بسبب أداء التحية الفاشيّة فى مباراة
ميلانو / وكالات :قررت لجنة الانضباط والمراقبة بالاتحاد الايطالى لكرة القدم إيقاف اللاعب الايطالى المخضرم باولو دى كانيو مهاجم فريق لاتسيو مباراة واحدة وتغريمه عشرة آلاف يورو -8300 دولار- بسبب أداء التحية الرومانية -التى تتمثل فى مد الذراع إلى الامام- وهى رمز فاشى محظور- خلال مباراة فريقه أمام يوفنتوس على الاستاد الاولمبى فى العاصمة روما يوم السبت الماضي.وذكرت صحيفة "إل كورييرى ديلا سيرا" الايطالية أن الحكم الصادر من القاضى ماوريتسيو لاودى جاء نتيجة التحية التى أداها اللاعب فى المباراة التى انتهت بالتعادل 1-1 فى الدورى الايطالى لكرة القدم حيث مد ذراعه مقلدا التحية الفاشية تجاه جماهير الفريق لدى استبداله خلال المباراة.ومن المتوقع أن يصدر ضد اللاعب حكم آخر منفصل بسبب تحية مماثلة أكثر وضوحا على استاد ليفورنو خلال مباراة الفريق أمام ليفورنو والتى انتهت بهزيمة لاتسيو 2-1.وتسببت هذه الواقعة فى جدل شديد بين المعلقين ورجال السياسة لان هذه التحية ممنوعة فى إيطاليا حيث تثير ذكريات الحكم الفاشى المستبد الذى سيطر على إيطاليا فى فترة من القرن الماضي.وكان السويسرى جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم -فيفا- قد قال سابقا إن اللاعبين الذين يتصرفون بنفس أسلوب دى كانيو يجب أن يعاقبوا بالايقاف من "عائلتنا" ويقصد من عالم كرة القدم وان الاندية التى تسمح بالعنصرية يجب أن تعاقب.وتعهد بلاتر بتطبيق الفيفا لقواعد أكثر صرامة فى المستقبل مشيرا إلى أن الفريق القانونى للفيفا سيقرر قبل شهر كانون الثاني/يناير المقبل ما يجب أن يحدث.وأوضح بلاتر فى مؤتمر صحفي: "يجب أن نبدأ فى خصم نقاط من الفريق وقد يصل الامر للايقاف وربما للاستبعاد من المسابقات".من جانبةاتخد القاضى لاودى قد اتخذ الحكم بناء على قاعدة فى الميثاق الرياضى تمنع اللاعبين من "إثارة أى مفاهيم أو إيحاءات سياسية عن طريق حركات واضحة".واعتبر القاضى أن الحركة التى أداها دى كانيو تثير ذكريات النظام الفاشى والذى اتسم بالعنف ضد الخصوم والتمييز العنصري.وكانت غرامة قد فرضت بالفعل على دى كانيو -37 عاما- ولكن بدون قرار بالايقاف بسبب تحية مماثلة فى كانون ثان/يناير الماضى وبالتحديد خلال مباراة القمة بالعاصمة الايطالية بين لاتسيو وروما.وقال دى كانيو إنه شعر بالرعب لان هذا الايقاف ينبع من حكم سياسي.وأوضح أنه أدى التحية بنفس الطريقة التى يتبعها دائما. إننى أول لاعب أؤكد على ضرورة بقاء السياسة خارج الملاعب.ولكن يجب أن تظل السياسة بأكملها خارج الملاعب وليس جزءا منها فقط.وعلى العكس تماما يجلب هذا الحكم السياسة إلى داخل الملاعب".وشكا دى كانيو سابقا من عدم اتخاذ إجراءات ضد اللاعبين والمشجعين من أصحاب النزعة اليسارية فى إشارة بشكل خاص إلى فريق ليفورنو وقائده كريستيانو لوكاريللي.ونفى كلاوديو لوتيتو رئيس نادى لاتسيو أن يكون الهدف من تحية دى كانيو سياسيا علما بأن النادى فرضت عليه أيضا غرامة قدرها عشرة آلاف يورو ومن المتوقع أن يقدم احتجاجا ضد العقوبة.وأقر لوتيتو تأكيدات اللاعب دى كانيو بأن التحية ليس لها أى معان عنصرية ولكنها تعبر عن نوع من الانتماء وقد يكون انتماء إلى طائفة دينية أو إلى حزب سياسى أو إلى فريق" ولنادى لاتسيو تاريخ طويل مع الغرامات التى توقع على النادى بسبب سلوك بعض جماهيره المتطرفة.وفى محاولة لتهدئة الموقف قال السياسى البارز جيوليو أندريوتى السيناتور المعتدل المعروف بتشجيعه لروما "هذه التحية أصبحت موضة بالية ومن الافضل أن يتركها اللاعب. ودى كانيو لاعب جيد".