الموصل/بغداد/14 أكتوبر/رويترز: أعلن مسئول بالشرطة العراقية أن سبعة أشخاص قتلوا من بينهم أربعة ضباط شرطة عندما اقتحم مهاجم انتحاري مجمع مركز شرطة في شمال العراق بشاحنة ملغومة يوم أمس الثلاثاء.وأصيب 17 شخصا بجروح في الانفجار في مدينة الموصل المضطربة حيث مازالت القاعدة وجماعات مسلحة أخرى نشطة في الوقت الذي تراجع فيه العنف في شتى أنحاء العراق بعد ست سنوات من الغزو الذي قادته أمريكا.وقال مسئول الشرطة الرفيع الذي طلب عدم الكشف عن هويته «المهاجم الانتحاري تحدث مع الحرس عند الباب الخلفي زاعما انه حضر للقيام بعمل في المجمع. منع من الدخول لكنه تمكن من اقتحام البوابة ثم فجر نفسه.»ويعتبر الجيش الأمريكي محافظة نينوى وعاصمتها مدينة الموصل التي تقع على بعد 390 كيلومترا شمالي بغداد من مسارح القتال الأخيرة في العراق في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأمريكية للانسحاب من البلاد خلال عام ونصف العام.وتشهد الموصل صراعات عرقية وطائفية. وعلى الرغم من أن غالبية سكانها من السنة العرب إلا أن الأقلية الكردية كانت تديرها إلى أن أعادت انتخابات المحافظات التي جرت أوائل العام نفوذا سياسيا للسنة.وكان غضب السنة من استبعادهم من السلطة قد وفر للقاعدة وبعض المقاتلين الإسلاميين السنة قدرا من التأييد بين السكان.وتراجعت الصراعات الطائفية التي فجرها الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 كثيرا لكن المسلحين مازالوا يشنون هجمات بسيارات ملغومة وتفجيرات انتحارية على أساس شبه يومي.على صعيد أخر أعلن الناطق باسم وزير الداخلية العراقية يوم أمس الثلاثاء أن العراق بدأ باستعمال طائرات من دون طيار لحماية حدوده الإقليمية مع دول الجوار.وقال اللواء عبد الكريم خلف الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية في مؤتمر صحفي في بغداد أن العراق «بدأ باستخدام تقنية جديدة لضبط حدوده مع دول الجوار وهي الطائرات المسيرة في معالجة الأهداف ليلا.»ووصف خلف هذا التطور بأنه «تقنية تستخدم لأول مرة في العراق وربما في الشرق الأوسط لضبط الحدود.»وعرض في المؤتمر الصحفي فيلم لصور التقطت من الجو أظهرت قيام مجموعة من الأفراد قال خلف أنهم من أفراد شرطة الحدود العراقية يلاحقون ثلاثة أشخاص أشار خلف إلى أنهم حاولوا التسلل إلى داخل الحدود العراقية ليلا قبل مايقرب من أسبوعين.وذكر خلف أن الطائرة المسيرة التي صورت الفيلم «تحمل تقنيات وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء لكشف المتسللين ليلا» وإنها تقوم بنقل المعلومات إلى مركز السيطرة الحدودي الذي بدوره يقوم بنقل المعلومات إلى القوات الأرضية لمساعدتها في الاستدلال على مكان تواجد المتسللين.كما اظهر الفيلم كيفية تمكن أفراد الدورية من الوصول إلى المتسللين وإطلاق النار عليهم وقتلهم.وكان العراق قد اشتكى في الماضي من عدم تمكنه من ضبط حدوده الإقليمية وفي الفترة التي أعقبت الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003 وقيام السفير الأمريكي بول بريمر الذي حكم العراق آنذاك بحل الجيش العراقي وقوات الأمن العراقية.وطالب العراق دول الجوار مرارا باتخاذ إجراءات لحماية الحدود المشتركة في محاولة لإيقاف والحد من عمليات التسلل على حدوده. وهي مطالب لم تنجح في وضع حد لعمليات التسلل التي كانت تجرى آنذاك.ورفض خلف الإجابة على سؤال عن الدولة التي تسلل منها المتسللون إلى داخل الحدود العراقية لكنه قال أنهم يحملون هويات عربية كما رفض خلف الإجابة عن سؤال عن عدد الطائرات بدون طيار التي يملكها العراق حاليا لكنه قال «عددها يكفي لحماية حدود العراق الدولية... التي تتجاوز 3600 كيلومتر.»وكان العراق قد أعلن قبل أسبوعين عن قيام طائرة أمريكية من نوع (اف 16) بإسقاط طائرة إيرانية من دون طيار داخل الأراضي العراقية. وأكد الجيش الأمريكي الحادثة وقال أنها وقعت نهاية فبراير. وقال العراق آنذاك أن الطائرة الإيرانية أسقطت على مسافة تقارب عشرة كيلومترات داخل الحدود العراقية.وقال خلف أن العراق تمكن من تطوير قدرته على مراقبة حدوده مع دول الجوار من خلال زيادة عدد المخافر الحدودية واستخدام تقنيات متطورة داخل مراكز القيادة الحدودية «لها القابلية على الحركة ومطاردة الأهداف المتسللة داخل الأراضي العراقية.»