مقديشو/14 أكتوبر/رويترز: قال سكان ومصدر امني إن مسلحين اختطفوا صحفيين غربيين اثنين قرب العاصمة الصومالية مقديشو أمس السبت. وقال المصدر الأمني إن الاثنين اللذين يعتقد إنهما استرالي وكندية اختطفا فيما يبدو أثناء زيارة مخيمات للنازحين المدنيين في مدينة ايلاشا. وقالت فطومة علي وهي مدرسة بإحدى المدارس الابتدائية في ايلاشا عبر الهاتف «سمعنا أن مسلحين مجهولين اختطفوا صحفيين أجنبيين اثنين .. رجل ابيض وامرأة بيضاء.» وقال محمد اجوس مدير الأمن في فندق شامو بمقديشو إن الاثنين كانا مقيمين في الفندق. وقال «تركانا هذا الصباح لزيارة مخيمات النازحين في ضواحي مقديشو.»، وأضاف «الآن لا يمكن العثور عليهما في أي مكان. كان برفقتهما مترجم صومالي وكانا سيزوران مناطق في منطقة شابيلي السفلى.» وجاءت عملية الخطف بعد يوم من استيلاء المتمردين الصوماليين على ميناء كيسمايو الجنوبي الاستراتيجي من ميليشيا قبلية موالية للحكومة بعد قتال سقط فيه 70 شخصا على الأقل. في سياق آخر قال المكتب الدولي للشحن البحري أن قراصنة فتحوا النار على سفينة شحن يابانية قبالة سواحل الصومال ولكن السفينة تمكنت من النجاة من محاولة الاختطاف. وخلال الأسبوع الجاري اختطفت أربع سفن في الممر البحري الحيوي الذي يربط أسيا وأوروبا في واحدة من اخطر مناطق المياه في العالم مما أثار مخاوف من أن القرصنة هناك يمكن أن تتفاقم. على صعيد آخر تناثرت الجثث في هذه البلدة الساحلية الإستراتيجية في جنوب الصومال وحلقت طائرات مجهولة فوق الرؤوس أمس السبت بعد يوم واحد من سيطرة متمردين على المدينة بعد قتال سقط فيه 70 قتيلا على الأقل. وسقوط كسمايو في يد متمردي حركة شباب المجاهدين يوجه ضربة أخرى للحكومة الصومالية المؤقتة التي وقعت في الأسبوع الماضي اتفاق سلام مع بعض الشخصيات المعارضة الأمر الذي لم يؤد على ما يبدو إلا إلى إذكاء العنف في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي. وقال محمد فرح (55 عاما) أحد سكان المدينة «نجمع الآن الجثث الملقاة في الشوارع.»، ومضى يقول «المدينة هادئة اليوم (أمس) ونحن مشغولون بدفن ضحايا القتال. المتمردون في الميناء والمطار المهجورين والناس هنا تتطلع إلى استئناف أعمالها.» وتشن جماعة حركة الشباب المجاهدين منذ مطلع العام الماضي تمردا يتبنى نهج المسلحين في العراق تستخدم فيه هجمات المورتر وتفجير قنابل تزرع على جوانب الطرق والاغتيالات ضد الحكومة الصومالية الانتقالية والقوات الإثيوبية المتحالفة معها. وهنأ متحدث باسم متشددي المعارضة الذين يتخذون من إريتريا مقرا لهم المتمردين على استيلائهم على البلدة الرئيسية. وقال إسماعيل أدو من تحالف إعادة تحرير الصومال «سنواصل حربنا على رجال الميليشيات وكل القوات إلى أن نحكم البلاد كلها بالشريعة.»، وأضاف قائلا في اتصال هاتفي من أسمرة «سنشكل بإذن الله إدارة لكسمايو في الأيام القادمة.» وكانت معارك المدفعية التي اندلعت يوم الأربعاء الماضي حول البلدة الساحلية الأعنف منذ شهور في المنطقة. وقال عمال خدمات طبية إن 140 شخصا على الأقل أصيبوا. وقال سكان خائفون إنه يمكن رؤية طائرات كبيرة مجهولة تحلق في المنطقة منذئذ. وقال حسين أحمد (35 عاما) «لا نعرف ماذا سيحدث لكننا خائفون.»، ولم يتضح من الذي أرسل الطائرات. وصنفت الولايات المتحدة التي شنت في الأشهر الأخيرة هجمات جوية داخل الصومال حركة الشباب رسميا هذا العام كمنظمة إرهابية لها صلات وطيدة مع تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن. وقتل في العنف في أنحاء الصومال أكثر من 8000 مدني كما اضطر نحو مليون شخص للنزوح منذ بداية عام 2007 عندما طردت القوات الحكومية مدعومة بالدبابات والطائرات الإثيوبية حركة المحاكم الإسلامية من مقديشو. وأثمرت المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جيبوتي توقيع اتفاق مؤقت للسلام بين الحكومة وبعض شخصيات المعارضة يوم الاثنين. لكن متمردي حركة الشباب ومتشددين آخرين في المعارضة رفضوا الاتفاق بالفعل. وعبر أحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصومال عن أسفه لسقوط قتلى في كسمايو وقال إن القتال من أجل السيطرة على الميناء دافعه الموارد وليس السلطة السياسية، وأضاف في بيان «أدعو كل الأطراف... إلى احترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وأن تفي بتعهداتها بموجب اتفاق جيبوتي.»