يعتبر العنف الأسري، خصوصاً ضرب المرأة، من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشاراً، وهو لا يقتصر على المجتمعات العربية كما قد يخال البعض. إذ تبيّن الدراسات ان الظاهرة موجودة في الولايات المتحدة حيث 90 في المئة من حالات العنف يرتكبها الرجل ضدّ المرأة.ويرى بعضهم أنّ الحجّة القويّة قد تبرّر ضرب الزوجة، مثل الشكّ فيها كما حصل مع طبيبة كانت عائدة من العمل، فـ «استقبلها» زوجها بالضرب والركل. أمّا السبب فهو أنّ زميلها أوصلها إلى المنزل بعدما فاتتها الحافلة التي تستقلّها عادة كل يوم.ويؤثر عدد من العوامل في سلوك الرجل تجاه زوجته، منها الوضع الاقتصادي والنفسي والمستوى الثقافي للزوج.وتقول الاختصاصية النفسية فاطمة الحمدان: »يؤثر طبعاً وضع الزوج الاقتصادي. فاذا كانت المرأة تتمتّع بدخل يفوق دخل زوجها أو إذا كان هذا الأخير عاطلاً عن العمل، قد يؤدي ذلك الى اصابة الرجل بشعور بالنقص. ما قد يؤدّي الى ضرب زوجته تعويضاً عن عجزه أمامها«. كما تعتبر أنّ البيئة التي تربّى فيها الزوج تؤثر بشكل كبير في تعامله مع زوجته لاحقاً. وتضيف: »ينقل بعض الأزواج حياته السابقة في بيت أبويه إلى بيت الزوجية. فإذا كان يرى أمّه تتعرّض للضرب، فسيعتقد أن هذا الأسلوب في التعامل صحيح. ويقوم بتكرار تلك الأفعال كشريط فيديو مصور«.وللامور علاقة بالوعي. فإذا كان الزوج يتمتع بوعي كاف، نتيجة تحصيل علمي عال أو ثقافة ذاتية، فإنه لا يلجأ إلى هذا الأسلوب في معالجة مشكلاته الزوجية. وتشير الحمدان إلى أن »عدم الوعي عند الزوج يؤدي إلى نتائج وخيمة، منها ضرب زوجته«. لكنّها تضيف » قد يساعد وعي المرأة في امتصاص غضب الزوج«.ويشمل هذا الوعي الإحاطة بحقوق المرأة وحقوق الرجل على السواء، وأن يعرف كلاهما حدودهما والتوقّف عندها. على رغم ذلك، لا يخلو الأمر من أزواج يتمتعون بوعي كافٍ وثقافة مقبولة لكنّهم يلجأون إلى الضرب كحل للمشكلات اليومية، وهنا، تكون نفسية الرجل وما عاناه في الصغر هي التي تؤثّر في حياته وفي الوسائل التي يتبعها لمعالجة مشكلاته الزوجية، كما توضح حمدان التي تدعو إلى أن »تقف المرأة ضد الزوج في أول مرة يتجرأ فيها على ضربها، لأنّها إن لم تفعل ذلك، فستعاني كثيراً لأنّ لا شيء سيردعه بعدها عن تكرار فعلته«.
|
ومجتمع
ضرب الزوجة ليس حكراً على المجتمعات النامية
أخبار متعلقة