الحب في القرآن بين الله عز وجل وخلقه المسلمين.. ولم يشددوا على مبدأ التسامح الديني وما مفهوم الآية الجليلة (.. فقاتلوهم حيث ثقفتموهم..) .. وكثير من الآيات القرآنية شديدة الصيغة وعميقة المفهوم وما جئنا به إلى الغرب لم يكن غير الرصاص ولغة التكفير.. انتهى بهم إلى الخطأ الجسيم في سب خاتم الأنبياء واستعداء مشاعر أكثر من مليار مسلم بمختلف طوائفهم وأجناسهم.. وماذا لو كان سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه أو مولانا الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام.. هو المقصود من السب الكاريكاتوري اللعين لما أمكننا تخيل ردة فعلهم(!!).- سؤال يطل برأسه ويذكر الآخرين بشيعة إيران ولبنان الذين ضربوا مثلاً إسلاميًا راقيًا في تعاملهم مع أزمة الرسوم الأخيرة وردة فعلهم القوية تجاه نبي العالمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعكس الذين في العراق،.. وللقارئ المقارنة ومعرفة الفارق بنفسه(!!).- أيضاً مع كل الأدب.. لم أسمع صوت الشيخ الزنداني الذي أجله وأقدره، ولم أميزه في ظل الأصوات المتعالية في كل العالم الإسلامي.. أم أنّ تهديدات الإدارة الأمريكية بالقبض عليه بتهمة الإرهاب.. أسكتته إلى حين؟! سؤال مع كل الحب. وعتاب مواطن لعالمٍ كبير كحضرته.- نقف أخيرًا عند مفترق الطرق.. فما الذي يمكن لمسلمي العالم أن يختاروه.. أرجو أن لا تكون الاستكانة مع لعنات في الهواء.. هي الرد الأخير لنا!!ــــــــــــــــــــ* كاتب يمني / ذمار