بحثا عن إعلام مناصر لقضايا المرأة اليمنية
استطلاع/ عبدالله بخاش/ تصوير / توفيق العبسيلا تزال وسائل الإعلام العربية المرئية والمسموعة والمطبوعة تقدم الصورة للمرأة بطريقة تقليدية. حيث تعالج العديد من قضاياها بشكل روتيني نمطي لا يحقق هدف التمكين المنشود ، وبحسب خبراء في قضايا النوع الاجتماعي والاتصال فان ما تقوم به هو تكريس فكرة الحفاظ على الوضع القائم دون السعي إلى محاولة تغييره، أو تشجيع المبادرات الهادفة إلى ذلك.في حين لايزال دور الإعلام متفاوتا في دعم ومناصره قضايا المرأة وجعل الكثير من القضايا محصورة في برامج محددة . مما أدى إلى حدوث فجوة كبيرة بين النوع الاجتماعي ذكورا وإناثا في الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام .14 أكتوبر التقت عدد من المشاركين في الدورة التدريبية الخاصة بإعداد الرسائل الإعلامية من منظور اجتماعي واستطلعت آرائهم حول علاقة الإعلام بالمرأة والنوع الاجتماعي وغيرها من المواضيع وكانت الحصيلة التالية:[c1]دور متفاوت [/c]حورية مشهور نائبة رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة تحدثت عن أهمية الورشة بقولها “ تأتي أهمية هذه الورشة اولا إلى إن اللجنة الوطنية للمرأة في إستراتيجية تنمية المرأة له هدف كبير جدا متصل بالإعلام وضرورة الوصول إلى رسالة إعلامية ومناصرة لقضايا المرأة ،وضرورة تغير النظرة العربية للمرأة في وسائل الإعلام ، فالمرأة لم تصبح موجودة في إطار البيت وتقوم بدور ايجابي محدود ،ولكن هي الآن خرجت إلى المجتمع وطورت أعمال كثيرة في المجتمع كعاملة و كمنتجة ، وان كانت بصورة محدودة في مواقع صنع القرار ، نحن نريد من الإعلام أن يسلط الضوء على قضايا المرأة العاملة . مشاكل المرأة الريفية ، وماذا تعمل ، وماهي احتياجاتها ، وكيف يمكن أن تقوم بدورها في التنمية ؟ وأضافت : النساء الريفيات ينتقلن إلى أماكن بعيدة لجلب الحطب والمياة ، البنات الريفيات لا يكملن مرحلة التعليم الأساسي يتزوجن صغيرات . وهناك إشكالية كبيرة جدا في المجتمع خاصة في تنمية المرأة ، الإعلام يقوم بدور حميد ولكن ربما مازال تغطية هذا الجانب بصورة كاملة وكبيرة ، ربما السبب انه لا توجد نساء كثيرات في مواقع رسم السياسات في المؤسسات الإعلامية. وحول مناصرة وسائل الإعلام الرسمية والأهلية لقضايا المراة قالت : تتفاوت ادوار الوسائل الاعلامية في مناصرة قضايا المرأة ،لكن لا ينبغي ان نحصرها في برنامج محدد أو في صفحة من الصحف ، و يمكن إن نعمل في اتجاهين ، اتجاه توجيه وتخصيص برامج للمرأة تقوم بمناقشة قضاياها ومعرفة مشاكلها ، لكن في نفس الوقت قضايا المرأة تقاطعية وتتداخل مع القضايا العامة للمجتمع ، وعلى الإعلاميين أن يتناولوا قضايا المرأة في إطار المشكلات العامة ، لأنه من الصعوبة تخصيص جانب للمرأة في البرامج الإعلامية ، وعلى النساء دور كبير جدا في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية حتى تنهض باليمن وينبغي أن نسعى إلى استهدافها في التنمية [c1]فجوة النوع الاجتماعي [/c]أما الدكتورة/ أميمة جبران وهي معدة برامج باذاعة صنعاء فقد تحدثت بالقول” الورشة تحتوي على دور الإعلام في الصورة التي تقدم بها المرأة ، وماهي التطورات الحادثة في هذا الوقت ، وماهي التحديات التي تواجه إعداد البرامج أو الرسائل الإعلامية في وسائل الإعلام اليمنية ؟ وما يمكن أن تكون عليه هذه الصورة فيها، وكيف يمكن أن تساهم في تطور الصورة النمطية أو السلبية التي تقدم للمرأة ؟وأضافت انه لا يوجد( للأسف ) جهة للرصد أي رصد المواد الإعلامية الموجودة ولا حتى دراسة تناولت هذا الجانب ، ولكن مجهود شخصي ومعلومات حاولت جمعها وجدت أن كثير من الأشياء تأتي من الخارج للإعلام اليمني مثل المسلسلات والأفلام وغيرها ، وهي غير متناسبة مع المجتمع اليمني ، وتعرض صور غير متناسبة مع ثقافة المجتمع اليمني ، أما بالنسبة للبرامج فنحن نحاول أن نقدم الكثير من البرامج في الإذاعة والتلفزيون وارتباطها بالسياسة الإستراتيجية الوطنية للسكان . لأنها تعمم على هذه الجهات على أساس أن تصاغ بعض الرسائل التي تكون فيها تعليم للفتاه و صحة المرأة واشياء تتضمن وتتناسب مع وضيعة المرأة .وأشارت إلى وجود فجوة بين الذكور والإناث في الصورة المقدمة للإعلام ، بأنها تكرس الصورة النمطية للمرأة ، بالإضافة إلى عدم وجود المرأة في مواقع اتخاذ القرار يؤثر سلبا في عدم وجود هذه البرامج .[c1]فكر تقليدي [/c]من جانبها تحدثت السيدة /هينريتا أسود المستشارة الإقليمية للإعلام والاتصال بصندوق الأمم المتحدة للسكان عن أهمية الورشة واتجاهاتها فقالت “ بالنسبة للورشة هي مهمة وتوقيتها دقيق بالنسبة لدفع عجلة التطور التنموي للمرأة في اليمن وخاصة أن السياسات التنموية تركز على هذا الموضوع ، وتركز على تفعيل دور المرأة في المجتمع اليمني ، وتفعيل هذا الدور لا يقتصر على هيئة معينة ، ولكن المنظمات للمجتمع المدني والهيئات الحكومية والأممية معنية بهذا الموضوع، ولها دور ومسئولية في تفعيل دور المرأة ، كما إن المرأة نفسها لها دور كبير بتفعيل دورها خارج البيت والمجتمع .وأضافت “ توجهات الورشة هي كيفية دمج المفاعيل والتصور المستقبلي بشكل أفقي مابين المنظمات والإعلام والهيئات الحكومية المعنية بدور المرأة وقضاياها ودمجها بشكل أفقي حتى تستطيع توصيل القضايا والمشاكل بدرجة أولى ،وتقدم الصورة الحقيقية للمرأة في اليمن ، وهناك تطور حاصل لكن ليس كافي ، والصورة من الإعلام صورة نمطية لدور تقليدي للمرأة وبعض وسائل الإعلام تعالج هذه المواضيع بطريقة مازالت مرتبطة بالفكر التقليدي .[c1]صورة نمطية للمرأة [/c]فيما تحدث الدكتور / عبد الرحمن الشامي أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء عن صورة المرأة في الإعلام العربي بالقول “ الصورة التي انتهت إليها الدراسات الإعلامية تقول أنها نمطية إلى حد كبير ، وهناك أدوار ايجابية للمرأة وفق هذه النتائج ، لكن الغالب العام يتفق وكل النتائج على بعض الصور النمطية ، وان وسائل الإعلام تعكس أدوارها التقليدية في المقام الأول باعتبارها ربة منزل وأم مربية للأطفال وظيفتها الأساسية وظيفة منزلية حتى حينما تلجا إلى العمل . وهناك أسباب قد تكمن وراء هذا اللجوء إلى العمل هي أسباب اقتصادية والبرامج التي تناولتها الدراسات كثير وجدت أنها تركز على ما يتعلق بالجانب الاستهلاكي . حتى العاملات في الإعلام يتم توجيههن إلى جوانب ينظر إليها كان تعمل في البرامج المتعلقة بالمرأة سواء في التلفزيون أو الصحافة أو غيرها.هذه النمطية هي نتيجة لعوامل معقدة وممتدة الأجل وعوامل ثقافية واجتماعية وتمتزج مع بعض العوامل الدينية،خلاصة القول أن هناك صورة نمطية تحاول أن تضع المرأة في قوالب معينة ، ووسائل الإعلام هي وسائل تعمل على الحفاظ على الوضع القائم أكثر من أن تعمل على محاولة تغيير هذا الوضع وتشجيع المبادرات في عمليات التغيير .وأضاف بأنه وفقا للنشاطات في مجال الحركة القومية النسائية فإنهن يلقين التهمة بصراحة واضحة بأن وسائل الإعلام تتحمل المسئولية في ترسيخ الصورة النمطية للمرأة بهذا الشكل.[c1]مواضيع ناعمة [/c]وتحدثت الاستاذه / نادية السقاف رئيسة تحرير صحيفة يمن تايمز عن ورقة العمل التي قدمتها للورشة بالقول “ ورقة العمل تتكلم عن النمطية في تناول مواضيع النوع الاجتماعي في الإعلام ، وكيف أن الصحافة المطبوعة والمسموعة والمرئية والإعلانات تتعامل مع النمطيات والثقافة السائدة للنساء والرجال ، وأريد أن أقول أن نوعية التفكير في النوع الاجتماعي تنعكس على كيفية اختيارنا للمواضيع ليس من ناحية ما يكتب أو يعلق ، بل من ناحية من الذي يكتبه ، فإذا كان الموضوع عن النساء نعطيه لامرأة ، لكن إذا كان رياضة نعطيه رجل . فهذه مواضيع ناعمة تخص المرأة. لأننا لا نفكر أن المرأة ناعمة في كثير من المجتمعات,وأضافت أن النساء في المجتمعات الأكثر تطورا قد تحرروا من قبل حتى وصول الحركة الأنثوية، وان تمثيل النساء في وسائل الإعلام سواء كإعلاميات أومتخذات قرار. وأيضا تغطية المواضيع الإعلامية ، فبالإمكان وضع امرأة في الصفحة الأولى وهذه موجودة في قوانين إثبات النوع الاجتماعي . [c1]شراكة وطنية [/c]وتحدث هانس أوبيجن الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان بقوله “ يوجد في الصندوق ثلاثة أقسام رئيسية (الصحة الإنجابية ، النوع الاجتماعي ، قضايا التنمية والسكان) وأن قضايا المرأة مكون من النوع الاجتماعي ولها دور فاعل في مكونات الصحة الإنجابية خاصة انه يخص صحتها الشخصية ،كما يوجد في المكونات الثانية دور فاعل للمرأة ، ونحن في الصندوق مؤمنين انه بغير تمكين المرأة ومساندتها على حقوقها لم تتمكن من إيجاد تنمية اقتصادية واجتماعية في البلد ،وان مكون النوع الاجتماعي له علاقة بقضايا المرأة والمساواة ........الخ ، وأن الرسالة التي يعمل تحتها النوع الاجتماعي تساهم في تعزيز الحقوق الإنجابية بشكل رئيسي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان في الحقيقة هو القائد فيما يخص قضايا النوع الاجتماعي بين منظمات الأمم المتحدة وله دور قيادي لكل الشركاء الدوليين المانحين في دعم قضايا النوع الاجتماعي ، ونتطلع إلى شركاء وطنيين و تحفيزهم وتقويتهم ومساندتهم من أجل دعم قضايا الناس ، والصندوق يعتمد على الإعلاميين كشركاء رئيسين في توصيل الرسائل الواقعية عن واقع المرأة في الريف .[c1]نظرة قاصرة [/c]المشاركين الاعلامين في الورشة الذين حضروا من مختلف المحافظات للمشاركة واستعراض تجاربهم في هذا الاطار كان لهم وقفة معنا حيث تحدثت الأخت صديقة رحمة الله معدة برامج في القناة الثانية بعدن حول الموضوع بقولها “ لا تزال نظرة الرجال إلى النساء قاصرة وخاصة في أماكن العمل الإعلامي ، فيكتفون بإعطاء توجيهات ولا يقبلون المناقشة ، ويصروا على أرائهم بحسب ما يرونه ، فعندما نعمل رسائل إعلامية تتعمق هذه النظرة أكثر.وتمنت أن تخرج الورشة بمفاهيم حول تغيير نظرة المجتمع إلى المرأة، وحتى المثقفات من النساء لا تزال لديهن مفاهيم قاصرة.[c1]أساليب حديثه[/c]وتحدث الاخ / محمد جابر صلاح محرر في صحيفة 14 أكتوبر ومشارك بالقول “ نتوقع أن تخرج هذه الدورة بموضوعين وهما تعريفنا بمزيد من القضايا التي تعاني منها المرأة ، وكيف يجب أن يتعامل معها الإعلام بأساليب حديثة بحيث تعطينا توجه عام لهذه الرسائل ، ونلاحظ من خلال ممارستنا للعمل الإعلامي أن الإعلاميات لا يهتمين بالقضايا التي تعاني منها المرأة نفسها وتتجه إلى قضايا اخرى لا تخدم تلك القضايا . [c1]دعم قضايا المرأة [/c]أما الاستاذ / موسى بورجي – معد ومقدم برامج والمدير المالي لإذاعة الحديدة فقد تحدث بقوله “ إذاعة الحديدة هي إحدى الوسائل الإعلامية التي أنشئت قبل أكثر من 37عام وتناولت قضايا المرأة في برامجها منذ البداية مثل برامج الأسرة السعيدة وغيرها وأضاف بأن توجه الإذاعة الآن توجه جماهيري أكثر من توجه استديو فالإذاعة فيها الآن برنامج (عائلتي) ويعتمد على المادة المكتوبة والميدانية مساهمة منها في مناصرة ودعم قضايا المرأة وتشجيعها على المشاركة في مختلف نواحي الحياة .[c1]تقصير إعلامي [/c]أفراح محمد جمعة خان مذيعة ومعدة برامج في إذاعة المكلا “ ترى أن الوسائل الإعلامية التوعوية تكون من خلال البرامج الدرامية التي تقوم بإعدادها وإخراجها بقالب درامي يراعي أن تكون باللهجة المحلية حتى تفهم لعامة الناس متعلمين وأميين .كما ترى أن الإعلام مقصر كثير في توصيل الرسالة الإعلامية الاجتماعية بالشكل المطلوب.ونتمنى أن تخرج برؤية جيدة من خلال هذه الورشة التي تنظمها اللجنة الوطنية للمرأة .