آراء
خالد عبد الكريم الكوري تم تأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في يوم 9 سبتمبر عام 1948 أي قبل 60 سنة من الآن . كان ذلك ثمرة أتى بها النضال الشاق والطويل الأمد الذي خاضه الشعب الكوري من أجل استقلالية الأمة .في أوائل القرن الماضي تحولت كوريا إلى مستعمرة للامبريالية اليابانية من جراء ضعف قدرة دولتها . في أحلك فترات احتلال اليابان العسكري لكوريا ( 1905-1945) من تاريخ الأمة الكورية الممتد إلى 5000 سنة تم إبداع فكرة زوتشيه التي تكون نواتها الأساسية هي الاستقلالية وفكرة سون كون الخاصة بتحقيق قضية استقلالية جماهير الشعب بالسلاح من قبل الرئيس كيم أيل سونغ ( 1912 - 1994) وتم خوض النضال المناهض لليابان الذي يشمل الأمة كلها باتخاذ النضال المسلح للجيش الثوري الشعبي الكوري ( أصل الجيش الشعبي الكوري ) محوراً له تحت رايتها ، فتحررت كوريا من نير حكم الإمبريالية اليابانية في يوم 15 آب عام 1945. ولكن وقعت كوريا في الأزمة الخطيرة التي تأتي بانقسام أرضها وأمتها إلى شطرين من قبل الجيش الأمريكي الذي أحتل جنوبي كوريا بحجة “ تجريد الجيش الياباني المنهزم من الأسلحة فاضطر الشعب الكوري إلى خوض النضال الجديد لترسيخ سيادته على نطاق الأمة كلها منذ الفترة الأولى من بناء المجتمع الجديد في عام 1948 حين كانت الولايات المتحدة تحاول إدامة تقسيم كوريا عن طريق اصطناع “ الانتخابات الانفصالية” في جنوبي كوريا طرح الرئيس كيم أيل سونغ الخط الخاص بإقامة الدولة المستقلة الديمقراطية الموحدة بإجراء الانتخابات العامة على نطاق كوريا كلها ومن ضمنها كوريا الجنوبية. فتم أخيراً تأسيس، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية طبقاً للآراء العامة للأمة الكورية كلها في يوم 9 سبتمبر من نفس العام .إن تاريخ جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الذي يمتد إلى 60 سنة حافل بالنضالات من أجل الدفاع عن سيادتها وتمجيدها .وفي يونيو عام 1950 أشعلت الولايات المتحدة نيران الحرب الكورية في فترة ما بين عامي( 1950 - 1953) لتحقيق مطامعها في السيطرة على كوريا كلها عن طريق خنق الجمهورية الفتية التي لم تمض على تأسيسها سوى سنتين ولكن الشعب الكوري دافع عم سيادة الجمهورية بشرف . إذ أحس الشعب الكوري حتى النخاع بمدى قيمة سيادة البلد والأمة من خلال حياة العبودية والذل الاستعماري لمدة 40 سنة ماضية ناضل خلال بإرادة وعزيمة مستميتة ضد المعتدين. فمنيت الولايات المتحدة بالهزيمة النكراء في الحرب الكورية رغم أنها كانت تتبجح بأنها الأقوى في العالم. بعد الحرب أيضاً دافعت الجمهورية بثبات عن سيادتها محطمة التهديدات والاستفزازات العسكرية المستمرة من جانب الولايات المتحدة وواصلت الولايات المتحدة الاستفزازات العسكرية على الجمهورية، مثل تسلل السفينة التجسسية المسلحة والطائرة التجسسية في إقليم كوريا لكنها تعرضت للعار والانتكاس في كل مرة بسبب المواجهة الصلبة مع الجمهورية.لم تمس ضغوط شوفيني الدول الكبرى وتدخلهم ناهيك عن تهديدات الامبرياليين وأعمالهم الاستفزازية بالجمهورية على الإطلاق . ذات مرة أرغمت البلدان الاشتراكية الجمهورية على انضمامها إلى سيف ( مجلس التعاون الاقتصادي ) وهي تتشدق “ بالاقتصاد المندمج” ولكن الجمهورية لم تتردد ولم تتخل حتى قيد أنملة عن التمسك بخط بناء الاقتصاد الوطني المستقل و لم يكن لكوريا المبدأ والجرأة الصلبة المتمثلة في معالجة كل المسائل حسب إيمانها وإرادتها الاستقلالية فانهارت اشتراكية كوريا في غمرة انهيار البلدان الاشتراكية العديدة واحدة تلو الأخرى في أواخر القرن الماضي . كانت المواجهة مع الولايات المتحدة التي كانت تلجأ إلى الحملات العنيدة لخنق كوريا الاشتراكية بذريعة “ الملف النووي “ منذ أوائل تسعينات القرن الماضي كانت ذروة في نضال الجمهورية من أجل حماية سيادتها.حتى في الظروف القاسية من المحن والمصاعب التي لا مثيل لها في السابق، الناشئة من جراء أزمة الحبوب الغذائية والأزمة الاقتصادية الشديدة في ذلك الوقت دافعت كوريا عن اشتراكيتها وسيادتها متصدية لوحدها للقوى الامبريالية المتحالفة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية المتبجحة بأنها “ الدولة العظمى الوحيدة “ في العالم .ذهبت محاولات الولايات المتحدة الأمريكية لعزل كوريا الاشتراكية وخنقها أدراج الرياح وأقامت بلدان أوربا الغربية العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية متتالية بعد ما كانت في عدائها ونفيها متمشية مع الولايات المتحدة في القرن الماضي فارتفعت مكانة الجمهورية الدولية أكثر من ذي قبل .في هذا العالم حيث لا تتفوه حتى الدول الكبرى العديدة بكلمة واحدة كما ينبغي متصدية للأعمال التعسفية والانفرادية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية المتبجحة بأنها “ الدولة العظمى الوحيدة” في العالم تتقدم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بجدارة على الطريق الذي اختارته بإيمانها وجسارتها وهي ترد بحزم على “ تشدد “ الولايات المتحدة بأعلى التشدد فليس من المصادفة أن ترتفع في المجتمع الدولي أصوات الثناء على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قائلة إنها “ حصن الاستقلال”.[c1]* مواطن كوري يعمل في اليمن [/c]