أثمار هاشم“جلوس المرأة على الكرسي زنا” هذه هي الفتوى التي تفتق عنها ذهن داعية مصرية تدعى (ام انس) والتي نشرته صحيفة روز اليوسف وعدداً من المواقع الالكترونية، حيث اعتبرت هذه الداعية بأن الكراسي والأرائك والكنبات انما هي من المفاسد التي بليت بها امتنا لانها تجعل الجالس يسترخي وفي استرخاء المرأة عليه مدعاة للفتنة والتبرج فالمرأة بذلك تمكن الرجل او الجن من نفسها وبذلك يصبح جلوسها على الكرسي زنى خاصة وان الجلوس يولد أحاسيس شتى كانت قد اختبرتها الداعية ام انس مسبقاً هي وبعض من تصفهن بالتائبات لدى فهي تحرم استخدام الكراسي واقتنائها والجلوس عليها والنظر اليها وكأن النظر الى الكرسي سيولد في نفس المرأة رغبات محرمة لدى فهي من خلال موقعها الالكتروني قد وجهت الدعوة للجميع للقيام بواجبهم الجهادي المتمثل بتكسير الكراسي في المدارس والمستشفيات وغيرها من الأماكن التي وضع فيها العلمانيون والفسقة الكراسي لاغواء الامة وافساد عقيدتها الصحيحة كذلك من ضمن الاسباب التي دعت (ام انس) الى تحريم الكراسي لان رسولنا الكريم لم يستخدمها مطلقاً فهي صناعة غربية واستخدام المسلم لها معناه الإعجاب بكل ما أنتجه الغرب الذين هم أعداءنا وعليه يصبح الجلوس على الارض بإقتداءاً بالرسول والسلف الصالح وفي ذات الوقت تذكير لنا بعظمة الخالق.باعتقادي الشخصي بأن مثل تلك الفتوى يستحيل ان تصدر من شخص عاقل بل من شخص به لوثه من جنون هذا اذا أخذنا بعين الاعتبار كذلك بعض الفتاوى الآخرى والتي تستهدف المرأة كتحريم لبسها للكعب العالي والذي يظهرها بقامة اكثر مما هي عليه وبالتالي فإنه يعتبر نوعاً من إبداء الزينة التي لايفترض بالمرأة إبدائها وتحريم دخول المرأة للانترنت الا بمحرم شرعي لها ولن ننسى بالطبع الفتوى التي أصدرتها الداعية السورية (منيرة القبيسي) والتي حرمت على المرأة النوم بجوار الجدار خشية ملامسته لاجزاء حساسة من جسد المرأة.بالله عليكم في أي عصر نعيش نحن الان! هل اصبح الحديث باسم الدين لدى البعض سهلاً للغاية هكذا ام ماذا؟ ام اصبح العمل الدعوي مهنة يتهافت عليها الجميع حتى وان لم يكونوا يمتلكون مقومات العمل الدعوي؟حقيقة الامر بات ان من الصعب جداً معرفة مايريده منا هؤلاء الدعاة ولماذا يركزون على اشياء تافهة لايقبلها عقل او منطق ويدعون امور اهم في حياة البشر تستدعي الوقوف عليها، فهل يريدون منا ان نتخلى عن كل مظاهر المدنية التي نعيش فيها ونعود للعيش في الصحراء لنرضي (أم انس) بالجلوس على الارض اسوة بالسلف الصالح وحتى نرضي منيرة القبيسي فإننا لن ننام في بيوت بل في خيام حتى لانلامس أي جدار ونمشي حفاة لكي لانلبس أحذية بكعب عالي ولا نستخدم الانترنت مطلقاً ان يأتي يوم تصدر فيه فتوى تحدد للمرأة الاوقات التي يجب عليها ان تتحدث فيها وكم جملة مسموح لها باليوم الواحد وغيره من فتاوى زمننا العجيب هذا.وختاماً اقول بأن هناك الكثير والكثير من الفتاوى اللامنطقية وان كنت اخترت مايتعلق بالنساء فقط لاني ارى كماً من الجرائم ترتكب بحقها باسم الدين والدين منها بريء.
|
آراء حرة
تكسير الكراسي واجب جهادي
أخبار متعلقة