قصة قصيرة
أمل احمد عبدَّّّّّنكانت ليلة مقمرة،تسللت أشعة القمر بهدوء زجاج نافذتي فأصبح كل شئ بلون القمر حتى وجه أختي تسللت إليه حزمة من أشعته واستقرت فوق جبينها .الصمت يلف المكان ويحتويه، أفراد أسرتي استسلموا للنعاس، لا أثر لأحد في الشارع حتى السيارات التي كان النهار صاخبا بضجيجها لم يبق لها أثر.وفجاءة نباح كلاب بددّ ذلك الصمت كدويّ قنبلة.تسارعت دقات قلبي، أصبحت جزء من ذلك الكرسي ضممت كتابي بشدة.النباح يرتفع رويدا رويدا،تساءلت لعل لصا بالخارج وإلا فلماذا هذا النباح . قادتني قدماي نحو النافذة ،ألصقت وجهي بزجاجها،القمر يتوسط السماء وضوءه يستقر في الشارع المقابل لي ،حملقت بعيني ،شئ ملفع بالسواد مستندا بصندوق للقمامة والكلاب تحاصر المكان وينطلق من عيونها ما يشبه اللهب بينما تتلوى ألسنتها كثعابين، أنها امرأة مرتدية عباءة سوداء وتحتضن شيئا ملفوفا بقطعة بيضاء،أطل طفل برأسه من خلفها ارتسمت على وجهه ِابتسامة بريئة اشتدّ النباح مدت يدها للخلف وأعادت رأسه التقطت بعض الحصى صوبتها نحو الكلاب برشاقة ،تراجعت الكلاب للخلف ،دست رأسها في الصندوق وراحت تعبث بيدها فيه وتناول طفلها فتات خبز فيقضمها بنهم ،وفجأة حملقّ بعينيه شدّثوبها من الخلف التفتت إليه بهلع ضربت ظهره بباطن كفها ،هزته بعنف ،إلا أنه ظل محملقا ،محاولة أقوى جعلته يقذف ما سد حنجرته ،ضمته لصدرها ،تطلعت نحو السماء، رفع عيناه ببراءة وأشار بأصبعه نحو القمر ،وقال :_أمي ذلك رغيف خبز!مسحت على رأسه، ضمته، ارتفع صوت المؤذن، انحنت تلتقط تلك القطعة، أمسكت بيده وسارت بخطى سريعة إلى أن اختفت.[c1]المكلا الاثنين 29 /9/ 2008م[/c]