حذرت دراسة طبية تشيكية حديثة من أن التدخين أثناء قيادة السيارة يزيد من احتمالات وقوع حوادث السير بثلاث مرات أكثر من غير المدخنين . وأكدت الدراسة أن النيكوتين عندما يؤخذ بكميات قليلة أي بمعدل سيجارتين أو ثلاثة فانه ينشط عمل الدماغ في حين عندما يؤخذ بكميات اكبر فانه يخمد نشاط الدماغ لان التدخين يجعل وضع الاوكسحين في الدم يتدهور الأمر الذي يجعل وظائف الدماغ تتأثر بذلك عاجلا أم أجلا، كما أن التدخين يضيق الشرايين وبالتالي فان وضع الدورة الدموية في الجسم يصبح أسوأ ولا يتدفق الدم بالشكل المطلوب إلى الدماغ . ونبهت إلى أن رد فعل السائق المدخن يكون عادة ابطأ من رد فعل غير المدخن كما أن الإمساك بالسيجارة وتحريكها يشتت انتباه السائقين . وأشارت الدراسة إلى خطر آخر سبق لعلماء في جامعة كينتوكي الأمريكية قد نبهوا إليه أيضا هو أن الرؤية في السيارة حيث يدخن السائق تكون عادة أسوأ ولاسيما ليلا الأمر الذي يؤدي إلى وقوع عدد اكبر من الحوادث . وأكد المحلل النفسي التشيكي الذي ساهم في وضع الدراسة كاريل هافليك المتخصص بعلم نفس السائقين أن الطيارين لا يسمح لهم بالتدخين لان الأبحاث أكدت أن تدخين سيجارة واحدة قبل الإقلاع يضيق مجال الرؤية للعين ويصعب عملية التمييز بين الألوان وذلك بنسبة 20، وانه أجرى بحثا ميدانيا موسعا على عشرات السائقين فتبين له أن تأثير التدخين عليهم يعادل تأثير التدخين على الطيارين . وأشارت الدراسة إلى أن بعض المواد التي تحتويها السيجارة وهي نحو 4000 مادة تؤثر سلبا على الكريات الحمر، وان رد فعل الجسم عادة يكون الشعور بالتعب وبأداء وظائفه بشكل أسوأ الأمر الذي ينعكس على مقدرة السائق على الإدراك والتركيز وهذا الأمر يجبر المدخن على أن يشعل سيجارة وراء أخرى، ومع ذلك فان تصحيح الوضع لا يحدث بل على العكس تتعمق الحالة.ويؤكد المحلل النفسي التشيكي أن السائقين المدخنين يشعلون سجائرهم حتى عندما يكون بصحبتهم في السيارة أناس لا يدخنون الأمر الذي يشير إلى ميلهم للتمتع بشعور مريح بالنسبة لهم بغض النظر عن مشاعر الآخرين، كما أن هذا الأمر يمكن أن يشير أيضا إلى أنهم لا يأخذون بعين الاعتبار مسالة التأقلم مع الوضع السائد على الطرقات . وشدد على أن البحث الذي قام به يؤكد أن بين السائقين المدخنين يوجد عدد اكبر من الناس الذين لديهم ميل نحو التصرفات الخطرة وخرق القواعد الاجتماعية وقواعد السير من السائقين غير المدخنين . و تنصح الدراسة المدخنين الذين يريدون قيادة سياراتهم لسفرات طويلة بالاستراحة كل ساعتين وعدم ممارسة التدخين فقط خلال هذه الاستراحة وإنما أيضا ممارسة الحركة من خلال التمرين أو الركض كي يجري تنشيط عمل الدماغ ووصول الدم إليه بشكل أفضل. كما تنصحهم بشرب الماء العادي وليس المشروبات الغازية الحلوة المذاق وتناول الطعام الخفيف ولاسيما الخضار والفواكه، وأيضا تغذية الدماغ بالسكريات الموجودة في الفواكه أو العسل أو العنب وليس بتقديم النيكوتين له .
تدخين السائقين يضاعف وقوع الحوادث
أخبار متعلقة