قال إ ن فترة الهدوء للحوار يمكن أن تكون أسبوعا أو شهرا
القاهرة/14 أكتوبر/رويترز: توقع الرئيس المصري حسني مبارك أمس الثلاثاء عقد مصالحة بين الفصيلين الفلسطينيين الكبيرين فتح وحماس وتسوية خلافاتهما عبر الحوار مشددا على استعداد مصر للتوسط.وقال في مقابلة مع القناة الأولى للتلفزيون المصري ان الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة لا يستطيعون الانفصال لكن الجانبين يحتاجان إلى فترة هدوء يعودان خلالها إلى العقل والمنطق ويستأنفان الحوار.وأضاف "أعتقد أنه بعد فترة هدوء خاصة أن لديهم مجلسا تشريعيا لهم ( حماس) فيه أغلبية سيقوم تفاهم بينهما."وردا عن سؤال قال مبارك ان فترة الهدوء التي يحتاجها الفلسطينيون لبدء الحوار يمكن أن تكون أسبوعا أو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أو شهرا.وردا عن سؤال عن مدى الاستعداد الذي لمسه لدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحوار قال انه لن يقبل بأي حوار قبل فترة تهدئة.وقال "رئيس السلطة (الفلسطينية) بشر أيضا. حين يسمع أنهم كانوا يدبرون له عملية اغتيال على غرار العملية التي دبرت لاغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري وغيرها طبعا سيكون مشدودا.. ولن يقبل أي حوار. المسألة تحتاج فترة تهدئة وأن/ يرجعوا للعقل والمنطق وبعد أن تهدأ العملية يمكن أن يتكلموا مع بعضهم البعض."وكان مبارك وصف استيلاء حماس على قطاع غزة بأنه انقلاب على الشرعية الفلسطينية وقالت الحكومة المصرية أنها لا تعترف إلا بشرعية عباس.لكن مبارك قال في المقابلة أمس الثلاثاء إن حماس بدأت الاضطرابات في قطاع غزة لكن القتال جعل زمام الموقف يفلت بسرعة ووقعت السلطة الفلسطينية في "خطا كبير" حين فقدت السيطرة.وفي خطاب ألقاه في مؤتمر القمة الرباعي الذي عقد في منتجع شرم الشيخ يوم الاثنين وضم زعماء مصر والسلطة الفلسطينية والأردن وإسرائيل دعا مبارك إلى حوار فوري بين الفلسطينيين لكنه لم يوضح ما إذا كان يتحدث عن فتح وحماس.وفي رد فعل أولي على أحداث غزة نقلت مصر بعثتها الدبلوماسية لدى السلطة الفلسطينية من قطاع غزة الى الضفة الغربية وسحبت وفدا أمنيا منها كان يتوسط بين الفصائل الفلسطينية.لكن مصر طلبت من إسرائيل أن تسمح بدخول الأغذية إلى غزة فضلا عن توفير إمدادات المياه والكهرباء وغيرها من الخدمات.وقال مبارك ان وفودا من الفصائل الفلسطينية زارت مصر موضحا أن سياسة بلاده في التفاوض مع جميع الفلسطينيين لم تتغير.وشدد مبارك في المقابلة على أن قمة شرم الشيخ لم تكن ردا على استيلاء حماس على قطاع غزة بل لدفع عملية السلام.وقال ان القمة "كانت مرتبة قبل ما حدث في غزة وهي من أجل إطلاق عملية السلام... نحن لا ندخل أي طرف خارجي ليتفاهم فيها (الخلافات بين الفلسطينيين) ونحن نتوسط بين الطرفين لكن مطلوب مرحلة هدوء."ورد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على سيطرة حماس على غزة بعزل الحكومة التي تتزعمها حماس وتشكيل حكومة طواريء في الضفة الغربية. وأدى ذلك الى انقسام الأراضي الفلسطينية الى قسمين أحدهما تسيطر عليه حماس وهو قطاع غزة بينما تهيمن حركة فتح على القسم الأخر الأكبر وهو الضفة الغربية.وقال مبارك للتلفزيون المصري ان التفاهمات التي توصلت إليها قمة شرم الشيخ شملت عدم تدخل أي طرف في المشكلة بين فتح وحماس.وأضاف "هذه مشكلة داخلية بين الفلسطينيين وبعضهم البعض... ستأخذ وقتها وتحتاج فترة هدوء من أجل أن يستطيعوا أن يبدأوا في إجراء حوار."وسئل عن دور إيران في أحداث غزة فقال "الإشاعات كثيرة وطالما ليس لدينا دليل قوي على هذا لا أستطيع أنا مثلا أن أقيم اتهاما على أحد."