من فتاوى الكفر بها إلى توأمتها بالعنف والفوضى والتخريب:
في البدء كانت فتاوى الكفر بالديمقراطية وتكفير دعاتها لحظة ميلادها توأماً للوحدة، ولا يبدو أن الخاتمة تقف عند فعاليات نسف الديمقراطية من الداخل وتشويهها بأعمال تخريبية فوضوية إرهابية شهدتها بعض المدن اليمنية تحت ستار الديمقراطية وشعاراتها.. وبين الحرب على الديمقراطية عن بعد بالفتاوى وتوأمتها بالفوضى والعنف في الساحات والشوارع سلسلة متصلة من الأعمال الإجرامية التي استهدفت الديمقراطية أكثر من أي شيء آخر مع وعقب كل خطوة مهمة وتجربة متطورة تضاف إلى رصيد وإنجازات المسيرة الديمقراطية اليمنية الرائدة.فعقب الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية في 1991م برزت إلى الساحة جرائم الاغتيالات الإرهابية.. وأتت نتائج انتخابات أبريل 93م متبوعة بانقلاب على الديمقراطية تطور إلى أزمة ثم ارتداد عن الوحدة وإعلان الحرب والانفصال... وأعقبت انتخابات 97م حوادث إرهابية استهدفت السياح والأطباء الأجانب والدبلوماسيين.. وبين الانتخابات الرئاسية 99 والمحلية 2001م وعلى مقربة من المناسبتين تصاعدت حوادث اختطاف واستهداف الأجانب والسفارات والمصالح الأجنبية وخاصة منها التابعة لدول صديقة كان لها حضور في دعم التجربة الديمقراطية ومشاريع تطويرها ومسيرتها.. وليس ببعيد عن هذا الترابط والتزامن تفجير المدمرة الأمريكية “كول” والناقلة الفرنسية “ليمبرج” وحتى اغتيال جار الله عمر جهارا نهارا في فعالية سياسية ديمقراطية مشهودة، وبفعل فاعل معلوم التوجه والانتماء والموقف من الديمقراطية..!! الفصل الأول من أعمال التمرد والتخريب في صعدة جاء عقب الانتخابات البرلمانية 2003م بينما مشهدها الأخير والأعنف حمل الرد الغاضب على نتائج الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006م والتي مازالت آثار ردة الفعل إزاءها تتصاعد وتتنوع من ساحة الديمقراطية بصنعاء إلى قطع الطرقات في الضالع وأعمال العنف والتخريب في عدن ولحج والمكلا وغيرها.. ومع كل جديد في الشأن الديمقراطي يتضح جديد العداء المطلق لهذا الإنجاز الحضاري اليمني الذي اختاره الشعب منهج حياة وأداة بناء ووسيلة لفرض الإرادة الجماعية على رغبات ونوازع التسلط الفردية والشللية والفئوية.ولسنا بحاجة إلى التذكير بالهزيمة التي ألحقها الشعب بأحزاب اللقاء المشترك ومرشحيها وبرنامجها السياسي “الانقلابي” عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والمحلية التنافسية التي شهدها الوطن وشهد بنزاهتها وتميزها وشفافية إجراءاتها العالم بأسره في الـ20 من سبتمبر 2006م.وعلى الرغم من أن أحزاب المشترك “مجتمعة ومنفردة” مارست على السلطة والحزب الحاكم ولجنة الانتخابات وعلى الرئيس وعلى الشعب وحتى على المنظمات الخارجية كل ما استطاعت ممارسته من أساليب المزايدة والابتزاز – ليس خلال الحملة الانتخابية والإرهاصات التي سبقتها وحسب – بل وقبل ذلك بفترة كبيرة... حيث بدأت تحرض وتستثير الشارع وتستفز السلطات وتزايد على معاناة الناس وتشوه صورة النهج الديمقراطي وتشكك في السجل الانتخابي الذي شاركت في إعداده وتكوينه من خلال ممثليها في لجان القيد والتسجيل واللجان الانتخابية بجميع المراكز والدوائر الانتخابية وفي عموم المديريات والمحافظات وعلى مستوى كافة قطاعات اللجنة العليا للانتخابات وفي جميع مراحل القيد والتسجيل وتحرير وتصحيح جداول الناخبين بدءً من انتخابات 93م وانتهاءً بانتخابات 2006م.وليس جديداً القول بأن الذين حاولوا الانقلاب على الديمقراطية والوحدة بافتعال الأزمة ثم بإعلان الانفصال عام 94م لم يفعلوا ذلك إلا من هول الصدمة التي أعمت بصائرهم عقب الهزيمة التي تلقوها عبر صناديق الاقتراع في 27 أبريل 1993م في الانتخابات البرلمانية التي جرت بشفافية مطلقة وعبر خلالها الشعب عن إرادته الحرة ومنح ثقته وأصواته ومعها أغلبية أول برلمان منتخب في الجمهورية اليمنية لمن استحقها ليفاجأ الشعب بعد تلك الانتخابات مباشرةً بمن كانوا يتغنون بالديمقراطية ويزايدون عليها وهم يعلنون كفرا بواحا بها وحربا مدمرة ضدها وضد الوطن والوحدة والمكتسبات الثورية.وليس من الأسرار التذكير بمواقف “الإخوان المسلمين” التيَّار الذي كان نواة تجمع الإصلاح، والذي عمل ضد الوحدة طوال مراحل العمل السياسي الذي سبق وحدة الوطن... وبمبرر أن “التوحد مع الشيوعيين كفر” صوت التيار المتطرف في مجلس شورى الجمهورية العربية اليمنية ضد الوحدة صبيحة 22 مايو90م وعمل التجمع اليمني للإصلاح على تعبئة الجماهير للتصويت “ضد دستور الجمهورية اليمنية” الذي وصفوه بالعلمانية والانحراف عن الشريعة وغيرها من الأوصاف خلال حملة التوعية للاستفتاء على دستور دولة الوحدة بعد قيامها بأشهر الذي كان استفتاء ضمنيا على الوحدة ذاتها...وليس من قبيل الجهر بالسوء التذكير بتلك الفتاوى التي أصدرها كبار متخصصي “فتاوى التحليل والتحريم” الذين كشفوا عن توجهاتهم الانتهازية بعد أن شعروا بتورطهم في تعبئة أنصارهم وتابعيهم ضد الديمقراطية فعادوا لإصدار الفتاوى الاستثنائية التي مفادها أن الضرورات تقتضي خوض غمار المنافسة الانتخابية والدفع بالرجال والنساء والأطفال إلى مراكز القيد والتسجيل والاقتراع.. لتحقيق أهداف وغايات مؤقتة.. وبعد أن كانت الديمقراطية كفرا أو الانتخابات زندقة وصوت المرأة عورة وخروجها إلى العمل السياسي فسادا وكفرا مبينا تحول العمل السياسي والانتخابي بفعل فتاوى “فقه الضرورات” إلى جهاد في سبيل الله ومرابطة في الثغور..”لدرء المفسدة الكبرى بمفسدة صغرى” وعلى أساس “فقه الضرورات” شهد برلمان 93م في أولى دورات انعقاده الصفقة الانتهازية الشهيرة التي تم على أساسها “الإبقاء على المعاهد العلمية مقابل الإبقاء على مصنع صيره”..وليست أعمال التأجيج والتحريض على الفوضى والشغب وأعمال العنف واستهداف الوحدة بمشاريع كيد ضيقة أول محطة تجمع وصولية اليمين وانتهازية اليسار وأبواق مشعلي الحرائق وسماسرة الارتهان الذين خرجوا من الجحور والمقابر والمزابل.. فلا زالت آثار أعمال العنف والتمرد والتخريب والفتنة التي شهدتها بعض مديريات صعدة باقية وحية تذكرنا بها مفردات خطاب الزيف والتحريض ومواقف السقوط في مستنقع المؤامرة التي استهدفت الوطن والوحدة والثورة والديمقراطية والمنجزات ودماء الأبرياء من مواطني صعدة وإخوانهم من أبطال الجيش والأمن.وهي الفتنة التي بلغت ذروتها مرتين: إحداهما عقب الانتخابات البرلمانية 2003م .. والثانية عقب الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006م.. وهما المناسبتان الديمقراطيتان اللتان خرجت منها وعلى أساس نتائجها تلك القوى المفلسة مثقلة بهزائم ديمقراطية مستحقة لم تتعظ منها بقدر ما اعتبرتها مبررا لمضاعفة حقدها على النهج الديمقراطي والمكتسبات والمنجزات الوطنية..ولسنا هنا بصدد نبش القبور للبحث عن أدلة الإدانة لقوى وتيارات وشخصيات ما انفكت تلقي أوراق وقصاصات ومفردات تورطها في استهداف الوطن ووحدته وثوابته واستقراره وديمقراطيته.. ولكننا نقف عند محطات مهمة وأحداث بارزة وشواهد ماثلة للبصر والسمع نتذكرها ونذكر بها ومن خلالها بأياد ملوثة وقوى تأبطت الشر والحقد وامتهنت التآمر والتخريب والعبث.. وتحالفت مع مشاريع استهداف اليمن وثورته ووحدته وديمقراطيته ومنجزاته ونهضته التنموية بعد أن تحرر من الطغاة والمستعمرين، واستعاد قوته ووحدته، ليغدوا رقماً صعباً في المنطقة، وانتهج الديمقراطية نظاماً ووسيلة بناء وتقدم وتحضُّر، فأصبح منارة حرية في المنطقة تثير إعجاب العالم ودهشة الدنيا بأسرها، بصرف النظر عن ريبة المرتابين وتوجس المتوجسين.. الذين وجدوا في حنق وسخط وحقد من تلاحقت هزائمهم الديمقراطية “خلال التجارب الانتخابية الماضية” مدخلاً لتغذية الفوضى والعنف والتطاول على الدستور والقوانين والثوابت واستهداف الأمن والاستقرار والمنجزات والمسيرة الديمقراطية، لتغدوا كل هذه المفردات والمنغصات شوائب ونتوءات تشوه الوجه المشرق.. بل وألغاماً وأخاديد تهدد مسيرة البناء والتنمية والتقدم والازدهار والديمقراطية.ولأن الديمقراطية ثمرة نضال شعب حقق الثورة والوحدة، وهي عنوان قوة واستقرار واستقلال ونهضة ورقي، وهي أداة تحصين ضد مشاريع التآمر والانقلابات، وهي أداة بناء ووسيلة تعايش آمن وتداول سلمي للسلطة، وهي كذلك صمام أمان الحاضر والمستقبل، وهي سلاح الشعب لمجابهة الظلم والتسلط ومقارعة الزيف والتآمر وممارسة حقوقه والتعبير عن توجهاته وفرض إرادته الجماعية على الإرادات والأمزجة والأهواء الفردية والفئوية الطائشة، وهي وسيلته السلمية لردع المتطفلين والانتهازيين والمتسلقين والمتاجرين بقضاياه وهمومه وأحلامه وتطلعاته.. لأن الديمقراطية تعني كل هذه المفاهيم والقيم، فقد كانت وما زالت الديمقراطية هدفا أول وصدرا أول يتلقى طعنات الخناجر المسمومة والسهام الغادرة من قوى الطيش والعبث والحقد والتآمر والارتهان والتسلط والتطرف والإرهاب..هذه القوى التي ارتدت قميص الديمقراطية لممارسة الشمولية والإقصاء والتسلط، وكل سلوك يجسد الأنانية والعجب والصنمية والنرجسية.. ورفعت زوراً شعارات الحرية وحق الرأي والتعبير، وتبنت فعاليات تحريضية وتخريبية من خلال تظاهرات ومسيرات واعتصامات وسلوكيات هي في الأساس وسائل تعبير ونضال سلمي مشروع وتنتمي إلى حزمة مظاهر الحياة الديمقراطية إذا لم تكن ملغمة بأعمال العنف ومفخخة بالتعبئة التحريضية العدائية التخريبية التي تنسف مشروعيتها وأحقية القائمين عليها في ممارستها قبل أن تحقق أهدافهم في نسف السكينة والاستقرار والقفز على الثوابت واقتراف جرائم التفكيك والتفتيت والتخريب والعبث وتشويه الصورة الحقيقية للديمقراطية التي لا تعني الفوضى..لا جديد في طابور العداء والحقد على الديمقراطية سوى أولئك الذين تكشف الممارسة الديمقراطية بين تجربة وأخرى صنميتهم وشموليتهم وزيفهم وقصر قاماتهم وضيق آفاقهم وصغر أحجامهم.. فتلحقهم بحفنة المهزومين الذين تقزمهم إرادة الشعب وأصوات الجماهير... فتتبخر شعاراتهم وتتساقط أقنعتهم لتظهر وجوههم الكالحة وأبواقهم الحاقدة وضمائرهم المعطوبة متلبسين جرم النكوص والارتهان لمصالح ضيقة ومشاريع ارتزاق وابتزاز لا يتبناها ولا يلتحق بها إلا من هانت عليه نفسه قبل أن تهون عنده قيم الحرية والمواطنة والانتماء الأصيل لوطنه وشعبه وحاضر ومستقبل أمته.لا إضافة تذكر لهذا الطابور من مهزومي الداخل ومأزومي الخارج سوى تلك العناصر الإرهابية المتطرفة التي أقلقها التوجه الوطني الجاد لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتجفيف منابع العنف ليعم السلام والحوار والاعتدال والوسطية وطن الوحدة والحرية والسلام، وهو التوجه الذي زادها حقدا على النظام والديمقراطية والوحدة والاستقرار وقيم المحبة التي لا تحترمها ولا تؤمن بها أصلا..قالوا ومازالوا وسيظلوا يقولون أنهم دعاة حرية وتحرر وديمقراطية ونضال سالمي.. والخ.. لكن أقوالهم ودعاواهم تلك تتبخر بنار الحقد وشرارات العبث المتطايرة من مواقد ومحارق المؤامرات التي ينسجونها ويحيكونها ويجاهرون بها قولا وفعلا وممارسات... ولسنا بعيدين عن أعمال العنف والقتل والاعتداء والنهب والسطو التي تعرض لها المواطنون الأبرياء وأصحاب المحلات التجارية والباعة المتجولون ورجال الأمن في شوارع صنعاء وعدن ولحج والمكلا والضالع.. كما أننا لم ولن ننسى أعمال وخطابات التحريض التي كشفت - وعلى ألسنة قيادات أحزاب المشترك وشركائهم اللامحدودين- حقيقة النوايا التي يضمرونها للشعب والوطن والوحدة والديمقراطية.. ويكفي أن نتذكر - على سبيل المثال لا الحصر- قحطان المشترك وهو يدعو ويتوعد وينادي بـ”تقويض النظام” وقبله حميد الإصلاح وهو يدعو إلى “ثورة شعبية” وقبلهما فتوى متوكل القوى الرجعية بـ”مشروعية وضرورة الاستقواء بالخارج”.. وبالأمس القريب انبرى ياسين عبدالرزاق “المحامي والقيادي الناصري” يقول إن الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو “حل المؤتمر الشعبي العام” وخروجه من السلطة التي منحها إياه الشعب بإرادته الحرة.. وهاهو العتواني يطالب “باستقالة حكومة الحزب الحاكم”.. وعبدالوهاب الآنسي يؤكد حاجة البلاد إلى “إنقاذ”... ومن بين شعارات “حقوق المتقاعدين” يصرخ المعطري بأعلى وأنكر صوت ليقول أن ما يمارسون من فوضى وتخريب “لا علاقة له بحقوق متقاعدين” وإنما يرتبط بـ”جيش دولة”.. ويجيبه باعوم من المكلا بـ”نفي الاعتراف بالجمهورية اليمنية” والتحريض على التحرر مما أسماه احتلال “ج.ع.ي”.. وفي خضم كل هذا الزيف والعبث تتداعى أبواق الفتنة والتآمر إلى ترك القتلة وعدم محاسبة ومحاكمة المعتدين والمخربين والساعين في الأرض فسادا وتآمرا وتخريبا من الحوثي إلى النوبة.. ومن الذرحاني إلى الخيواني.. ومن خلية صنعاء إلى خلايا باعوم والمعطري..وبقايا الملاحقين من ربائب حاضنات الإرهابوكما هو حاصل ويتكرر في كل محطة تآمر على الديمقراطية ونكوص عن قيمها ومسيرتها ينبعث من دهاليز الفتنة ومزابل التاريخ النباشون والنخاسون وتجار الأزمات والفتن وحفارو الأخاديد والخنادق... فيطالعنا الأصنج “مروجاً لمؤامرات ومتآمري الداخل والخارج”.. ويقفز الحكيمي “سمساراً في سوق مواشي” والبيضاني دجالاً يتأبط الثورة والنضال والريادة على طريقة ملكات الرقص الشرقي اللواتي لا يروق لإحداهن أن تطل على رواد حانتها إلا بالجملة الافتتاحية الشهيرة “سماع هص”.. ومن وراء وأمام وحوالين هؤلاء تتعالى أصوات وفقاعات النطائح والمترديات والموقوذات وما خلفت الهوام كل بحد سكينة غدر.. فتنبعث الروائح وتتجلى الحقائق وتتساقط الأقنعة ويكشف كل مغرد وناعق عن هواه ونوازعه..وبين كل هذا الركام من الزيف والشتائم والقبح والتعري والسفور والمجاهرة الوقحة بكل ماهو سوء تتجلى حقيقة صلابة وقوة ورسوخ النهج الديمقراطي ذي الفضاءات الرحبة على مختلف المستويات.. وتتجلى عظمة وحكمة وحلم القائد الوحدوي الديمقراطي الفذ المتسامح علي عبدالله صالح وهو ينتقي ويتتبع من بين شعارات ودعاوى ومزايدات الفوضويين ماله صلة بحقوق الناس ومطالبهم ومعاناتهم ويسارع إلى التعاطي معها بإيجابية وروح وطنية ديمقراطية وإحساس عال بالمسئولية، ويتجاهل النباح والزيف والشتائم والتطاولات... ويترك للأفعال وحدها كشف الباطل من أقوال الزور والبهتان.. بل ويزيد على ذلك تأكيد وتجسيد مقولته المتكررة “سنعالج أخطاء وسلبيات الديمقراطية بمزيد من الديمقراطية”.ومن بين ثنايا حلقات التآمر والفوضى والحقد والعبث المتصلة ببعضها أداة وسلوكا ومواقيت، يتأكد لأي متابع عادي - قبل المتابع السياسي- أن النهج الديمقراطي كان ولا يزال هدفا مشتركا تصوب نحوه سهام التآمر... باعتباره ثمرة نضال وحصيلة عطاء وعلامة نهوض واستقرار وتنمية، ومعلما بارزا من معالم رسوخ وتحقيق أهداف الثورة المباركة، ودليلا ناصعا على صوابية المسيرة الوحدوية التي كانت الديمقراطية ولا زالت وستظل تتصدر خيراتها وثمارها..ومثلها تلتقي وتتداخل فصول المؤامرات والدسائس، يلتقي في محطاتها أعداء الثورة والنضال بالناكصين عن الوحدة والأعداء الخُلَّص للديمقراطية، ورويدا رويدا اتسعت الحلقة بعد أن التحقت بها تيارات الإرهاب والتطرف وانظم إليها بقايا المرتهنين وفلول الشموليين وذوي العاهات المزمنة، وإن اختلفت غاياتهم ومشاريعهم ورؤاهم إلا أن أفعالهم وجرائمهم “مجتمعين ومنفردين” تصب جميعها في خانة العداء المطلق والحرب الشعواء المعلنة للديمقراطية، التي كشفت الممارسة الحقيقية لمفرداتها على مدار 17 عاماً حقيقة وحجم تلك القوى والتيارات والشلل.. التي ما انفكت تحسب نفسها على الشعب قوى ذات حضور وأحقية في الوصاية والتسلط والاستغلال البشع لجهود ونضالات الشعب وخيرات الوطن..وعلى هامش من كل هذه الضوضاء وكل ذلك الضجيج وكل هذا العبث وكل هذه المزايدات وكل هذا التتابع لفصول الإجرام والفوضى والمكر, يزداد وعي الشعب وإدراكه لحقيقة من يعمل لتحقيق أحلامه وتطلعاته ومن يقف في صف أعدائه ومستهدفي وجوده ورفاهيته ومصالحه ، ويتضح للجماهير اليمنية من يشاركها البناء والكد والعرق ، ومن يحمل في وجهها معاول الهدم والدمار ويزرع الشوك والألغام ويشعل الحرائق في طريقها الممتد نحو الرفاهية والازدهار .[c1][email protected][/c]