إن تاريخ محاولات التحكم في الهجرة من الريف إلى الحضر هو تاريخ يتسم بالإحباط فقد حاولت ذلك أغلبية البلدان ذات الاقتصادات المخططة مركزياً ، خصوصاً بالحد من الهجرة إلى العاصمة ، دون جدوى أو محققة جدوى ضئيلة ، وقد ورثت حكومات كثيرة فيما بعد العهد الاستعماري الإجراءات الوحشية الخاصة بالنظم الاستعمارية فيما يتعلق بمنع النمو الحضري وكثيراً ما تجسد محاولات إعادة توجيه تدفقات الهجرة ووضع حد للتركيز الحضري عدم فهم التكنوقراطيين للأسباب التي تجعل المهاجرين يتنقلون ، وتحاول منهجياً السياسات الصريحة للحكومات أن تعمل على إزالة التركيز الحضري وعلى النقيض من ذلك، تعزز دوماً تقريباً سياساتها الضمنية وغير المقصودة ، التي تكون متطابقة عموماً مع قوى السوق ، ذلك التركيز .ولقد أدى ذلك إلى ملاحظة أن المجتمعات التي تسمح بحرية انتقال الناس داخل حدودها من المرجح أن تشهد انخفاضاً في الفقر في المناطق الريفية أما تلك التي تحاول أن تتحكم بالهجرة أو تحد من الانتقالات إلى البلدان والمدن وتعكس مسار تلك الانتقالات ، فمن المرجح أن تشهد تغيراً ضئيلاً أو تدهوراً في الأوضاع فيها ، فعلى سبيل المثال ، كانت تحركات السكان الداخلية محكومة بطريقة صارمة في كل من الصين وفيتنام إلى أن جرت عمليات الإصلاح فيهما بدءاً من عام 1978م وعام 1986م على التوالي وقد أنخفض الفقر في كلا هذين البلدين انخفاضاً حاداً خلال العقود التالية.[c1]* المصدر : (UNFPA)[/c]
عدم جدوى محاولة منع الهجرة من الريف إلى الحضر
أخبار متعلقة