قصة مسلسلة..
تأليف / رجاء علي حويلةولكنها سمعت البقرة تهمس في أذنها:لاتخافي، قولي له.وكان الأمير ينتظر جوابها، وشجعها قائلاً:- لا تخجلي.. قولي: من أنت؟فقالت علياء:- أنا علياء بنت الحطاب. وبيتنا قريب من هنا. ومدت إصبعها تشير إلى البيت. فقال لها الأمير:- أنا معجب بك ياعلياء، وغداً أحضر مع والدي. ولا بد أنك تعرفين لماذا.فأحمر وجه علياء خجلاً، وزادت دقات قلبها، ولم تجب.فقال الأمير:- إلى اللقاء غداً يا علياء!وبعد ذهابه سمعت علياء صوت البقرة يقول:- عودي إلى البيت ياعلياء وضعي لخالتك في صحن طعامها ملعقة من شحمي، تنم ثلاثة أيامٍ، وحين تصحو يكون كل شيء قد أنتهى.- وبيتنا؟ كيف نستقبل الأمير والملك والملكة في بيتنا القديم؟قالت البقرة:- خذي عظماً من عظامي، ومرريه على أثاث البيت، يصبح كله جديداً أنيقاً. ثم نامي مطمئنة، وانتظري غداً زيارة الأمير ووالديه.والآن.. اخلعي ملابسك الجديدة، تعد إليك الملابس القديمة، واحملي الملابس الجديدة معك إلى البيت، ولا تجعلي خالتك ترها بين يديك. إلى اللقاء يا علياء! وإن احتجت إلي فتعالي إلى التينة العتيقة.عادت علياء إلى البيت، وغافلت خالتها، حتى دخلت غرفتها، وأخفت فيها الملابس الجديدة. وخرجت إليها، وكانت غاضبة من غيابها الطويل. وما إن رأتها حتى أمرتها بتحضير العشاء.وضعت علياء ملعقة من شحم البقرة في صحن الخالة، فأكلت كل ما فيه من طعام. وراحت في نوم عميق، لن تصحو منه إلا بعد أيام ثلاثة.وفي اليوم التالي قالت علياء لأبيها:- أبي لا تذهب اليوم إلى العمل!- لما يابنتي؟قالت علياء:- سيحضر إلى بيتنا الملك والملكة والأمير. لقد رآني الأمير البارحة، ويبدو أنه سيخطبني منك.لم يصدق الأب كلام ابنته وظن أنها تحلم، فقامت من فورها، وارتدت ملابسها الجديدة. ومررت العظم على الأثاث، فغدا جديداً وأنيقاً كما قالت البقرة.دهش الأب عندما رأى ذلك، وسأل علياً وعلياء عن السر في كل ذلك. فحدثته علياء بالقصة من أولها إلى آخرها. حدثته عن البقرة الصفراء وما قدمت لهما وعن الخالة وما فعلته بهما.وما كان أعظم فرحة حين حضر الملك والملكة والأمير إلى بيته طالبين يد علياء للزواج من الأمير. وتمت الخطبة، وحدد يوم الزفاف.ولما استيقظت الخالة من نومها، ربطها الأب بحبل، ودلاها في البئر، حتى اعترفت بكل ذنوبها، وعاهدته على التوبة والإقلاع عن أفعالها الشريرة، وسامحها علي وعلياء على ما اقترفت يداها.وبعد أيام أقيمت الأفراح والليالي الملاح، سبعة أيام بلياليها. وحضر المدعوون من كل أنحاء المملكة للمشاركة في عرس الأمير على علياء، وحملت اليهما الهدايا، وذبحت الذبائح، وتمنى الجميع لهما السعادة والسرور. ولم تنس علياء وعلي والأمير الذهاب إلى شجرة التينة العتيقة، بين الحين والآخر، لزيارة البقرة الصفراء حيث بقيت روحها وصوتها يرفرفان ويدعوان للجميع بعيش سعيد وعمر مديد. وطيب الله عيش السامعين.* ماما رجاء