في بلدة صغيرة لم يخل شبراً في ارضها من الدمار ـ في ليلة لم تخل من اصوات المدافع والصواريخ حين تصرخ في ارواح الناس لتقتلهم رعباً قبل ان تمزق اجسادهم إلى اشلاء كانت هناك فتاة يتيمة تبلغ من العمر 14 عاماً استشهد والدايها واخيها الصغير الذي لم يتجاوز عمره العام.الأول .. كانت تختبىء داخل غرفة صغيرة تحيط بها اربعة جدران لايوجد شيء بها سوى زهرتين معلقتين على جدارها وشمعة صغيرة تنير زواياها بضوء ضئيل .. وهوائها البارد الذي لم يرحم احداً .. كانت تارة تقفل اذنيها حتى لاتموت ربعاً حين تسمع صوت المدافع وتارة تجر ملاءتها التي تشعر اطراف رجليها بالتجمد. نزلت من على سريرها بخطوات هادئة لتجلس إلى شمعتها وتدفىء جسدها بالحرارة الضئيلة التي كانت حول تلك الشمعة لكن لم يدم ذلك طويلاً لان تلك الشمعة الصغيرة قد ذابت من الاحتراق .. لم يبق شيء لقد مر الوقت وشعرت تلك الفتاة بالجوع والعطش وليس لهما ماتسد جوعها وعطشها .. لم تستطع الفتاة الصغيرة تحمل لكل هذا فراحت عينها بالغرق بدموعها التي كادت تتجمد على خديها فرفعت يديها إلى السماء وقالت الهي ان كان هذا يومي فخذني اليك دون ان تجعل الاسرائيليين سبب موتي.فأهتزت السماء بذلك القول .. ومرت الساعات وكادت الصغيرة تموت مع مرور الوقت .. فلم تتحمل ذلك، خرجت من بابها الذي لم يكاد يسمح بقزم المرور من خلاله وراحت تسير بشوارع بلدتها ومن فوقها الصواريخ تطيروبداخل قلبها رعباً كاد يمزق شراينها لكن لاجدوى يجب ان تبحث عن الماء الذي سيجعلها تعيش .. ارادتهما في العيش قوية كما انها تفضل الموت. لربما التقت بعائلتها .. اذا تقابل مجموعة من الجنود الاسرائيليين فيقومون بأخذها إلى حيث مقرهم .. ثم يحاولون ضربهاوتمزيق ملابسها وهي مسكينة لاتستطيع ان تفعل شيئاً فهم يحملون اسلحتهم وهي لم يكن لديها سلاح سوى ايمانها بالله عزوجل لم ترد ان تسكت لما يفعلونه بها فراحت تصرخ في وجوههم .. ان كان هذا يومي فلن اسمع بأن تكونوا سبباً في موتي .. لكن لم يفهم الاسرائيليون ما تقوله .. فراحو يستمرون ويتمتعون في تعذيبها .. حتى سقطت تلك الفتاة على الارض.وطارت روحها من جسدها إلى السماء (هي لم تقتل من قبل الاسرائيليين بل اخذها الله بفعل الجوع والعطش والبرد الذي اصابها) لقد استجابت السماء إلى دعائها ونفذ الله لها مطلبها. وذهبت تلك الروح الطيبة إلى عالم البرزخ حيث ينتظر عائلتها دخول الجنة هناك لكن ما اراد الله ان تعلمه الفتاة الصغيرة هو انه لم يجعل اسرائيل تحتل بلادها المقدسة إلا رحمة لاهلها حتى يكونوا سبباً في دخولهم الجنة ولعنةعلى الاسرائيليين حتى يكون ما يفعلونه بأهل هذه الارض سبباً في دخولهم جهنم ففرحت الفتاة الصغيرة حين علمت ذلك.وقالت : (فلسطين.. كتبت عليك الرحمة يا أرض أهل الجنة) ومازال إلى يومنا هذا يموت ملايين من أمثال تلك الفتاة الصغيرة إلى جانب الاطفال والنساء والشيوخ ربما يجب ان نحزن من اجلهم لكن يجب ايضاً أن نسعد للمكانة التي سيكونون فهيا (الجنة) فهنيئاً لك فلسطين ارض أهل الجنة .. ولو كان بيدي لكنت من اهلك.فوزية محمد ناجي
|
اطفال
فلسطين .. الرحمة والجنة
أخبار متعلقة