اكرا /14اكتوير/ رويترز: أبلغ الرئيس الأمريكي باراك اوباما الأفارقة أمس السبت بأن المساعدات الغربية يتعين أن تجد في المقابل حُكما رشيدا وحثهم على تحمل مسؤولية أكبر في القضاء على الحروب والفساد والأمراض في القارة.بعث أوباما بهذه الرسالة في أول زيارة يقوم بها لأفريقيا جنوب الصحراء منذ توليه الرئاسة في يناير ي كأول رئيس أسود للولايات المتحدة. واختار غانا التي تتمتع بالاستقرار والديمقراطية لاعتقاده بأنها يمكن أن تكون نموذجا لباقي دول أفريقيا.وبعد حضوره قمة الثماني التي اتفق الزعماء فيها على إنفاق 20 مليار دولار لتحسين الأمن الغذائي في الدول الفقيرة شدد أوباما على أن الولايات المتحدة مُستعدة لتقديم المساعدة لكنه أوضح انه يتعين على الأفارقة القيام بدور قيادي في تسوية مشاكلهم الكثيرة.وأكد أوباما في كلمة أمام برلمان غانا أن التنمية تعتمد على الحُكم الرشيد مضيفا «هذا هو العنصر المفقود في أماكن كثيرة للغاية ومنذ وقت طويل للغاية. هذا هو التغيير الذي يمكن أن يُطلق طاقات أفريقيا. وهذه هي المسؤولية لا يمكن أن يفي بها سوى الأفارقة (أنفسهم).»وفي كلمة شملت أكبر تفصيلات لوجهة نظره بشأن سياسته الأفريقية انتقد أوباما الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان الشائعة بأفريقيا محذرا من أن النمو والتنمية سيتأخران ما لم يتم التصدي لهذه المشاكل.وأضاف اوباما «لا يمكن لدولة أن تكون ثروة إذا استغل زعماؤها الاقتصاد لإثراء أنفسهم أو إذا أمكن شراء ذمم رجال الشرطة من قبل مهربي المخدرات. لن ترغب أي جهة أعمال في الاستثمار في مكان تقتطع فيه الحكومة 20 في المئة منه.»وأكد أن الولايات المتحدة لن تفرض أي نظام للحكم ولكنها ستزيد المساعدة لأولئك الذين يتصرفون بصورة مسؤولة.وتلقى زيارة أوباما لغانا صدى كبيرا بسبب الجذور الإفريقية للرئيس الأمريكي وهو ابن لمهاجر كيني. وأشار في كلمته إلى خلفيته وكفاح أجداده في مواجهة الفقر والحكم الاستعماري.وقال الرئيس الغاني جون اتا ميلز الذي جاء إلى السلطة في انتخابات شفافة تتناقص مع الصور النمطية للفوضى والانقلابات والفساد في أفريقيا « نرحب بالإشارات الإيجابية التي تبعث بها هذه الزيارة وستظل تبعث بها.»وأضاف «يشجعنا هذا الأمر على الحفاظ على المكاسب التي حققناها في عمليتنا الديمقراطية.»وراح أعضاء البرلمان يرددون هتاف «نعم..يمكننا» وهو شعار حملته الانتخابية القديم قبل أن يبدأ أوباما كلمته وعندما اختتمها بنفس هذه الجملة. وكان استقبال الحشد أكثر حرارة من الاستقبال الودي لكن غلب عليه الفتور في موسكو في وقت سابق من الأسبوع الجاري.وأشار أوباما أيضا إلى النجاح الاقتصادي لغانا.وساعدت إصلاحات اقتصادية في غانا المنتجة للكاكاو والذهب والتي تستعد لبدء ضخ النفط العام المقبل على جذب استثمارات وتحقيق نمو بشكل لم يسبق له مثيل قبل تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية.وغطيت حوائط وأعمدة كهرباء بملصقات لاوباما وميلز وبجانبهما كلمة « التغيير» وهو الشعار الذي رفعته الحملة الانتخابية لأوباما.وكان كثير من الغانيين الذين ارتدوا قمصانا صفراء عليها صورة أوباما إلى جانب ميلز يأملون في أن يلقوا نظرة على اوباما الذي ينظر إليه على انه بطل في القارة بسبب جذوره كأبن لمهاجر كيني. ولكن الإجراءات الأمنية المحكمة كانت تعني أن قلة هم الذين تمكنوا من تحيته.ومن المقرر أن يزور أوباما قلعة كيب كوست التي استخدمت في تجارة العبيد عبر الأطلسي. وسيقضي أوباما وعائلته أقل من 24 ساعة في غانا قبل عودته إلى الولايات المتحدة.