إسلام أباد / رويترز:دعا البرلمان الباكستاني الهند أمس الأربعاء إلى الموافقة على عروض باكستانية للتعاون في التحقيق في هجمات مومباي وأدان “دق طبول الحرب” في البلدين النوويين. وتتصاعد التوترات بين باكستان والهند منذ مقتل 179 شخصا الشهر الماضي في هجمات في المركز المالي للهند والتي اتهمت نيودلهي متشددين مقيمين في باكستان بارتكابها. وأدانت باكستان هجمات مومباي ونفت ضلوعها في أي هجوم وعرضت التعاون مع الهند في التحقيق ولكنها حذرت في الوقت ذاته من أن رغبتها في التعايش السلمي يجب ألا تفسر على أنها ضعف من جانبها. ووافقت الجمعية الوطنية في باكستان بالإجماع على قرار يبدي مساندته للحكومة ويحث نيودلهي على أن تستجيب لمساعي إسلام أباد لنزع فتيل التوتر بمساع مماثلة. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية مالك عماد خان أثناء مناقشة القرار “تدعو الجمعية الوطنية الباكستانية...الهند إلى الاستجابة للاقتراحات البناءة التي قدمتها حكومة باكستان.” كما حثت الجمعية الوطنية الهند على ضبط النفس وعدم تشجيع الأنشطة التي تضر بجهود السلام الإقليمية. وأضافت الجمعية الوطنية أنها “تدين دق طبول الحرب في وضع لا تمثل فيه الحرب خيارا مقبولا نظرا للقدرات النووية لكلا البلدين.” وتوالت منذ الهجمات التصريحات النارية من أطراف مختلفة أغلبها من معلقين في وسائل الإعلام لدى الجانبين. وعلقت الهند عملية سلام مستمرة منذ خمس سنوات تحاول باكستان دفعها للأمام. وقال مسؤولون في الهند إنهم سيجعلون كل الخيارات مطروحة في تصريحات فسرتها وسائل إعلام هندية على أن الرد العسكري ممكن. غير أن معظم المحللين يعتقدون أن التوترات لن تتصاعد إلى حرب. وقال الميجر جنرال المتقاعد من الجيش الهندي أشوك ميهتا وهو محلل أمني إنه يتوقع استمرار التصريحات الحادة حتى تعطي الهند باكستان الدليل الذي تقول إنه بحوزتها على تورط متشددين مقرهم باكستان. وقال ميهتا لرويترز “سيستمر الوضع هكذا حتى تقدم حكومة الهند الدليل إلى حكومة باكستان عبر القنوات الدبلوماسية وهو ما تتردد الهند بشأنه لأنها لا تريد كشف مصادرها.” وصرح رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بأن بلاده مستعدة وان كانت الحرب مستبعدة. وقال للصحفيين في مدينة لاهور بشرق البلاد “هناك ضغط عام هائل على الحكومة الهندية بسبب فشلها المخابراتي (في منع هجمات مومباي) وهي تريد الآن أن تقدم كبش فداء.” وأضاف “لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب ولكن إذا حاولوا القيام بهذه المغامرة فإن الأمة الباكستانية موحدة. كل القوى في باكستان موحدة.” وطلب وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي من باكستان أمس الثلاثاء تجنب “هستريا الحرب” ومحاربة المتشددين.وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ للصحفيين “القضية ليست قضية الحرب بل الإرهاب واستخدام أراض في باكستان لتشجيع هذا الإرهاب ومساعدته والتحريض عليه.”